مع استمرار وقف إطلاق النار في غزة، تقول واشنطن إنها قدمت مقترحًا لتمديد الهدنة حتى ما بعد رمضان وعيد الفصح اليهودي، فيما يرى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ومجلس الأمن القومي في بيان أن المقترح يضيّق الفجوات.
ويضيف البيان أن مقترح تمديد وقف إطلاق النار في غزة يتيح الوقت للتفاوض على إطار عمل لوقف دائم لإطلاق النار، ويؤكد أن حماس على علم بالموعد النهائي وأن أميركا سترُد إذا انقضى الموعد.
ويشير البيان المشترك إلى أن حماس تقدم مرونة في العلن لكنها في أحاديث خاصة تقدم مطالب غير عملية.
حماس وافقت على مقترح ويتكوف
وكان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قد طرح إطلاق نصف المحتجزين والإفراج عن نصف الجثامين، وبعد رفض الحركة، انحصر المطلوب في خمسة أحياء فقط وفق مصادر التلفزيون العربي، فوافقت الحركة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر وجثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية.
والجمعة، سلمت حماس ردَّها على مقترح الوسطاء واصفة تعاملها بالمسؤول والإيجابي، كما أرسلت الحركة وفدًا للقاهرة.
وتؤكد حماس جاهزيتها لبدء المفاوضات والتوصل إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية داعية للضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته.
في المقابل، تؤكد تل أبيب أن وفد التفاوض الإسرائيلي يعود من قطر، فيما تزعم رئاسة وزراء إسرائيل أن حماس لم تغيِّر مواقفها رغم قبول تل أبيب مقترح المبعوث الأميركي ويتكوف.
وتشير الحكومة الإسرائيلية إلى أنّها ستعقد اجتماعًا للوزراء مساء السبت للحصول على تقرير مفصل بشأن اتفاق الهدنة من الوفد المفاوض، على أن يلي ذلك تحديد الخطوات المستقبلية بشأن قطاع غزة.
مفاوضات “إيجابية”
وفي هذا السياق، يشير الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إلى أنه من الواضح أن الأمور تسير بشكل إيجابي حيث ردّت حماس على مقترح ويتكوف بإيجابية عالية ولم يتبق سوى عملية التنفيذ.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من خانيونس، يلفت القرا إلى أن وفد حركة حماس ذهب إلى القاهرة لمناقشة آلية تطبيق ما تم التوافق عليه في الدوحة.
ويعتبر القرا أن حماس لم تطرح مطالب كبيرة، لافتًا إلى أنها تريد تقدم المفاوضات إلى المرحلة الثانية، حيث تسعى لتحقيق وقف إطلاق نار دائم وتريد أن تنتهي المفاوضات بانسحاب الاحتلال من كافة أراضي القطاع، مشيرًا إلى أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل.
حماس “تجنّبت انهيار الاتفاق”
ومن جهته، يعتبر رئيس تحرير موقع عرب 48 رامي منصور أن بيان ويتكوف يتماهى إلى حد كبير مع المطالب الإسرائيلية دون أن يدفع إلى انهيار المفاوضات.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من حيفا، يشير منصور إلى أن حماس منعت من خلال موافقتها المبدئية على تسليم أسرى، انهيار الاتفاق.
ويلفت إلى أن إسرائيل ستسعى لإبداء مرونة بغية إطلاق المزيد من الأسرى الإسرائيليين لكي لا يظهر الأمر أن الولايات المتحدة تنجح بالإفراج عن أسراها فيما تفشل إسرائيل بتحقيق ذلك.
ضغط أميركي
إلى ذلك، يرى الباحث السياسي ستيف جيل أن ما تفعله الولايات المتحدة هو “إبقاء الضغط بغية المضي قدمًا إلى مرحلة ختامية في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة”.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من تينيسي، يعتبر جيل أن لا مشكلة مع حماس وأن مطالبتها بأمور تفوق توقعاتها أمر مقبول.
ويقول: “إن التحدي هنا هو أن حماس والولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن تتواصل مع جهات مختلفة جدًا وعلى مستويات مختلفة” وهذا ما يجعل المفاوضات “صعبة ومعقدة”.
جيل يؤكد أن الولايات المتحدة لديها قدرة أكبر للتأثير على إسرائيل أكثر من أي طرف آخر في الشرق الأوسط.
كما يعتبر أن “الأمر الإيجابي في المفاوضات القائمة هو أنها تتقدم باتجاه المسار الصحيح وهو الإفراج عن الأسرى الذي يمهد لسلام دائم”.