أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اليوم الجمعة، أنها ردت على مقترح تلقته من الوسطاء لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أن ردها تضمن الإفراج عن أسير إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية و4 جثامين أسرى من مزدوجي الجنسية.
ومطلع مارس/ آذار الحالي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يومًا، بينما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بينما تؤكد حركة حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده.
حماس ترد على مقترح الوسطاء بشأن غزة
وقالت الحركة في بيان: “تسلّم وفد قيادة حركة حماس، يوم أمس الخميس، مقترحًا من الإخوة الوسطاء لاستئناف المفاوضات، حيث تعاملت معه الحركة بمسؤولية وإيجابية، وسلمت ردّها عليه فجر الجمعة”.
وأوضحت أن ردها تضمن موافقتها على “إطلاق سراح الجندي الصهيوني عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، إضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية”.
وأكدت الحركة جاهزيتها “التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية، داعيةً إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة”.
وعقب إعلان حماس، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن نتنياهو سيجري تقييمًا عاجلًا للوضع في الساعة القادمة.
حماس تطالب بخارطة طريق واضحة
وكشف مصدر في حركة حماس للتلفزيون العربي أن الحركة تطالب بوضع خارطة طريق واضحة لمفاوضات المرحلة الثانية، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي والوسيط الأميركي يسعيان لحصر التفاوض في ملف تبادل الأسرى فقط، في محاولة للتهرب من مناقشة القضايا الأخرى.
وأضاف المصدر أن المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، اقترح في البداية إطلاق نصف المحتجزين ونصف الجثامين، لكن بعد رفض حماس، تقلص العرض ليشمل الإفراج عن خمسة أسرى أحياء فقط.
وأوضح للتلفزيون العربي أن المفاوضات لا تزال تراوح مكانها، إلا أن الأجواء العامة تبقى إيجابية فيما يتعلق بإمكانية التوصل إلى اتفاق.
وكشف الوفد أن وفدًا من حركة حماس سيتوجه إلى القاهرة اليوم في إطار استكمال التفاوض.
“التعاطي بإيجابية مع جهود الوسطاء”
وفي حديث للتلفزيون العربي، قال المتحدث باسم حماس حازم قاسم: “موافقة حماس جزء من تعاطيها بإيجابية مع جهود الوسطاء”.
وأضاف أن الحركة وضعت خروقات الاحتلال أمام الوسطاء خلال جولة المفاوضات الأخيرة، مشددًا على وجوب أن الوسطاء على الاحتلال لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار قاسم إلى أن الإدارة الأميركية مسؤولة عن ممارسة الضغط على الاحتلال لإلزامه بالاتفاق.
وفي وقت سابق الجمعة، قال القيادي بحماس حسام بدران: إن “الحركة مصرّة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله المختلفة الثلاثة”، وذلك بعد تعثر البدء بالمرحلة الثانية جراء التنصل الإسرائيلي من الاتفاق.
وحذّر من أن خروج إسرائيل عن ما تم الاتفاق عليه سيعيد الأمور إلى الصفر، ومبينًا أن الحركة طالبت الوسطاء “بإلزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار ووقف الخروقات، واستكمال كافة البنود التي تم إقرارها”.
وأكد بدران أن أبناء الشعب الفلسطيني صامدون متمسكون بأرضهم، ولن يتركوا وطنهم بغض النظر عن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وأمس الخميس، اعتبرت حماس أن التقارير حول تقديم مقترحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار تهدف إلى “القفز على الاتفاق” المبرم حول غزة.
جاء ذلك بعد حديث إعلام عبري عن تقديم المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مقترحًا محدّثًا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وبموجب الشروط المقترحة، ستقوم حماس بإطلاق سراح نحو 5 أسرى أحياء، إلى جانب تسليم جثث الأسرى القتلى، مقابل موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار لـ50 يومًا، وخلال هذه الفترة، ستستمر المفاوضات لبحث إمكانية تمديد الاتفاق، وفق ما نقلته الصحيفة العبرية عن مصدرها.