أفادت وسائل إعلام لبنانية، مساء أمس الأربعاء، بمقتل شخص وإصابة عدد من المواطنين جراء إطلاق النار العشوائي ابتهاجًا بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن شابًا قُتل في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت بسبب إطلاق الرصاص ابتهاجًا بإعلان الاتفاق، فيما أصيب آخرون في عدد من المناطق التي شهدت الحادثة نفسها.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام قد أفادت عن إطلاق نار كثيف ومفرقعات نارية في عدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مع إعلان وقف إطلاق النار في غزة، فيما أشارت وسائل إعلام محلية إلى إطلاق الرصاص بشكل كثيف في عدد من المناطق بالعاصمة بيروت.
مناشدة الرئيس
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لشاب ملقى على الأرض والدماء تسيل من رأسه في إحدى صالات ألعاب “البلياردو”، وقالوا إنها تعود للضحية التي أصابها الرصاص العشوائي في الضاحية الجنوبية للعاصمة. فيما تحدثت محطات تلفزة ومواقع إخبارية عن عشرات الإصابات.
وسرعان ما انقلب الفرح الذي عم مواقع التواصل مع إعلان الهدنة في غزة إلى غضب عارم وإدانات لهذه الظاهرة المتكررة في لبنان، والتي تُستخدم عادة في جميع المناسبات، حيث طالب ناشطون الجيش والقوى الأمنية بضبط السلاح المنفلت والمنتشر بكثافة بين المواطنين، ووجهوا رسائل ومنشورات إلى رئيس الجمهورية الجديد جوزيف عون، قائد الجيش السابق، بضرورة معالجة هذه الظاهرة.
وكتبت الناشطة هنادي عباس على منصة إكس: “ألم تكفِ الدماء التي نزفت والأرواح التي ارتقت لنطلق الرصاص الطائش ابتهاجًا بوقف إطلاق النار؟ هذا الوقف الذي دفعنا ثمنه غاليًا لا يُحتفل به برصاص جديد، بل بصون دماء الشهداء وبناء الأمل من بين الركام”.
“عادات همجية”
ودخل لبنان حربًا واسعة، بعد أشهر من إطلاق النار المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، خلال سبتمبر/ أيلول الماضي، واستمرت لأكثر من شهرين، وأسفرت عن دمار واسع في عدد من المناطق، وأكثر من 4000 شهيد لبناني.
بدورها، قالت الناشطة زهراء ياسين: “يذهب الأبطال إلى الميدان، وعندما يعودون إلى بيوتهم بهدوء يخرج الجبناء من جحورهم ليبتهجوا بإطلاق الرصاص الطائش في الهواء”.
وتصدر وسم “الرصاص الطائش” المنصات الإلكترونية في لبنان، وقالت ناشطة تدعى سارة دوماس: “كل من يطلق الرصاص في الهواء، يساهم بترسيخ هذه العادات الهمجية، ويكون مذنبًا بحق كل ضحية تسقط جراء هذا الجهل المتفشي، وعلى السلطات أن تعاقب بشدة مرتكبي هذه الجرائم، كي يكونوا عبرة لمن يعتبر”.
يذكر أنه، مساء أمس الأربعاء، أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، في مؤتمر صحفي بالدوحة، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام وصولًا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، لافتًا إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.