أعلنت حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين “حماس” اليوم الخميس، أنها تنتظر تنفيذ إسرائيل كل بنود “البروتوكول الإنساني” المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة جاهزيتها لخوض مفاوضات المرحلة الثانية.
ومنذ أكثر من أسبوعين، يماطل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ويعرقل إطلاق المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة في 19 يناير/ كانون الثاني المنصرم.
وكان الاتفاق شهد اختراقات في 4 مسارات، وهي بحسب حماس، استهداف وقتل فلسطينيين، وتأخير عودة النازحين لشمال غزة، وبشأن “البروتوكول الإنساني”: إعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة ووقود وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، وتأخير دخول الأدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.
حماس للتلفزيون العربي: جاهزون للمرحلة الثانية
وفي حديث للتلفزيون العربي، قال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع: إن “تعديل اتفاق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار جاء استجابة للوسطاء، ولتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني، وللتأكيد على جدية الحركة وجاهزيتها لخوض مفاوضات المرحلة الثانية.
وأوضح القانوع أن المرحلة الثانية تستند على تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها تحقيق كامل وقف إطلاق النار، وانسحاب شامل من قطاع غزة.
اتهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمماطلة في تنفيذ المرحلة الثانية – المركز الفلسطيني للإعلام
وفيما أضاف أن الحركة “تنتظر تنفيذ الاحتلال كامل بنود البرتوكول الإنساني”، قال القانوع: “ما زلنا في المرحلة الأولى من الاتفاق، وماضون في تنفيذ اتفاق إطلاق النار، ما التزم الاحتلال بذلك”.
وأردف أن الاحتلال الذي يتبع سياسة المراوغة والتلكؤ، يحاول في كل محطة وفي كل جولة تفاوض أن يحصل على عدد أكبر من الأسرى دون دفع استحقاق ذلك.
وتحدث عن أن المفاوضات في اليومين الماضيين مع الوسطاء في قطر ومصر، أفضت إلى ضمانات وتعهدات بتنفيذ البروتوكول الإنساني، وإدخال الكرافانات والخيام والمستلزمات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة.
مفاوضات المرحلة الثانية
وتابع القانوع أن مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ بعد، لكن من خلال تعديل اتفاق المرحلة الأولى بزيادة عدد الأسرى الأحياء يوم السبت وتسليم الجثامين اليوم هو رسالة من حركة حماس للوسطاء ولكل الأطراف ولاحتلال بجاهزية الحركة لخوض هذه المفاوضات.
وأشار إلى أن الحركة أبلغت الوسطاء أنها جاهزة لكل خيارات إتمام اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ كامل مراحله، حتى لو أدى ذلك إلى تسليم جميع الأسرى الرهائن في رزمة واحدة.
وفي هذا الصدد، أوضح القانوع أن الحركة على استعداد تسليم جميع الأسرى دفعة واحدة في حال استندت المرحلة الثانية، وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وإعمار قطاع غزة.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية والثالثة تستند على مطالب للمقاومة الفلسطينية وحقوق مشروعة نعمل عليها ولا يمكن التنازل عنها، معتبرًا أن مطالبات الاحتلال بنزع سلاح المقاومة خط أحمر.
وأضاف القانوع، أن الاحتلال استخدم أسلحة محرمة دوليًا بحق شعبنا خلال الإبادة، ويطالب بنزع سلاح المقاومة الشرعي، مشددًا على ضرورة “تشكيل لجان دولية للتحقيق” في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل بغزة.
واتهم القانوع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”المماطلة في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار”.
حديث إسرائيلي عن تمديد المرحلة الأولى
في غضون ذلك، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر، بأن هناك محادثات لمحاولة تمديد المرحلة الأولى بهدف التوصل إلى تفاهمات بشأن المرحلة الثانية.
وأضافت المصادر أن مطالب إسرائيل هي نزع السلاح من غزة، وتفكيك حكم حماس، ورفض انتقال الحكم للسلطة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر سيعرض على المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف مطالب إسرائيل في المرحلة الثانية.
وفي وقت سابق الخميس، أفاد مصدر سياسي إسرائيلي، بأن حكومة نتنياهو تعتزم تصعيد العمليات العسكرية في غزة واستئناف الحرب فيها، بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة الجارية مع حركة حماس، دون الانتقال إلى مرحلة ثانية منها، حسب ما نقلته قناة “14” الخاصة.
ويأتي التصريح وسط غضب إسرائيلي وتهديد بالانتقام لـ4 إسرائيليين أفرجت حماس عن جثثهم في وقت سابق اليوم، وقالت إنهم قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي العنيف على غزة خلال العدوان الذي استمر أكثر من 15 شهرًا.
ومنذ اندلاع الحرب بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، وبدعم أميركي مباشر، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد، وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود.