صدّقت الحكومة الإسرائيلية ليل الجمعة السبت، على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، حسبما أفادت هيئة البث الرسمية.
وفي الساعات الأولى من اليوم السبت، وبعد اجتماع استمر لساعات، وافقت الحكومة على الاتفاق الذي قد يمهد الطريق أمام إنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 15 شهرًا على قطاع غزة.
وجاء ذلك بعد ساعات من تصديق المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) على الاتفاق ذاته.
ردود الفعل الإسرائيلية بشأن اتفاق غزة
ومساء الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتًا إلى أن تنفيذه سيبدأ الأحد المقبل.
وقالت هيئة البث: إن “تقييم مجلس الأمن القومي الذي استعرضه الوزراء أكد ضرورة تنفيذ صفقة التبادل في الوقت الحالي”.
وفي ظل معارضة شديدة من جانب بعض المتشددين في مجلس الوزراء الإسرائيلي للاتفاق، أفادت مراسلة التلفزيون العربي من مدينة القدس المحتلة كريستين ريناوي، بأن 24 وزيرًا في حكومة نتنياهو الائتلافية صوتوا لصالح الاتفاق بينما عارضه ثمانية وزراء.
وأضافت أن المعارضين هم وزيران من حزب الليكود، و6 من حزبَي الصهيونية الدينية وقوى يهودية ضمن تيار الصهيونية الدينية الموالي لوزيرَي المالية بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
وأشارت مراسلتنا إلى وجود نوايا وقرارات إسرائيلية بقمع أي فرحة فلسطينية عند استقبال الأسرى المحررين.
ولفتت إلى أن وزير الأمن يسرائيل كاتس دفع أمس للإفراج عن عدد من المستوطنين الإرهابيين، بزعم أنه يفضل أن يفرح ذووهم لحظة الإفراج عنهم، عوضًا عن فرحة الفلسطينيين.
وبحسب الإجراءات القانونية المعتمدة في إسرائيل، تتبقى خطوة واحدة قبل أن يصبح اتفاق وقف إطلاق النار جاهزًا للتطبيق الأحد، وهي فتح المحكمة العليا باب تقديم الطعون أمام الإسرائيليين ضد الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين المشمولين في الاتفاق.
ورغم أن المدة المخصصة لتقديم الطعون عادة ما تكون 48 ساعة، إلا أن هناك اتجاهًا لتقليصها إلى 6 ساعات فقط، نظرًا لضيق الوقت المتاح قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ رسميًا.
والطعون، التي قد تُرفع إلى المحكمة العليا، غالًبا ما تكون رمزية وغير فعالة، حيث تعتبر المحكمة أن قرارات الحكومة في هذا الشأن سياسية وليست خاضعة للتقييم القانوني.
بدء وقف إطلاق النار في غزة
وبعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق، قال كبير المفاوضين الأميركيين بريت ماكغورك: إن “الخطة تمضي وفقًا لما هو مقرر.
ويتوقع البيت الأبيض أن يبدأ وقف إطلاق النار صباح غد الأحد، مع إطلاق سراح ثلاث من الرهائن الإناث وإرسالهن إلى إسرائيل بعد ظهر اليوم نفسه من خلال الصليب الأحمر”.
وأضاف ماكغورك لمحطة “سي. إن. إن” من البيت الأبيض: “حددنا كل التفاصيل في هذا الاتفاق. نحن واثقون تمامًا.. من أنه جاهز للتنفيذ يوم الأحد”.
وبموجب الاتفاق، يبدأ وقف إطلاق النار المؤلف من 3 مراحل بمرحلة أولية مدتها 6 أسابيع تشمل تبادل الأسرى الذين تحتجزهم حماس، مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ومن المقرر أن يتم إطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا من بين 98، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين، في هذه المرحلة. وستطلق إسرائيل سراح جميع النساء والأطفال الفلسطينيين دون سن 19 عامًا المعتقلين في السجون الإسرائيلية بحلول نهاية المرحلة الأولى.
وأوضح ماكغورك أنه بعد إطلاق سراح المحتجزين غدًا الأحد، ينص الاتفاق على إطلاق سراح أربع محتجزات أخريات بعد سبعة أيام، ثم إطلاق سراح 3 محتجزات أخريات كل سبعة أيام بعد ذلك.