أفادت القناة “12” الإسرائيلية اليوم الأحد، بأن وفدًا إسرائيليًا يضم رئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار، وممثلين عن الجيش توجّه إلى العاصمة القطرية الدوحة لبحث صفقة تبادل الأسرى والحرب على غزة.
وأمس السبت، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، إن “تل أبيب سترسل وفدًا برئاسة رئيس جهاز الموساد إلى قطر لمواصلة المحادثات بشأن اتفاق محتمل لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة”.
وبحسب البيان “يضم الوفد رئيسا الموساد ديفيد برنياع، والشاباك رونين بار، واللواء المتقاعد نيتسان آلون (مسؤول ملف المفقودين بالجيش الإسرائيلي)، والمستشار السياسي (لنتنياهو) أوفير فاليك”.
وتابع: “تهدف الزيارة إلى الدفع بالمفاوضات لتحقيق تقدم في صفقة تبادل الأسرى واستعادة الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس”.
مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
وتأتي هذه التطورات فيما تشهد المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، تحركات مكثفة لبلورة اتفاق نهائي بشأن صفقة تبادل الأسرى، ووقف الإبادة المستمرة منذ 16 شهرًا على قطاع غزة.
وفي هذا الإطارـ قال مراسل التلفزيون العربي من الدوحة صابر أيوب: “يُنتظر أن يعقد الوفد الإسرائيلي خلال الساعات المقبلة اجتماعات رفيعة المستوى، خاصة مع انضمام مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى هذه الاجتماعات، ولو بشكل غير مباشر”.
وأضاف أن مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن موجود أيضًا بالدوحة، وهو من يقود المفاوضات عن الوفد الأميركي.
وأشار إلى أن الدور الذي يقوم به مبعوث ترمب ما هو إلا إشرافي ومن أجل الضغط والتنسيق، باعتبار أن إدارة بايدن هي التي تمارس مهامها حاليًا، وهي المخولة والمعنية بالوساطة في هذه المفاوضات”.
هل باتت المفاوضات على مشارف النهاية؟
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مصادر أميركية وصفتها بالمطلعة قولها: إن “الحديث يدور عن صفقة متعددة المراحل، وتتضمن إعادة المحتجزين الإسرائيليين كافة، وبالتالي سيكون على إسرائيل التعهد بعدم العودة إلى القتال، كما سيكون على حماس التعهد بإعادة ما تبقى من المحتجزين الإسرائيليين في المرحلة الثانية”.
لكن خلافين جوهريين ما يزالان قائمين يتعلقان أولًا بالانتقال من المرحلة الأولى للصفقة إلى المرحلة الثانية، وثانيًا بالصياغة القانونية لها، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، رغم أن 90% من الفجوات في صفقة التبادل تم سدها.
وفي ضوء هذا التقدم في مسار التفاوض، صدّق الجيش الإسرائيلي على خطط لانسحاب سريع من مناطق واسعة من غزة، وفق ما نقلته صحيفة “هآرتس” العبرية عن مصادر.
كما أن جيش الاحتلال درس عدة احتمالات للانسحاب، بما في ذلك محور نتساريم الذي ظلت حركة حماس تخوض فيه معارك استنزاف ضد الجيش الإسرائيلي.
ويبدو أن تطورات الصفقة ما تزال مدفوعة بقوة بمطالب المتظاهرين الإسرائيليين الذين يملؤون الشوارع لأجل إبرامها، لكن بين زخم المحتجين وحسابات الساسة في تل أبيب ستظل الصفقة تنتظر عبور عنق الزجاجة.
“تقدم حقيقي ملموس”
وأفاد مراسل التلفزيون العربي من القدس المحتلة عبد القادر عبد الحليم، بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية اعتبرت سفر الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة، إشارة إلى وجود تقدم حقيقي ملموس يحتاج إلى بعض التفاوض بشأن بنود خلافية لا صلاحية للطواقم المهنية لاتخاذ قرارات فيها.
وأضاف مراسلنا: “لذلك سافر الوفد الإسرائيلي رفيع المستوى لاتخاذ قرارات، ومحاولة تقليص ما تبقى من فجوات فيما يتعلق بهذه البنود الخلافية”.
وبحسب مراسلنا، فقد أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى التفاصيل العريضة لهذه المفاوضات، التي تركز على بعض الأمور كنقاط انسحاب الجيش الإسرائيلي من المحاور التي احتلها على غرار محور صلاح الدين، أو حتى محور نتساريم، ونقاط الانسحاب في المرحلة الأولى، وفي مراحل أكثر تقدمًا من الصفقة.
وأشار إلى أن إسرائيل لا تزال تنتظر قائمة الأسرى من حركة حماس، إذ لم تسلَّم حتى اللحظة، لافتًا إلى إمكانية تسليمها خلال وجود الوفد الإسرائيلي رفيع المستوى المفاوض في العاصمة القطرية.
وتأتي هذه الخطوات في ظل اقتراب انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، وتولّي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري.
ويسعى الوسطاء إلى تسريع وتيرة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قبل تنصيب ترمب، لا سيما وأنه يطلب ذلك لإعادة الأسرى الإسرائيليين.
والخميس، قال ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي ترمب للشرق الأوسط، إن إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة هو “الأمر الأكثر أهمية” بالنسبة له قبل تنصيبه.
ولأكثر من مرة تعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية مصرية أميركية، جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور صلاح الدين الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.