قال المكتب الإعلامي الحكومي، الجمعة، إن الفلسطينيين في قطاع غزة وصلوا إلى “مرحلة كارثية من الجوع والمعاناة المتفاقمة” في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام.
وأضاف المكتب في بيان: “ندق ناقوس الخطر لكل العالم بلا استثناء بأن شعبنا الفلسطيني وصل إلى مرحلة متأزمة على الصعيد الإنساني، فالأزمات تتوالى عليه بدون حلول، وإننا نقترب من الكارثة أقرب من أي وقت مضى”.
450 يومًا من التجويع في غزة
وتابع: “على مدار 420 يومًا يواصل جيش الاحتلال سياسة التجويع ضد شعبنا، خاصة الأطفال والنساء، ويغلق جميع المعابر والمنافذ إلى غزة”.
وقال المكتب إنه “في ظل الكارثة الإنسانية، نتفاجأ من فشل المنظمات الدولية التي باتت تتماهى مع سياسات الاحتلال ضد المدنيين والفئات الضعيفة في غزة”.
وأضاف: “توفى 4 أشخاص كانوا ينتظرون على أبواب المخابز للحصول على خبز لإطعام أسرهم، بسبب التدافع الناتج عن الجوع الشديد، وهو ما كنا نحذر منه”.
وطالب الإعلام الحكومي، منظمة الأغذية العالمية “بتحمل مسؤولياتها المباشرة عن الكوارث الميدانية التي تقع بفعل سياساتها بإدارة أعمالها في غزة”.
إدانة مجازر الاحتلال
من جانبها، أدانت الرئاسة الفلسطينية، الجمعة، استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة، وآخرها مجزرة بيت لاهيا شمالي القطاع، والتي أسفرت عن أكثر من 100 شهيد، وعشرات الجرحى الأبرياء، بينهم أطفال ونساء، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
كما طالبت الرئاسة بانعقاد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان نقلته الوكالة، “إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول تنفيذ سياساتها العدوانية بتهجير أبناء شعبنا، وفصل شمال غزة عن باقي القطاع، عبر مواصلة مجازر الإبادة الجماعية وحرب التجويع في قطاع غزة”.
ولفت أبو ردينة إلى أن “مخططات الاحتلال الهادفة إلى تهجير شعبنا لن تنجح أمام تمسكنا بوحدة الأراضي الفلسطينية جميعها، في إطار دولة فلسطين، سواء في القطاع أو الضفة والعاصمة القدس، والرفض العربي والدولي لهذه المخططات”.
وطالب المجتمع الدولي “بالتحرك وإجبار سلطات الاحتلال على وقف عدوانها، وجرائم الإبادة الجماعية التي تنفذها ضد الشعب الفلسطيني، والخضوع لقرارات الشرعية الدولية، وإدخال المساعدات لقطاع غزة بشكل كامل، وتمكين دولة فلسطين من تحمل مسؤولياتها كاملة”.
وأردف متحدث الرئاسة الفلسطينية: “وإلا فإن المنطقة ستبقى تعيش في دوامة العنف، ولن ينعم أحد بالأمن والاستقرار”.
كما حمّل أبو ردينة الإدارة الأميركية “المسؤولية الكاملة عن استمرار هذا العدوان الدموي، جراء إعطائها سلطات الاحتلال الإسرائيلي الغطاء السياسي للإفلات من العقاب، واستمرار الدعم المالي والعسكري”.
وفي سياق متصل، قالت حركة حماس، الجمعة، إن أكثر من مليوني فلسطيني بقطاع غزة يواجهون خطر الموت جوعًا وعطشًا في ظل الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأوضحت الحركة، في بيان، أن “أكثر من 2 مليون فلسطيني بغزة يواجهون خطر الموت جوعًا وعطشًا، جراء منع الاحتلال الإسرائيلي للمساعدات وتقييد وصول الدواء والغذاء والماء، في ظل مأساة إنسانية تتفاقم كل يوم”.
وأضافت “الأطفال يموتون بسبب الجوع، والعائلات تمزقها المجاعة، وأدنى مقومات الحياة الإنسانية محرومة في القطاع”.
والأربعاء، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إن الجوع بقطاع غزة وصل إلى “مستويات حرجة، حيث يبحث الناس عن بقايا الطعام في نفايات مضى عليها أسابيع”.
ويعاني الفلسطينيون بقطاع غزة سياسة تجويع ممنهجة جراء شح المواد الغذائية بسبب عرقلة إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية، بحسب مؤسسات أممية ودولية عديدة.
ودون جدوى، يطالب المجتمع الدولي إسرائيل بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لمنع حدوث مجاعة على نطاق واسع، ومع وجود نحو مليوني نازح.