رسّخ خوليان ألفاريز مكانته لاعباً أساسياً مع أتلتيكو مدريد، غير أن النادي الإسباني لا يزال بحاجة لإقناع المهاجم الأرجنتيني بأنه ينتمي إلى مصاف النخبة في أوروبا وقادر على تحقيق طموحاته.

ويُعدّ لقاء «روخيبلانكوس» مع آرسنال وصيف الدوري الإنجليزي، الثلاثاء، في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فرصة مثالية لاختبار قوتهم الحقيقية.

لم يتعرّض فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني لأي خسارة في آخر 6 مباريات بجميع المسابقات، منذ سقوطه أمام ليفربول الإنجليزي في ملعب «آنفيلد» بهدف قاتل خلال سبتمبر (أيلول) الماضي.

ترك هدف المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك في الوقت بدل الضائع أتلتيكو بإحساس مألوف بالإحباط، وزاد من معاناته بعد بداية متعثرة محلياً أعقبت موسم 2024 – 2025 الخالي من الألقاب.

وفي الأيام التالية، تجددت الشائعات بشأن اهتمام برشلونة بالتعاقد مع ألفاريز الصيف المقبل ليكون بديلاً للمخضرم البولندي روبرت ليفاندوفسكي.

وقال ألفاريز تعليقاً على تلك الأحاديث: «يتحدث الناس دائماً»، دون أن يؤكد أو ينفي الشائعات.

انضم ألفاريز إلى أتلتيكو صيف 2024 من مانشستر سيتي الإنجليزي في صفقة بلغت قيمتها نحو 100 مليون دولار، فسجّل 29 هدفاً في موسم أول مميز.

تراجع تأثير الفرنسي المخضرم أنطوان غريزمان على الفريق تدريجياً، وتولّى ألفاريز زمام القيادة هجومياً، خصوصاً في النصف الثاني من الموسم.

وكان ألفاريز قد حُرم من ركلة ترجيح مثيرة للجدل أمام الجار ريال مدريد في ثمن نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، وهي الخسارة التي مهّدت لانهيار موسم أتلتيكو.

لكن النادي أعاد بناء صفوفه صيفاً، ورغم البداية البطيئة، فإن ألفاريز رفع من مستواه.

سجل المهاجم البالغ 25 عاماً ثلاثية أمام رايو فايكانو ليقود فريقه إلى الفوز 3 – 2، قبل أن يهز شباك ريال مدريد مرتين في فوز كاسح 5 – 2 على الغريم التقليدي.

كما سجل هدفاً وصنع آخرَين في الفوز الكبير على آينتراخت فرنكفورت 5 – 1 في الجولة الثانية من دوري الأبطال، ليعيد الفريق إلى المسار الصحيح أوروبياً.

قبل هذه السلسلة من النتائج، بدا لاعب ريفربلايت السابق محبطاً من سيميوني الذي كان يستبدل به بشكل متكرر قبل نهاية المباريات،

لكن اللاعب أوضح لاحقاً أن ما نُقل عنه لم يكن صحيحاً، وأنه لم ينتقد مدربه.

ومع ذلك، وبعد غضبه وازدياد الأخبار عن اهتمام برشلونة به، أدرك سيميوني أن إسعاد المهاجم أصبح أولوية قصوى.

وقال المدرب: «خوليان لاعب استثنائي… ملتزم بالفريق والنادي، ويقدّم كل ما لديه، ونحن سعداء بوجوده معنا. علينا الاعتناء به جيداً حتى يبقى معنا لسنوات طويلة».

كسر سيميوني أسلوبه المعتاد القائم على روح الفريق حين وصف ألفاريز، المتوّج بكأس العالم مع الأرجنتين عام 2022، بأنه «أفضل لاعب» في أتلتيكو.

أثار أداء ألفاريز اللافت أيضاً إعجاب مدربه السابق بيب غوارديولا، الذي أشاد به الأسبوع الماضي.

قال مدرب مانشستر سيتي: «كان على خوليان أن ينافس (المهاجم النرويجي) إيرلينغ هالاند، وهذا كان أمراً استثنائياً بالنسبة إلينا. والآن هو في أحد أفضل أندية العالم؛ أتلتيكو مدريد، مع مدرب عالمي وزملاء رائعين، ويقدّم أداءً مذهلاً».

وأضاف: «الآن أودّ لو كان معي… لكنني أتفهم ذلك (سبب رحيله)».

ويملك ألفاريز في سجله لقبين بالدوري الإنجليزي وآخر في دوري أبطال أوروبا خلال موسمين مميزين مع سيتي المملوك للإمارات.

ولا شك في أن ألفاريز سيواجه دفاعاً صعباً عندما يواجه لاعبي مدرب آرسنال الإسباني ميكيل أرتيتا على «ملعب الإمارات».

وتشكل عودة صانع الألعاب أليكس بايينا من الإصابة دفعة قوية لأتلتيكو وألفاريز معاً؛ إذ أظهرا بالفعل انسجاماً واعداً في مباراة السبت ضد أوساسونا التي انتهت بفوز أتلتيكو 1 – 0.

وسجّل بايينا هدفاً أُلغي بداعي التسلل على غريزمان بعد تمريرة رائعة من ألفاريز، وقد يشكّلان ثنائياً لافتاً في المستقبل.

لكن المفتاح للحفاظ على سعادة ألفاريز سيكون في إثبات قدرة الفريق على الفوز على أندية من طراز آرسنال في طريقه نحو الألقاب.

شاركها.
Exit mobile version