اعتبر القيادي في حركة حماس خليل الحية، الجمعة، أن الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة أسقطوا هيبة إسرائيل وجيشها وحقّقوا أهداف معركة “طوفان الأقصى”.
وأطلقت كتائب القسام وفصائل فلسطينية أخرى عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث نفذوا هجومًا مباغتًا على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة ردًا على اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى وحصاره لقطاع غزة.
وقال الحية في كلمة مصورة إن “المقاومة، وبعد توقف المعارك (الحرب الإسرائيلية)، قرّرت الإعلان رسميًا عن استشهاد عدد من كبار قادتها”، مشيرًا إلى أن “قادة المقاومة يقدمون أرواحهم في سبيل الله ولا يهابون الموت مشتبكين مع العدو في الصفوف الأمامية من أجل فلسطين”.
“تحرير فلسطين ممكنًا”
وأضاف الحية: “حقق شعبنا ومقاومته أهدافهم من معركة طوفان الأقصى، وفي مقدمتها تمريغ أنف الكيان الإسرائيلي وإسقاط هيبته وهيبة جيشه”. وأضاف مؤكدًا: “إن هزيمة الكيان باتت ممكنة، كما أصبح تحرير فلسطين ممكنًا”.
والجمعة، أعلنت حركة حماس أسماء 16 من أعضاء مكتبها السياسي وقادتها الذين قتلتهم إسرائيل على مدى نحو 16 شهرًا من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة.
وشملت الأسماء التي نشرتها حماس، أعضاء من مكتبها السياسي وأبرزهم رئيسه الأسبق إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، ورئيسه السابق يحيى السنوار، إضافة لرئيس جهاز الأمن العام للحركة سامي عودة، وعضو مكتبها الإداري محمد أبو عسكر.
في وداع القادة
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من إعلان “كتائب القسام” الجناح العسكري لحماس، استشهاد قائدها العام محمد الضيف، و6 من أعضاء مجلسها العسكري، دون ذكر تفاصيل عن ذلك”.
وفي هذا السياق، قال الحية: “نودع اليوم ثلة من القادة الكبار، الذين عشنا معهم وعايشناهم سنين طويلة”، ووصف قائد كتائب القسام الشهيد محمد الضيف بـ”الأسد الهصور، والرجل الذي عشقه وهتفت له الملايين رغم عدم معرفة صورته”.
وأشار إلى أن الضيف “أمضى حياته مطاردًا ومطارِدًا، واستطاع على مدار أكثر من 30 عامًا قهر كل من حاول مطاردته”.
أعلنت حركة حماس أسماء 16 من أعضاء مكتبها السياسي وقادتها الذين استشهدوا خلال الحرب على غزة- الأناضول
الحية أشاد أيضًا بدور القائد السنوار رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، واصفًا إياه بـ”صاحب العلامة الفارقة في تاريخ حماس وشعبنا الفلسطيني، والذي تحول إلى أيقونة لكل حر حول العالم يرفض الظلم والعدوان”.
وكانت حماس قد نعت في 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانًا مشتركًا أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الجيش في قطاع غزة كان من بينهم السنوار.
حسابات دقيقة
وقال الحية: “نقف اليوم مع رفقاء الدرب الذين عملنا معًا سنين طويلة، في قيادة هذه الحركة المباركة، وتوجيهِ دفتها في ظل حسابات دقيقة، فرضتْها ظروف المراحل المختلفة”.
وأضاف: “استطعنا بحكمة شهدائنا القادة وجرأتهم، وبركة الشورى ودماء الشهداء، أن نعبُر المراحل القاسية والتحديات الصعبة، فكانوا عند مسؤولياتهم بهمَّة عالية، وحركة دؤوبة لتحويل الخطط والرؤى إلى وقائع على الأرض، وخاصة بدء مشروع التحرير”.
فبعد أكثر من 15 شهرًا على حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة وأسفرت عن أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، بدأ سريان وقف لإطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
ويستمر الاتفاق في مرحلته الأولى 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.