قال القيادي في إدارة العمليات العسكرية التابعة لفصائل المعارضة السورية أحمد دالاتي اليوم الجمعة، إن عملية “ردع العدوان” جاءت ردًا على “سلوك النظام السوري الإجرامي خلال الفترة الأخيرة، ولردعه وللحفاظ على حياة الناس”.
والأربعاء، أطلقت فصائل المعارضة السورية، عملية عسكرية تحت اسم “ردع العدوان” تمكنت خلالها من السيطرة على قرى هامة، إضافة إلى “الفوج 46″، وهو من أكبر القطع العسكرية في ريف حلب الغربي، وكان تحت سيطرة المعارضة حتى فبراير/ شباط 2020.
ومنذ فجر الأربعاء، تمكنت فصائل المعارضة، من السيطرة على قرابة 70 بلدة ونقطة عسكرية للنظام في ريفي حلب وإدلب.
ما أسباب شن عملية “ردع العدوان”؟
وفي حديث للتلفزيون العربي من إدلب، قال دالاتي: إن العمل العسكري الذي قامت به فصائل المعارضة السورية جاء في سياق الرد على تحشدات النظام السوري التي تم استقدامها على مدار 3 شهور على جبهات حلب وسراقب وجبل الزاوية.
وأضاف أن النظام السوري قام، خلال هذه الفترة، بحملة تصعيد وقصف شديد بالطيران والطائرات الانتحارية لاستهداف المدنيين في القرى المتاخمة للجبهة.
وأشار إلى أن هذا التصعيد كان ضمن سياق تدريب فرق من قوات النظام السوري على استخدام هذا النوع من السلاح الجديد، وجعل أهالي تلك المناطق حقل تجارب لفرق التدريب التي يقوم بها والميليشيات الإيرانية المنتشرة على خطوط الجبهات.
وأردف دالاتي أن الجهات العسكرية المعارضة وبعد الحملة التي قام بها النظام السوري عام 2019، وأدت لخسارة جزء من الأراضي التي كانت تسيطر عليها، قامت بإعادة تقييم للأمور، ووقفت عن الأخطاء التي وقعت فيها.
وتابع منذ أن توقفت الحملة عام 2020، والفصائل المعارضة في طور الإعداد والتجهيز وتنظيم قواتها لتكون جاهزة للفرصة مناسبة لتحرير واستعادة الأراضي التي خسرتها من النظام السوري والميليشيات الإيرانية.
وفي السياق ذاته، أوضح دالاتي أن حجم الإنجاز الذي حققته المعارضة السورية هو نتيجة جهد كبير جدًا من الإعداد والتحضير على مدى أربع سنوات.
وتابع أن إمكانات وقدرات المعارضة السورية هي محلية، ولا يوجد مقارنة بينها وبين وقدرات النظام السوري وحلفائه، مشيرًا إلى الفصائل اعتمدت على العنصر البشري النوعي المدرب الذي استغرق وقتًا كبيرًا جدًا من التأهيل، كما اعتمدت على قدراتها بالتصنيع المحلي لبعض الأسلحة التي تلبي احتياجات المعركة.
وقال دالاتي: إن “المعارضة أخذت قرارًا بإبعاد ميليشيات النظام السوري عن تخوم المناطق المحررة التي باتت مهددة من قبله”.
وأشار إلى أن المسيرات المفخخة التي استخدمت في إطلاق عملية ردع العدوان، هي إحدى الأسلحة التي جهزتها وصنعتها المعارضة محليًا لاستخدامها بمثل هذه اللحظات.
خسائر النظام السوري
ولفت دالاتي إلى أن فصائل المعارضة استطاعت أن تعمل خرق على أكثر من مستوى سواء الإعداد أو حتى المعلومات بالنسبة لتشكيلات النظام السوري المتاخمة لحدودها ودراسة تفاصيلها وموضوعاتها ومفاصلها.
وتابع أن فصائل المعارضة استطاعت منذ بداية العمل العسكري بضرب مراكز القيادة والعمليات بالخطوط الخلفية للنظام، ثم الاقتحام على قواته المتاخمة لنا التي أصبحت بدون قيادة ومتخبطة.
وأشار إلى أن النظام السوري مني بخسارة كبيرة على كل الأصعدة وعلى المستوى البشري، وقال: “أحصينا أكثر من 250 قتيلًا وأكثر من 1000 جريح”.
وأضاف أن النظام السوري فقد أيضًا الكثير من عتاده، إذ سيطرت المعارضة على أكثر من 70 آلية ثقيلة بين دبابة وعربة، بالإضافة إلى السيطرة على العديد من المدافع الميدانية والقواعد الصواريخ الموجهة وعلى كثير من مستودعات الذخائر المدفعية وغيرها.
وأفاد القيادي في إدارة العمليات العسكرية، أن المعارضة السورية سيطرت على ريف حلب بالكامل وتحاصر مدينة سراقب.
وخلص دالاتي إلى أن “المعارضة تستثمر الانهيار الحاصل لدى قوات النظام السوري لتحرير أهلنا من براثن هذا النظام المجرم واستبداده وقهره الذي يمارسه”.