أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل الأربعاء، إنذارات لسكان مناطق في شمال غزة بضرورة إخلائها، بعد إعلانه اعتراض صاروخين أطلقا من القطاع الفلسطيني.
وجاء في بيان نشره المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة إكس: “إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في مناطق بيت حانون وجباليا والاحياء تل الزعتر، النور، الروضة، السلام، النهضة، التفاح، الزهور، الشيخ زايد، المنشية ومخيم جباليا… هذا انذار مسبق وأخير قبل الهجوم!”.
وأضاف “تعود المنظمات الإرهابية وتطلق قذائفها الصاروخية من بين المدنيين… من أجل سلامتكم، عليكم الانتقال بشكل فوري غرباً إلى مراكز الإيواء في مدينة غزة”، حسب قوله.
ليلة عصيبة في رفح
واستشهد أكثر من 60 فلسطينيًا اليوم الأربعاء معظمهم من الأطفال والنساء في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، بحسب ما أفاد به مراسل التلفزيون العربي.
ولفت المراسل من خانيونس أحمد البطة إلى أن 15 من الشهداء هم من عائلتي قاعود وعبد الباري وأن عائلة بكاملها أبيدت.
وجاء ذلك بينما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي يقوم بـ”تجزئة” قطاع غزة و”السيطرة” على مساحات فيه، للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم.
وفي 18 مارس/ آذار، استأنفت إسرائيل القصف المكثّف على قطاع غزة بعد فشل الاتفاق على بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني، إثر حرب مدمّرة استمرّت 15 شهرًا.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي بأن مدينة رفح شهدت ليلة عصيبة في ظل تكثيف جيش الاحتلال غاراته على شرق ووسط وشمال المدينة، استشهد على إثرها 10 فلسطينيين وصلت جثامينهم إلى المجمعات الطبية.
وأضاف المراسل أن جيش الاحتلال وسع خلال الليلة الماضية دخوله بريًا في المناطق الشمالية الشرقية لمدينة رفح وبعض مناطق الوسط، بينما يستمر حصاره لآلاف العائلات الفلسطينية في منطقة تل السلطان غربي المدينة.
ومساء اليوم الأربعاء، استشهد طفلٌ و3 من عناصر الشرطة الفلسطينية، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت قوة للشرطة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأوضحت مصادر طبية أن الطفل تصادف وجوده بالمكان. كما أدى القصف كذلك إلى إصابة آخرين، نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح لتلقي العلاج.
في حين قالت وزارة الداخلية بغزة في بيان، إن قصفًا جويًا إسرائيليًا استهدف بشكل مباشر قوة شرطية بدير البلح.
“محور فيلادلفيا الإضافي”
وفي سياق ذي صلة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي يسيطر على محور “موراغ” في قطاع غزة، ليكون محور فيلادلفيا الإضافي، دون أي إيضاحات.
ويشير اسم المحور إلى مستوطنة إسرائيلية سابقة في القطاع تمّ إخلاؤها مع الانسحاب الإسرائيلي عام 2005.
وربط نتنياهو المحور الجديد بممر فيلادلفيا (صلاح الدين)، وهي المنطقة العازلة الواقعة على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر والتي كان من المفترض أن تنسحب منها القوات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت”، قال نتنياهو في تسجيل مصور اليوم الأربعاء: “نزيد الضغط في قطاع غزة خطوة بعد خطوة حتى نعيد المخطوفين”، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين.
وتابع أن “الجيش الإسرائيلي يسيطر على الأراضي”، مدعيًا أنه يضرب من أسماهم “الإرهابيين”، كما “يدمر البنية التحتية في غزة”.
ومنذ مايو/ أيار 2024، يسيطر الجيش الإسرائيلي على محور صلاح الدين الحدودي جنوبًا، والواقع بين قطاع غزة ومصر.
ويأتي ذلك ضمن تكثيف إسرائيل لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها، بدعم أمريكي مطلق، على المواطنين الفلسطينيين في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.