اتفقت الهند وباكستان، السبت، على «وقف فوري لإطلاق النار» لإنهاء أسوأ مواجهة بين القوتين النوويتين منذ عقود، بعد مقتل نحو 60 مدنياً على الجانبين.
وتربط البلدين الجارين علاقات صدامية منذ تقسيمهما عند الاستقلال في 1947، شهدا خلالها حروباً وفترات من التوتر الحاد.
واندلعت الأزمة الأخيرة في 22 أبريل (نيسان) على خلفية هجوم على الشطر الهندي لكشمير أودى بـ26 سائحاً، حمّلت نيودلهي إسلام آباد مسؤوليته، ونفت الأخيرة أي علاقة لها به.
وشهدت الأيام الماضية سلسلة من الردود المتبادلة في أعقاب هجمات من كل جانب على كشمير ذي الغالبية المسلمة، الذي يطالب به البلدان.
وصباح الأربعاء، نفّذت الهند ضربات جوية على «9 معسكرات إرهابية» في الجانب الباكستاني من كشمير والبنجاب، بحسب نيودلهي، ما أسفر عن مقتل نحو 20 مدنياً، وفقاً لإسلام آباد.
وأعلنت باكستان أنها أسقطت «5 طائرات معادية» ونُفذت ضربات بالمدفعية على طول الحدود المتنازع عليها.
وتبادل الجانبان الضربات حتى أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في منشور عبر منصته «تروث سوشيال» وقف إطلاق النار.
فيما يأتي لمحة عن أبرز المحطات التي شهدتها العلاقة المتوترة بين الخصمين النوويين:
1947:
انقسام دامٍ -ليلة 14 إلى 15 أغسطس (آب) عام 1947، أسدل نائب الملك في الهند اللورد لويس ماونتباتن الستار على قرنين من الحكم البريطاني. وانقسمت شبه القارة الهندية بين الهند التي يهيمن عليها الهندوس وباكستان ذات الغالبية المسلمة.
وأحدث الانقسام الذي لم يتم التحضير له بشكل جيّد حالة فوضى أدت إلى نزوح نحو 15 مليون شخص وأطلقت العنان لأعمال عنف طائفية أسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص، وفق التقديرات.
1949 انقسام كشمير:
أواخر عام 1947، اندلعت حرب بين البلدين الجارين للسيطرة على كشمير، المنطقة ذات الأغلبية المسلمة في الهيمالايا.
تحول خط وقف إطلاق النار البالغ طوله 770 كلم والذي تحدد بدعم من الأمم المتحدة في يناير (كانون الثاني) 1949 إلى حدود بحكم الأمر الواقع، تفصل المنطقة، وبات يعرف اليوم بـ«خط السيطرة»، وسط إجراءات عسكرية كثيفة على جانبيه.
وباتت باكستان تدير نحو 37 في المائة من المنطقة والهند 63 في المائة، بينما يطالب البلدان بها كاملة.
1965 – 1972:
أطلقت باكستان حرباً في أغسطس وسبتمبر (أيلول) 1965 ضد الهند من أجل السيطرة على كشمير. لكنها انتهت من دون نتيجة حاسمة بعد 7 أسابيع بناءً على وقف لإطلاق النار أدى الاتحاد السوفياتي دور الوسيط للتوصل إليه.
1971:
ولادة بنغلاديش: خاض البلدان الجاران حرباً ثالثة عام 1971 بشأن حكم إسلام آباد لما كان يعرف حينذاك بـ«باكستان الشرقية»، حيث دعمت نيودلهي القوميين البنغاليين الساعين للاستقلال لتشكيل ما ستصبح في مارس (آذار) 1971 بنغلاديش. قتل ثلاثة ملايين شخص في الحرب قصيرة الأمد.
1974:
فجّرت الهند أولى معداتها الذرية عام 1974، بينما لم تجرِ باكستان أول اختبار علني حتى مايو (أيار) 1998. أجرت الهند 5 اختبارات ذلك العام وباكستان 6. ويعد البلدان سادس وسابع قوة نووية على التوالي ويثيران قلقاً دولياً وعقوبات.
1989 – 1990:
اندلعت انتفاضة في كشمير ضد حكم نيودلهي عام 1989 وقتل آلاف المقاتلين والمدنيين في السنوات التالية في ظل المعارك بين قوات الأمن ومسلحين كشميريين في المنطقة.
تم توثيق انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان من طرفي النزاع بينما سيطر المتمردون.
وفر آلاف الكشميريين الهندوس إلى أجزاء أخرى من الهند منذ عام 1990 خشية التعرّض لهجمات انتقامية.
1999 – 2003 نزاع كارجيل:
عام 1999، عبر مسلحون مدعومون من باكستان حدود كشمير المتنازع عليها وانتزعوا نقاطاً عسكرية هندية في أعالي جبال كارجيل. تصدّى الجنود الهنود لهم لينتهي نزاع استمر عشرة أسابيع وأودى بألف شخص من الجانبين.
وانتهت المعركة تحت ضغط الولايات المتحدة.
أدت سلسلة هجمات عامي 2001 و2002 حمّلت الهند مسلحين باكستانيين مسؤوليتها إلى تحرّك جديد للجنود من الجانبين.
وأعلن وقف لإطلاق النار على طول الحدود عام 2003، لكن عملية سلام أطلقت في العام التالي انتهت من دون نتيجة حاسمة.
2008 – 2016:
اعتداءات بومباي: في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، هاجم مسلحون إسلاميون مدينة بومباي الهندية وقتلوا 166 شخصاً. حمّلت الهند جهاز الاستخبارات الباكستاني مسؤولية الهجوم وعلّقت محادثات السلام.
عادت الاتصالات عام 2011 لكن بقيت مواجهات تندلع بين حين وآخر.
ونفّذ الجنود الهنود عمليات في كشمير ضد مواقع الانفصاليين.
وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2015، أجرى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارة مفاجئة إلى باكستان.
2019- 2022:
تعهّدت الهند بالرد بعد مقتل 41 عنصراً من القوات شبه العسكرية في هجوم انتحاري في كشمير عام 2019 تبنته جماعة مسلحة تتمركز في باكستان.
ووقعت مناوشات تخللها قصف جوي بين الطرفين، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب جديدة.
وفي وقت لاحق من العام ذاته، ألغت الهند فجأة الحكم الذاتي المحدود الذي كانت تتمتع به كشمير بموجب الدستور واعتقلت آلاف المعارضين السياسيين في المنطقة.