اتهمت المندوبة الأميركية بمجلس الأمن الدولي ليندا توماس غرينفيلد روسيا بالعمل على إنتاج طائرات مسيرة إيرانية داخل أراضيها لمهاجمة أهداف مدنية أوكرانية، وفي تلك الأثناء تستمر العمليات العسكرية في عدد من المحاور الشرقية والجنوبية ضمن الهجوم المضاد الذي تشنه كييف.
وقالت المندوبة الأميركية خلال جلسة لمجلس الأمن -اليوم الجمعة- بشأن التطورات في أوكرانيا “نعلم أن الكرملين اشترى مئات المسيرات، ويعمل الآن مع إيران لإنتاج هذه الأسلحة داخل روسيا. وخلال الأسابيع الأخيرة، استخدم الكرملين هذه المسيرات لتدمير البنية التحتية الأوكرانية وقتل وترهيب المدنيين”.
ورأت غرينفيلد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يواصل محاولاته لإخضاع دولة أوروبية”، وأكدت أن الولايات المتحدة ستواصل دعم أوكرانيا في دفاعها عن نفسها، وفق تعبيرها.
في المقابل، قال المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا خلال الجلسة نفسها إن كييف تسعى بهجومها المضاد الذي وصفه بالفاشل إلى “اعتماد تكتيك آخر للفت انتباه الغرب وتوجيه أصابع الاتهام إلى روسيا”.
وأضاف نيبينزيا أنه لم تسجل أي هجمات روسية على المدنيين منذ انطلاق الهجوم الأوكراني المضاد.
من جهة أخرى، أدانت روزماري ديكارلو -وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام- استهداف البنية التحتية في أوكرانيا، وقالت إن أكثر من ألف هجمة أثرت على المنشآت الصحية والتعليمية هناك.
ودعت ديكارلو إلى وقف الهجمات على المدنيين والمنشآت المدنية فورا، سواء كانت في الأراضي الأوكرانية أو الروسية أو الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
تطورات الهجوم المضاد
ميدانيا، أكد المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية أندريه كوفاليفا استمرار قوات بلاده في شن هجمات على القوات الروسية في المناطق القريبة من منطقتي ميليتوبول وبيرديانسك في مقاطعة زاباروجيا (جنوب).
وقال كوفاليفا إن القوات الأوكرانية حققت “نجاحا جزئيا في كل من بلدات نوفودانيلوفكا وروبوتينو ومالايا توكماتشكا ونوفوبتروفكا، وهي مناطق محصنة عند الحدود التي تم الوصول إليها”.
وفي محور زاباروجيا أيضا، أفاد مراسل الجزيرة بأن انفجارات دوت في المنطقة بعد إطلاق القوات الروسية صواريخ من طراز “إس-300” (S-300).
ومع استمرار الهجوم الأوكراني المضاد، نقلت صحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية عن قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي قوله إن كييف لم تستخدم بعد القوات العسكرية الرئيسية في هذا الهجوم، الذي انطلق أوائل الشهر الجاري.
أسلحة نووية روسية
من ناحية أخرى، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله -اليوم الجمعة- إن روسيا لن تكشف للولايات المتحدة عن عدد الرؤوس النووية التي تنشرها على أراضي بيلاروسيا أو عن تفاصيل الاختبارات التي تجريها للطوربيد بوسيدون الذي يعمل بالطاقة النووية.
وقال ريابكوف للصحفيين في مدينة سوتشي جنوبي البلاد “لدي شك كبير في أن يكون هذا الموضوع محل نقاش عام أو إفصاح من جانبنا”.
وأضاف “نشرت الولايات المتحدة أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي عدد من الدول الأوروبية على مدى عقود ولا تقدم أرقاما دقيقة أبدا”.
وتقول موسكو إن بيلاروسيا بدأت بالفعل تسلم الأسلحة النووية الروسية التكتيكية، أو القصيرة المدى، التي وعد الرئيس فلاديمير بوتين علنا بنشرها هناك مع تصاعد التوترات مع الغرب.
ووصف مسؤولون أميركيون وروس الطوربيد بوسيدون بأنه فئة جديدة من أسلحة الردع يجمع ما بين الطوربيد والغواصة المسيرة، وهو قادر على إطلاق موجات إشعاعية في المحيط لمهاجمة مجموعات السفن الحربية أو جعل المدن الساحلية غير صالحة للسكن.