أعلنت تركيا، اليوم الأحد، خطة إنمائية إقليمية بقيمة 14 مليار دولار تستهدف تقليص الفجوة الاقتصادية بين منطقة جنوب شرق البلاد ذات الأغلبية الكردية وبقية أنحاء البلاد.
وقال وزير الصناعة التركي فاتح قجر للصحفيين في مدينة شانلي أورفا بجنوب شرق البلاد، إن الحكومة ستنفق إجمالي 496.2 مليار ليرة (14.15 مليار دولار) على 198 مشروعًا في أنحاء المنطقة في الفترة حتى عام 2028.
مشاريع كبيرة
وأضاف أنه “مع تنفيذ المشروعات نتوقع زيادة قدرها 49 ألف ليرة (1400 دولار) في الدخل السنوي للفرد في المنطقة”.
وبحسب بيانات عام 2023، فإن دخل الفرد في شانلي أورفا 4971 دولارًا، وهو أقل بكثير من المتوسط على مستوى تركيا والبالغ 13243 دولارًا.
وفيما يتعلق بآفاق السلام في جنوب شرق تركيا، اجتمع نائبان تركيان مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان (76 عامًا) أمس السبت، في أول زيارة من نوعها منذ ما يقرب من عقد، وقالا إنه أشار إلى أنه قد يكون مستعدًا لدعوة مسلحي الحزب إلى إلقاء أسلحتهم.
وتأتي الزيارة بعد دعوة من حليف مقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأوجلان لإنهاء تمرد حزب العمال الكردستاني المستمر منذ 40 عامًا والذي قُتل فيه أكثر من 40 ألف شخص.
وقد أبدى زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان استعداده للمساهمة في عملية السلام مع أنقرة، معتبرًا أن تعزيز الأخوة الكردية التركية هو “مسؤولية تاريخية”، وذلك بحسب ما نقل عنه الأحد حزب مؤيد للأكراد غداة لقائه في سجنه قرب اسطنبول.
أوجلان: مستعد لاتخاذ الخطوات الإيجابية الضرورية
وجاء في بيان للحزب اليوم الأحد: إن “إعادة تعزيز الأخوة التركية الكردية ليس مسؤولية تاريخية فحسب… لكن أيضًا (مسألة) عاجلة لكل الشعوب”.
وكانت وزارة العدل التركية وافقت الجمعة على طلب تقدّم به حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بهذا الشأن. وكانت الزيارة الأولى من نوعها منذ 10 سنوات لأوجلان الموقوف منذ عام 1999.
وأتت الزيارة بعد شهرين من قيام دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية التركية والمعادي لحزب العمال والمنضوي في الائتلاف الحاكم، بدعوة أوجلان للحضور إلى البرلمان لإعلان حل الحزب الذي تصنّفه أنقرة “إرهابيًا”، مقابل إطلاق سراحه.
ونقل البيان عن أوجلان قوله: “لدي الأهلية والتصميم للقيام بمساهمة إيجابية في المثال الجديد الذي أطلقه السيد بهجلي والسيد أردوغان”.
وقال الزعيم الكردي إن الوفد الذي زاره سينقل موقفه إلى الدولة التركية والأطراف السياسيين الآخرين، مضيفًا: “في ضوء ذلك، أنا مستعد لاتخاذ الخطوات الإيجابية الضرورية”.
أين يتركز الصراع؟
ويتركز الصراع بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني الآن في شمال العراق، بعد أن كان يتركز بشكل أساسي في جنوب شرق تركيا في السابق.
وقال نائب الرئيس التركي جودت يلماز اليوم الأحد خلال فعالية أقيمت في شانلي أورفا: إن “الإرهاب ألحق أضرارًا جسيمة بمناطق شرق وجنوب شرق البلاد… خلو تركيا من الإرهاب سيحقق فوائد كبيرة للمنطقة”.
وتصنف تركيا ودول غربية حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية.
وأشار يلماز أيضًا إلى أحدث التطورات في سوريا المجاورة بعد الإطاحة ببشار الأسد وفراره إلى روسيا بقوله: إن “الفرص التي ستأتي مع العصر الجديد في سوريا ستزيد من رفاهية بلادنا بأكملها، وستستفيد المنطقة الجنوبية الشرقية أكثر من هذه التطورات”.