أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -اليوم الأربعاء- بإبحار أول سفينة شحن “عبر الممر الإنساني” بوصفه خطوة مهمة على طريق استعادة حرية الملاحة في البحر الأسود رغم التهديدات الروسية، في حين اقترح مسؤول في حلف شمال الأطلسي (ناتو) تنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها مقابل نيل عضوية الحلف، وهو ما استدعى ردا من كييف.
وقال زيلينسكي -في تغريدة على موقع “إكس” (تويتر سابقا)- إن السفينة “جوزيف شالت” التي ترفع علم هونغ كونغ اتبعت الممر الإنساني الأوكراني الجديد انطلاقا من ميناء أوديسا (جنوب).
وبالتزامن مع ذلك، قال المتحدث باسم القوات البحرية الأوكرانية للجزيرة إن إبحار السفينة اليوم محاولة تجريبية لفتح ممر ملاحي مؤقت.
وأضاف المتحدث الأوكراني أن أوكرانيا تستطيع ضمان أمن ممرات عبور البواخر في المياه الخاضعة لسيطرتها.
تحد أوكراني لروسيا
وفي تحد لروسيا، أعلنت كييف عن إبحار السفينة “جوزيف شالت” عبر الممر الإنساني الذي حددته كييف خارج اتفاقية نقل الحبوب، لتصبح أول سفينة تبحر عبر هذا الممر المؤقت الذي أُنشئ للسفن المدنية من موانئ البحر الأسود وإليها.
ومن المتوقع أن تصل السفينة -التي تحمل 30 ألف طن متري من الحبوب- إلى ميناء أمبرلي التركي المطل على بحر مرمرة بمدينة إسطنبول يوم الجمعة المقبل، حسب التقديرات.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من إعلان روسيا اعتراض سفينة شحن كانت متجهة إلى ميناء أوكراني.
كما يأتي في وقت نفذت فيه القوات الروسية مزيدا من الضربات على الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود في منطقة أوديسا (جنوب) وميناء “رينيه” على نهر الدانوب غرب أوديسا.
وفي غضون ذلك، قال المتحدث باسم القوات البحرية الأوكرانية دميتري بليتينتشوك إن لدى بلاده أنظمة صاروخية -بينها نظاما هاربون ونبتون- تؤمن سواحلها لمسافة 100 ميل بحري.
وأضاف بليتينتشوك، في مقابلة مع الجزيرة، أنه خارج نطاق الـ100 ميل فإن لدى البحرية الأوكرانية ما وصفها بالوسائل الخاصة بها لاستكمال وتنفيذ كل المهام المطلوبة منها.
وفي السياق، نشرت إدارة أمن الدولة الأوكرانية مقاطع فيديو تظهر ما قالت إنها مسيرات بحرية أوكرانية مصنعة محليا.
BREAKING:
Ukraine officially confirms it has retaken Urozhaine and releases a video from the operation.
— Visegrád 24 (@visegrad24) August 16, 2023
تطورات ميدانية
في تطورات المعارك، أعلن الجيش الأوكراني أنه استعاد اليوم قرية أوراجايني التي تقع جنوب مقاطعة دونيتسك (شرق)، وتبعد نحو 90 كيلومترا من بحر آزوف، وذلك بعد أسابيع من استعادة قرية “ستارومايورسكي” بالمنطقة نفسها.
ونشر الجيش الأوكراني صورا تظهر تقدم قواته في القرية بعد قصفها بالمدفعية وانسحاب القوات الروسية منها.
وتقع أوراجايني -التي كان يقطنها نحو ألف نسمة قبل الحرب- ضمن مجموعة من القرى التي استعادت القوات الأوكرانية بعضا منها منذ بدء هجومها المضاد في الرابع من يونيو/حزيران الماضي.
وهي أول قرية تقول كييف إن قواتها استعادت السيطرة عليها منذ 27 يوليو/تموز الماضي، مما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه في التقدم عبر خطوط دفاع روسية تنتشر فيها الألغام بشكل مكثف.
وفي دونيتسك أيضا، تواصل القوات الأوكرانية هجماتها في محيط مدينة باخموت، التي سيطرت عليها القوات الروسية مايو/أيار الماضي.
وإلى الشمال على الحدود بين مقاطعتي دونيتسك وخاركيف، تواجه القوات الأوكرانية هجوما روسيا مضادا باتجاه مدينة كوبيانسك التي استعادها الجيش الأوكراني العام الماضي.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي إن القوات الروسية تحاول اختراق الدفاعات الأوكرانية من أجل محاصرة مدينة كوبيانسك.
وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن قواتها استهدفت مركزا للمراقبة في اتجاه باخموت وفرقة مشاة، وقالت إنها صدت 4 هجمات للقوات الأوكرانية في اتجاه ليمان، مما أسفر عن مقتل نحو 70 عنصرا من القوات الأوكرانية.
كما أعلنت الوزارة تدمير قاعدة للمدفعية الأوكرانية في مقطعة زاباروجيا (جنوب شرق) باستخدام مسيرة من طراز “لانسيت”.
وفي زاباروجيا أيضا، يواصل الجيش الأوكراني محاولاته التقدم باتجاه بلدة روبوتين على مسافة نحو 90 كيلومترا من بحر آزوف، بيد أنه يواجه تحصينات دفاعية روسية قوية.
من جهة أخرى، أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي اليوم أنه قتل 4 “مخرّبين” أوكرانيين كانوا يحاولون التسلّل إلى منطقة بريانسك الحدودية.
عضوية الناتو
على صعيد آخر، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن ستيان ينسن، رئيس مكتب الأمين العام للحلف الأطلسي، اقترح تخلي أوكرانيا عن جزء من أراضيها لروسيا مقابل حصولها على عضوية الحلف وإنهاء الحرب.
وأضافت الصحيفة أن ينسن عرض هذا المقترح خلال مشاركته في فعالية بالنرويج أمس الثلاثاء، ونقلت عنه قوله إن أعضاء الحلف يناقشون حاليا كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ 18 شهرا.
بيد أن المسؤول الأطلسي أوضح أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون مقبولا لأوكرانيا وأنه طرح فكرة فقط، قائلا إن الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر وقت وشروط التفاوض التي تريدها لإنهاء الحرب.
وردا على تصريحات ينسن، قال ميخائيل بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني، إن مبادلة الأراضي بمظلة الناتو تعد أمرا مثيرا للسخرية، وفق ما نقلته صحيفة الغارديان.
من جهتها، قالت أولغا ستيفانيشينا، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون التكامل الأوروبي والأطلسي، إن أي تنازل بخصوص عضوية بلادها بحلف شمال الأطلسي سيكون بمثابة مكافأة لروسيا.
وردا على سؤال عن تصريح مدير مكتب الأمين العام للحلف الأطلسي، أوضحت ستيفانيشينا أن ذلك لن يؤدي إلا إلى استمرار الإرهاب والابتزاز، وفق تعبيرها.
وقالت المسؤولة الأوكرانية إن مقترح رئيس مكتب الأمين العام للحلف الأطلسي لا يمثل الموقف الرسمي للناتو.