من الصعب توقّع ما سيقوله روبن أوموريم حين يقف خلف الميكروفون، فهو يختلف عن أغلب مدربي النخبة في كرة القدم الأوروبية، بصدقه الصريح ونبرته المباشرة، في بيئة اعتادت الغموض والحسابات الدقيقة.

وبحسب شبكة «The Athletic» في نهاية موسم مأساوي لمانشستر يونايتد، وبعد صافرة الختام في ملعب «أولد ترافورد»، خرج أوموريم لمخاطبة الجماهير مباشرة، مثلما وعد سابقاً. كان بإمكانه أن يكرر عبارته الشهيرة التي قال فيها إنه يقود «واحدا من أسوأ الفرق في تاريخ مانشستر يونايتد»، خصوصاً مع ترسيخ أسوأ ترتيب ونهائي للنقاط في عهد «البريميرليغ». وكان بمقدوره أن يجلد نفسه، أو حتى يلمح إلى رغبته في الرحيل.

لكنه، وبتوازن محسوب، بدأ حديثه بكلمة اعتذار للجماهير، ثم توجه بأنظار الجميع إلى المستقبل.

أوموريم يؤكد أن الأيام الجيدة قادمة (أ.ف.ب)

الأيام الجيدة قادمة

قال أوموريم على أرض الملعب: «قبل ستة أشهر، وبعد أول ثلاث مباريات لي كمدرب للفريق، قلت لكم إن العاصفة قادمة، واليوم، بعد موسم كارثي، أقول لكم: الأيام الجيدة قادمة».

وكانت هذه الرسالة محاطة بإنذار واضح: «إما أن نبقى عالقين في الماضي، أو نتماسك ونتحرك معاً إلى الأمام».

وفي مؤتمره الصحافي قال بنبرة حاسمة: «نحن كعائلة، نلوم بعضنا أحياناً. هذا طبيعي. لكن يجب أن نتعلم مما حدث، وألا نسمح بتمزيق صفوفنا».

فريق مانشستر يونايتد يحتاج الآن إلى التماسك أكثر من أي وقت مضى، والتغييرات قادمة لا محالة، لكن الاتجاه واضح: نحو مشروع أوموريم، وبقيادته فقط.

إدارة النادي تثق بأوموريم رغم كل شيء (د.ب.أ)

ثقة الإدارة رغم كل شيء

دعوة أوموريم لحضور اجتماع اللجنة التنفيذية للنادي في موناكو، كما كشفت مصادر مطلعة، تؤكد أن القرار النهائي تم اتخاذه: أوموريم مستمر في منصبه للموسم المقبل، والإدارة مقتنعة تماماً بأنه الرجل المناسب.

أبلغ المدرب لاعبيه بهذا القرار في اجتماع عقد السبت في «كارينغتون»، وأوضح أن بعضاً منهم لن يكونوا جزءاً من مشروعه المستقبلي، ما يعكس سيطرته الكاملة على القرار الفني.

من بين الأسماء التي أثير حولها الجدل، النجم الواعد أليخاندرو غارناشو، الذي شارك في «لفة التقدير» بعد المباراة أمام أستون فيلا، بينما تتردد أصداء هتاف الجماهير له من المدرجات. وفيما بدا وكأنه وداع ضمني، فإن ما هو مؤكد أن المدرب لا يتردد في اتخاذ قرارات كبيرة، حتى لو طالت لاعبين أصحاب شعبية.

الجميع في يونايتد يشعر بالارتياح لأن هذا الموسم الشاق انتهى (رويترز)

نقطة انطلاق… لا نهاية

كان أوموريم قد أعلن سابقاً أنه يفضل تولي المهمة مع بداية الموسم، لكن التزامه تجاه سبورتينغ لشبونة جعله يؤجل القدوم، وبعد ستة أشهر صعبة، تبدو هذه الفترة بمثابة «السنة صفر» بالنسبة له، فهو الآن يرى في المعاناة السابقة قاعدة لإعادة البناء.

وفوزه 2-0 على أستون فيلا في الجولة الختامية، وهي واحدة من أفضل مباريات الفريق تحت قيادته، ربما منحته دفعة معنوية قوية ورغم الجدل حول هدف أُلغي على فيلا، فإن يونايتد تفوق على منافس طموح، وكان الأفضل.

أوموريم لم يخفِ حماسته حين سُئل عن الإجازة، حيث قال: «أنا متحمس لإنهاء هذا الموسم، ولكنني أكثر حماساً لبداية جديدة»، وقد تكون هذه الجملة متناقضة ظاهرياً، لكنها تعكس شغفه وإصراره.

الجميع في يونايتد يشعر بالارتياح لأن هذا الموسم الشاق انتهى، ولكن نهايته تعني أيضاً بداية جديدة، ومشروعاً جديداً يُبنى على يد رجل يملك الشجاعة والسلطة والوضوح وهو لا ينوي التراجع.

شاركها.
Exit mobile version