ألقت قوات الأمن المصرية القبض على أحد المتهمين في قضية منصة “إف بي سي” FBC الإلكترونية، بعد إيهامها عشرات المواطنين بالربح السريع، وسرقة أموالهم، حسبما كشفت وسائل إعلام مصرية اليوم الإثنين.
وبدأت قصة “إف بي سي” بوعود براقة وأرباح مغرية، حيث أغرت المنصة الإلكترونية ضحاياها بتحقيق مكاسب مالية ضخمة في فترة وجيزة، من خلال تنفيذ مهام بسيطة عبر الإنترنت.
ضبط متهم في قضية منصة “إف بي سي”
وحسب مواقع محلية مصرية، فقد ألقى ضباط الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية بالتعاون مع ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن البحيرة القبض على أحد المتهمين في قضية منصة FBC الإلكترونية.
وأضافت “يأتي ذلك بعد إيهام عشرات الضحايا بالربح السريع، وسرقة أموالهم”.
وحدد ضباط تكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية مكان المتهم، وتم حجزه داخل أحد مراكز الشرطة ولاستكمال التحقيقات.
وكانت منصات التواصل الاجتماعي شهدت خلال الساعات الماضية، تداول شكاوى لعدد كبير من المشتركين في منصة شركة FBC للتسوق الإلكتروني، مؤكدين تعرضهم لعملية نصب بعدما استولت الشركة على أموالهم، التي قدرت بمليارات الجنيهات، قبل أن تختفي بياناتها عبر الإنترنت دون تقديم أي خدمات أو عوائد للمشتركين.
وفي ظل تصاعد الأزمة، أطلق المتضررون حملة تحذيرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محذرين المواطنين من الوقوع في فخ الشركة، ومطالبين الجهات المختصة بالتدخل السريع لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.
شعار منصة ” إف بي سي” FBC الإلكترونية – موقع تلغراف مصر
من جهته، كشف كريم صالح وهو أحد جيران السيدة صباح، وهي مسنة من أبناء محافظة الدقهلية، أن الأخيرة توفيت إثر صدمة نفسية شديدة بعد أن فقدت 50 ألف جنيه استثمرتها في المنصة.
وقال صالح لـ”تليغراف مصر”: “كانوا وعدوها إنها هتاخد 80 ألف جنيه أرباح، وبعثوا لها برصيد وهمي، وبعد ما فهمت إنها تعرضت للنصب عليها، أصابها حزن شديد وماتت من القهر”.
ونقل الموقع عن وليد، الذي روى تفاصيل مأساته قائلًا: “اتنصب علينا بسبب الظروف اللي نمر بها، أنا شخصيًا خسرت 11 ألف جنيه، كنت واخدهم قرض عشان أعمل صيانة للموتوسيكل (دراجة نارية)”.
وأضاف: “في واحد جاري باع الجاموسة حتى يدخل في الاستثمار، وواحد تاني باع الجرار الزراعي، الناس دخلت في البرنامج بكل ما تملك، وفي الآخر طلع وهمي”.
تفاصيل عمليات النصب على منصة “إف بي سي”
وأوضح أشرف العاصي محامي ضحايا منصة FBC لموقع “تلغراف مصر”، أنه يتم استدراج الضحايا من خلال المنصة عبر رسائل على تطبيق “واتساب” تعدهم بأرباح كبيرة مقابل استثمار مبالغ مالية في منصات وهمية على تطبيق “تلغرام”.
وأضاف المحامي أن ضحايا “FBC” لا يقتصرون على فئة معينة، بل شمل الأمر شرائح مختلفة من المجتمع المصري، منهم البسطاء والعمال والموظفون، وأصحاب المشاريع الصغيرة، جميعهم كانوا يبحثون عن فرصة لتحسين أوضاعهم المعيشية، فوقعوا في فخ هذه المنصة الوهمية”.
وقال المحامي: إنه في البداية، يتم إرسال مبالغ بسيطة للضحايا لكسب ثقتهم، ثم بعد ذلك، يتم طلب مبالغ أكبر، ويستمر استغلالهم حتى يتم استنزافهم ماديًا بالكامل”.
وأضاف المحامي أن المبالغ التي تم تحويلها من الضحايا تتراوح بين 50 جنيهًا و3000 جنيه، بينما حول البعض مبالغ تصل إلى مليون ومليون ونصف المليون جنيه.
وأكد المحامي أن معظم الضحايا من الشباب والسيدات، وأن بعض السيدات قمن ببيع ذهبهن دون علم أزواجهن، ووصل الأمر في بعض الحالات إلى طلاق وانتحار، وهناك من باع ممتلكاته، واقترض أموالًا من البنوك، وهناك من استثمر مدخرات عمره في المنصة الوهمية.
ماهي منصة FBC؟
وكانت منصة FBC ظهرت مؤخرًا كمنصة استثمارية رقمية زائفة، تروج لفرص ربح سريع وعوائد مالية ضخمة، وسرعان ما جذبت المنصة ملايين الأشخاص حول العالم، مستغلة رغبتهم في تحقيق الثراء السريع.
في البداية، قدمت المنصة للمستثمرين أرباحًا حقيقية، مما شجعهم على استثمار المزيد من الأموال. ولكن مع تزايد الإيداعات، بدأت المنصة في فرض قيود على عمليات السحب، وتطبيق سياسات غامضة تثير الشكوك.
وبدأت التحذيرات تتزايد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خشية الوقوع في فخ هذه المنصة. ومع ذلك، استمرت FBC في جذب المزيد من الضحايا بوعود كاذبة.
وفي محاولة يائسة لجمع المزيد من الأموال، ادعت المنصة أنها تعرضت لهجوم إلكتروني أدى إلى خسائر فادحة، مطالبة المستثمرين بإرسال المزيد من الأموال لتغطية هذه الخسائر.
لكن في النهاية، أغلقت المنصة أبوابها فجأة، تاركة وراءها ملايين الضحايا الذين فقدوا أموالهم.
وتشير التقديرات إلى أن عمليات الاحتيال التي نفذتها منصة FBC طالت أكثر من مليون شخص حول العالم، واستولت على مبالغ مالية ضخمة تقدر بحوالي 6 مليارات دولار، حسب موقع “تلغراف”.
وتبين أن منصة FBC كانت تدار من قبل شركة وهمية تدعى “Different Choice FBC Inc”، وهي شركة غير مرخصة من قبل الهيئات المالية العالمية، وقد حذر موقع Broker Chooser من التعامل مع هذه الشركة بسبب افتقارها لشروط الترخيص والتنظيم.