عادةً ما تكون مراسم الزفاف احتفالات مُبهجة بالحبّ، لكنها قد تتطلَّب من المدعوّين التزاماً مادياً كبيراً قد يُسبّب لهم بعض الضغوط. وغالباً ما يشعر أصدقاء العروسَيْن وأقاربهما بضغط مادي كبير قبل حفل الزفاف، نتيجة إنفاقهم مبالغ طائلة على أمور تشمل تكاليف الفنادق والرحلات الجوّية لحضور الحفل في وجهة سياحية، أو لشراء ملابس أنيقة وهدايا مختلفة لمناسبات تسبق الزفاف. وقد يؤدّي شعورهم بالالتزام المالي وقيود الميزانية، إلى توليد حالة من الاستياء أو سوء الفهم بين الأصدقاء وأفراد العائلة.
وفي هذا السياق، نقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن «أسوشييتد برس»، أنه من ناحية أخرى، قد يرغب العروسان، اللذان يحاولان التخطيط لحفل زفاف أحلامهما ويشعران بالقلق بسبب نفقاتهما الخاصة، في مراعاة التكاليف التي قد يتحمَّلها ضيوفهما. وتقول كريستين هارغروف، وهي معالجة نفسية مرخَّصة تعمل مديرة مساعدة في «مركز الحبّ والمال» بجامعة جورجيا، إنّ «المال جزء من كيفية وقوفنا بعضنا إلى جانب بعض، ولكن يجب ألا نسمح له بأن يقف في طريق صداقاتنا الطويلة، أو علاقاتنا العائلية الداعمة». وتنصح بأنه «إذا قال أحدهم: أنا أهتم بك وأرغب بشدّة في حضور زفافك، لكنني لا أستطيع تحمُّل تكاليف قضاء 5 أيام في البحر الكاريبي، بالإضافة إلى حضوري زفافاً آخر، فيجب عدم أخذ الأمر على محمل شخصي».
وترى أنّ الأحاديث المُتعلّقة بالجانب المادي قد تكون عاطفية جداً، لكن جميع الأطراف ستستفيد إذا جرى التعامل مع الأمر بتفاهم وتقدير متبادل. وفي السياق عينه، تقول سارة شرايبر، وهي محرّرة سابقة في مجلة متخصّصة بحفلات الزفاف وتعمل حالياً مستشارة في هذا المجال، إنّ «على الأزواج المُقبلين على الزواج أن يدركوا أنّ لكل شخص ميزانيته وخلفيته الخاصة، فضلاً عن مسؤوليات العمل والإجازات المدفوعة التي قد تختلف من شخص إلى آخر».

ولتخفيف الضغوط على الضيوف، يُستحسن أن يُقدّم العروسان تسهيلات تُراعي إمكاناتهم المختلفة، مثل حجز مجموعة من الغرف الفندقية بأسعار متفاوتة، أو المُساعدة في بعض الخدمات اللوجيستية مثل تأمين وسائل النقل إلى مكان الحفل أو رعاية الأطفال في حال لم يُدعوا، أو حتى تقديم مأدبة إفطار في اليوم التالي لتخفيف النفقات على المدعوّين.
بدورها، تشير رئيسة قسم الاستشارات في تطبيق «مونارك» للميزانية، ريتشيل لورانس، إلى أنّ وضع عبارة «عدم إحضار هدايا» على الدعوات، يُعدّ وسيلة أخرى لتقليل التكاليف على الضيوف وإزالة الحرج عنهم.
كما تؤكد هارغروف أهمية الصراحة المُسبقة مع الأصدقاء والضيوف بشأن ما قد يتوقّعونه من نفقات، سواء لحضور حفلات توديع العزوبية أو لاستئجار الملابس أو مستحضرات التجميل، لأنّ الشفافية تساعدهم في اتخاذ قرار بالحضور من عدمه من دون حرج. وتضيف أنه لا ينبغي للعروسَيْن أو لأي طرف أن يأخذ الأمر على محمل شخصي في حال تعذّر على أحد الضيوف المشاركة لأسباب مالية.
وفي المقابل، يستطيع المدعوون أن يشاركوا من دون الدخول في التزامات مالية مُرهقة عبر إيجاد حلول ذكية؛ مثل تقاسم تكاليف الإقامة والنقل مع الأصدقاء، أو اختيار الفعاليات الأكثر أهمية بالنسبة إلى العروسَيْن، وتجاوز البعض الآخر لتجنُّب الضغط المالي. وترى نائبة رئيس التحرير في مجلة «ذا نوت»، الخبيرة إستر لي، أنّ مثل هذه الترتيبات الودّية لا تُقلّل من قيمة المُشاركة، وإنما تُعبّر عن وعي وصدق في التعامل.
وفي النهاية، تشير هارغروف إلى أنه «لا داعي للشعور بالخجل إذا لم يتمكن أحد من حضور زفاف أحد الأحباء»، موضحةً أنّ الالتزام بالصدق في توضيح السبب يُساعد في تجنُّب المشاعر السلبية وسوء الفهم. فـ«إتيكيت الزفاف»، كما تقول، ليس فقط في المظاهر والاحتفالات، وإنما في مراعاة المشاعر والظروف، واحترام التوازن بين الحبّ والواقعية.


