حذّرت الأمم المتحدة، من أن ولاية راخين التي تشكل إحدى أفقر ولايات ميانمار، باتت “على شفا كارثة غير مسبوقة”، مبدية قلقها خصوصًا على أكثر من مليوني نسمة مهددين بالمجاعة.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير أمس الخميس: إن “ولاية راخين على شفا كارثة غير مسبوقة. ثمة عاصفة تلوح في الأفق بسبب سلسلة عوامل مترابطة” تهدد بدفع السكان “الضعفاء جدًا” نحو “الانهيار في الأشهر المقبلة”.
قيود شديدة
ومستندًا إلى بيانات جُمعت عامي 2023 و2024 ومقابلات أجريت مع أشخاص من المجتمع المدني والقطاع الخاص ومنظمات غير حكومية وسواها، يصف التقرير اقتصادًا “توقف عن العمل مع وجود قطاعات حيوية شبه متوقفة مثل التجارة والزراعة والبناء”.
ويرتبط هذا الوضع خصوصًا بالقيود المفروضة على دخول البضائع إلى الولاية من بقية أنحاء البلاد ومن بنغلادش المجاورة، وبانخفاض الإنتاج الزراعي، على خلفية تصاعد القتال بين جماعات عرقية والمجلس العسكري الحاكم منذ العام 2021.
وفر مئات الآلاف من أقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة من ولاية راخين في 2017 خلال حملة للجيش استدعت من الأمم المتحدة فتح تحقيق في ارتكاب إبادة جماعية.
وتشهد ولاية راخين اشتباكات منذ هاجم جيش أراكان وهو جماعة مسلحة، قوات المجلس العسكري الحاكم في نوفمبر/ تشرين الثاني، ما أطاح بوقف لإطلاق النار ظل صامدًا إلى حد كبير منذ الانقلاب العسكري في 2021.
مجاعة حادة
وشدد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أن ولاية راخين “قد تواجه مجاعة حادة وشيكة”، مشيرًا إلى أن الإنتاج الغذائي المحلي لن يكون قادرًا سوى على تغطية 20% من الحاجات بحلول مارس/ آذار وأبريل/ نيسان 2025.
ولفت إلى أن إنتاج الأرز “ينهار” مع وجود 282 ألف طن في عام 2023 تتيح تغطية 60% من حاجات السكان، وتوقعات بوجود 97 ألف طن في عام 2024، وهو ما يكفي لـ20% من السكان. وفي الوقت نفسه فإن التجارة بهذا العنصر الغذائي الأساسي باتت “في طريق مسدود تقريبًا” وهو ما يمثل تهديدًا “بالمجاعة لأكثر من مليوني شخص” من أصل حوالي 2,5 مليون نسمة.
وقد تدهور الوضع خصوصًا منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، عندما امتد الهجوم الذي شنته مجموعات من الأقليات العرقية ضد الجيش إلى ولاية راخين، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وينطلق العديد من مسلمي الروهينغا من ميانمار على متن قوارب متهالكة إلى تايلاند ودول ذات أغلبية مسلمة مثل إندونيسيا وماليزيا وبنغلادش بين أكتوبر/ تشرين الأول وأبريل/ نيسان، وهي الفترة التي تكون فيها البحار أهدأ.
ويغادر الروهينغا دولة ميانمار، ذات الأغلبية البوذية، التي تعتبرهم متسللين أجانب جاءوا من جنوب آسيا وتحرمهم من الجنسية وتسيء معاملتهم.
وأظهرت بيانات صادرة عن المفوضية أن أكثر من 2300 من الروهينغا وصلوا إلى إندونيسيا العام الماضي، وهو عدد يتجاوز إجمالي الوافدين في السنوات الأربع السابقة.