في جريمة حرب جديدة، أحرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة.
إحراق المستشفى جاء بعد اقتحامه وإخلائه قسرًا من الجرحى والمرضى والكوادر الطبية وفقدان الاتصال بإدارته.
كما جاء بعد ساعات قليلة من ارتكاب مجزرة في محيطه، راح ضحيتها أكثر من خمسين شهيدًا منهم كوادر طبية.
المستشفى كان قد تعرّض على مدار أسابيع لقصف وقنص وتفجير الروبوتات المفخخة في محيطه، ومنع دخول أي مساعدات إلى المرضى بداخله.
“جريمة حرب مكتملة الأركان”
وقال الوكيل المساعد لوزارة الصحة في قطاع غزة ماهر شامية: إن مستشفى كمال عدوان يتعرض لحملة عسكرية، حيث أُجبر المرضى وكوادرهُ الصحية على إخلائه والتوجه إلى جهة مجهولة.
من جهته، وصف مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة في حديث للتلفزيون العربي، ما حصل في المستشفى بجريمة حرب مكتملة الأركان.
أما على الصعيد العالمي، فوصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في حديث للتلفزيون العربي الهجوم على المستشفى بالفظيع.
وعلى صعيد التداعيات التي خلّفها الهجوم، أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة للتلفزيون العربي، توقف الخدمات الطبية كليًا في شمال القطاع بعد إحراق مستشفى كمال عدوان، لا سيما وأن الاحتلال أخرج قبل أيام المستشفى الإندونيسي عن الخدمة، كما استهدف قبل ساعات مستشفى العودة.
ويأتي استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان في سياق السياسة الممنهجة، التي تتبعها إسرائيل، حيال تدمير القطاع الطبي في قطاع غزة.
سياسة بدأت بتطبيقها منذ اليوم الأول لعدوانها على غزة، وأسفرت عن خروج معظم مستشفيات القطاع ومراكزه الصحية عن الخدمة، في سياسة التهجير الإسرائيلية لإخلاء شمالي القطاع من السكان.
“مصير أبو صفية والكوادر الصحية مجهول”
تعليقًا على التطورات، يصف مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور منير البرش، في حديث إلى التلفزيون العربي من شمال القطاع، إن الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان كان دائمًا يطلق النداءات لحماية المنظومة الصحية وما تبقى منها.
ويلفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ومنذ دخوله إلى شمال غزة منذ أكثر من 80 يومًا، استهدف المنظومة الصحية مباشرة، وطالب بإخلاء المستشفيات الثلاثة: كمال عدوان والإندونيسي والعودة.
ويضيف مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية: عندما لم تخرج الطواقم الصحية من المستشفيات وبقيت لتقديم رسالتها الإنسانية والصحية، مارس الاحتلال عليها ضغوطًا شديدة إما بالاعتقال أو القتل أو التشريد أو الترهيب.
ويلفت إلى أن الدكتور حسام أبو صفية ومعه الكوادر الصحية مصيرهم مجهول.
“ذروة تطبيق خطة الجنرالات”
من ناحيته، يشير الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت إلى أن لدى إسرائيل خطة لشمال غزة تسمى بـ”خطة الجنرالات”، التي تنص على تهجير سكان هذه المنطقة.
ويقول في حديثه إلى التلفزيون العربي من عكا: وفق هذه الخطة، من لم ينزح من شمال القطاع يعتبر “إرهابيًا” و”مرشحًا للموت”.
ويردف بأن هذا ما تقوم به إسرائيل الآن، معتبرًا أن الهجوم على مستشفى كمال عدوان وإحراقه ومحاولة إبادة الطاقم الطبي فيه هو ربما ذروة التطبيق لخطة الجنرالات، التي تعلن إسرائيل عيانًا بيانًا أنها بصدد تطبيقها.
ويضيف أن النقطة الفاصلة في هذه القضية هو غياب صوت دولي يقف في وجه هذه الجرائم، التي تعد مؤشرًا إلى أن إسرائيل انتهت من الحرب على غزة، ولم تحقق أيًا من أهدافها، ولم يبق من هدف سوى الإبادة والتدمير الشامل.
“مسألة مقدسة للغاية في القانون الدولي”
من جانبه، يلفت البروفيسور وليام شاباس، أستاذ القانون الدولي بجامعة ميدلسكس، إلى أن حماية المستشفيات والطواقم الطبية هي من المسائل المقدسة للغاية في القانون الدولي.
ويعتبر في حديثه للتلفزيون العربي من باريس، أن إسرائيل – وحتى في أفضل الأحوال – لا تؤدي واجباتها في حماية سكان غزة، وحماية هذه المرافق والمؤسسات.
ويضيف: هذا الأمر تم إعلانه من جانب محكمة العدل الدولية في الرأي الاستشاري الذي صدر في يوليو/ تموز من هذا العام.
ويشير إلى أنها الانتهاكات الأخطر للقانون الدولي، وتقدم دليلًا واضحًا لنية الإبادة الجماعية لدى قادة إسرائيل، والتي تهدف إلى تدمير كل عناصر الحياة الفلسطينية.