كشف وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مساء الثلاثاء، عن اتصالات مصرية مع الولايات المتحدة وأوروبا بشأن خطة إعمار قطاع غزة، فيما هاجمت إسرائيل البيان الختامي لقمة القاهرة الطارئة حول التطورات في فلسطين، زاعمة أنه “فشل في معالجة حقائق الوضع بعد 7 أكتوبر”.
وخلال مؤتمر صحفي بختام القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين، قال عبد العاطي إن “القاهرة أعدت خطة مفصلة لإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة”.
وأضاف: “نعمل على حشد الدعم لتنفيذ الخطة المصرية”، مشددًا على “ضرورة توفير ضمانات أمنية لتنفيذها”. وتابع: “لا استقرار مستدامًا من دون أفق سياسي واضح”.
اتصالات مع واشنطن بشأن خطة إعمار غزة
وبشأن تفاصيل الخطة، قال الوزير المصري إنها “تشمل توفير مساكن عاجلة ومؤقتة للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم، وتتضمن برامج للحماية الاجتماعية، وتوفير 200 ألف وحدة سكنية دائمة”.
وأكد أن “خطة إعادة الإعمار تتضمن استعادة الخدمات الأساسية وتأهيل الطرق وإنشاء ميناء للصيادين وآخر تجاري ومطار دولي”.
وأشار إلى أن “هناك اتصالات تتم مع الجانب الأميركي و أوروبا للتنسيق حول الخطة المصرية”. ولفت إلى أن “خطة مصر لإعادة إعمار غزة صارت من المخرجات العربية بعد اعتماد القمة الطارئة وسنسعي لدعم إسلامي ودولي لها”، مشيرًا إلى أن “هناك اجتماعًا وزارًيا بمنظمة التعاون الإسلامي الجمعة سيعرض عليه خطة إعمار غزة”.
وشدد على التحرك في “جهد مكثف حتى تصبح الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة خطة دولية”.
وبشأن تطورات غزة واتفاق وقف إطلاق النار، قال وزير الخارجية المصري: “يجب أن يكون هناك مرحلة ثانية لتنفيذ وقف إطلاق النار بغزة”، وشدد على أهمية أن تلتزم إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار بغزة وألا تستخدم سلاح التجويع أداة للعقاب الجماعي.
وفي وقت سابق الثلاثاء، رفض البيان الختامي للقمة العربية الطارئة تهجير الفلسطينيين “تحت أي مسمى أو ظرف” وأعلن تكليف لجنة قانونية عربية لدراسة اعتبار ذلك جزءًا من جريمة الإبادة الجماعية.
كما رفض استخدام إسرائيل لسلاح الحصار وتجويع المدنيين لمحاولة تحقيق أغراض سياسية، وأدان قرار حكومة بنيامين نتنياهو بوقف إدخال المساعدات لغزة.
إسرائيل تهاجم القمة
بالمقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورستين إن “البيان الصادر عن القمة العربية الطارئة غير العادية يفشل في معالجة حقائق الوضع بعد السابع من أكتوبر 2023، ويظل متجذرًا في نظريات عفا عليها الزمن”.
وفي بيان نشره بحسابه على منصة إكس، انتقد مارمورستين عدم ذكر هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وعدم وجود أي إدانة لحركة حماس “رغم التهديد الذي تشكله لإسرائيل والمنطقة” وفق زعمه.
كما انتقد ما اعتبره “اعتماد البيان على السلطة الفلسطينية والأونروا”، مواصلًا مزاعم إسرائيل حول تهم الفساد ودعم الإرهاب التي توجهها لهما. وادّعى متحدث الخارجية الإسرائيلية أنه “على مدى 77 عامًا، استخدمت الدول العربية الفلسطينيين كبيادق ضد إسرائيل، وحكمت عليهم بوضع ’لاجئ’ إلى الأبد”.
وواصل مزاعمه بالعودة لتبني ودعم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتهجير فلسطينيي غزة والاستيلاء عليها. وادعى أنه: “الآن، مع فكرة الرئيس ترمب، هناك فرصة لسكان غزة للاختيار الحر بناءً على إرادتهم الحرة. يجب تشجيع هذا! لكن الدول العربية رفضت هذه الفرصة، دون أن تمنحها فرصة عادلة، واستمرّت في توجيه اتهامات فارغة لإسرائيل”.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترمب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
ورغم حرب الإبادة التي شنّتها إسرائيل على القطاع، زعم مارمورستين أن حكم حماس في غزة “يمنع أي فرصة للأمن بالنسبة لإسرائيل وجيرانها، ولذلك، فمن أجل السلام والاستقرار، لا يمكن ترك حماس في السلطة”، وفق تعبيره.
وختم بيانه بالقول إن “إسرائيل تحث الدول الإقليمية المسؤولة، على التحرر من القيود الماضية والتعاون من أجل خلق مستقبل من الاستقرار والأمن في المنطقة”، وفق مزاعمه.
وكان البيان الختامي للقمة العربية الطارئة، شدد على اعتماد الخطة المصرية لإعمار قطاع غزة، باعتبارها خطة عربية جامعة، والعمل على تقديم أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي كافة لتنفيذها، وكذلك حث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة.
وتتضمن الخطة، تشكيل لجنة “إدارة غزة” لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية “تكنوقراط” تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وشددت الخطة على أن لجنة إدارة غزة يجري تشكيلها خلال المرحلة الحالية تمهيدًا لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني، مشيرة إلى أن “مصر والأردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرها في القطاع”.
و هذه ثاني قمة تعقد بشأن القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة خلال أسبوعين، بعد القمة العربية التشاورية التي عقدت بالرياض 21 فبراير/ شباط الماضي، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، كما تعد ثالث قمة طارئة بشأن غزة تعقد خلال 16 شهرًا بعد القمتين العربيتين الإسلاميتين بالرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 و2024.