نفى حزب الله، السبت، أي علاقة له بإطلاق صواريخ على مستوطنة المطلّة، وذلك بعد أن زعمت إسرائيل صباح اليوم السبت أنها أُطلقت من جنوب لبنان، وردت عليها بقصف عدد من قرى وبلدات جنوب لبنان، ما أسفر عن شهداء وجرحى.
وأكد الحزب أن “ادعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان والتي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار”.
اليونيفيل ومحاولة نزع فتيل الأزمة
وجدّد حزب الله تأكيد التزامه باتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وأنه “يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان”.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من بيروت، قال الناطق باسم قوة اليونيفيل في لبنان، أندريا تيننتي، إن هناك انتهاكات يومية للقرار 1701 في جنوب لبنان، مشيرًا إلى أن القوة الأممية تساعد الجيش اللبناني على استكمال انتشاره في الجنوب.
وفي ضوء التصعيد الأخير، أوضح الناطق باسم اليونيفيل أن العمل لا يزال مستمرًا في محاولة نزع فتيل الأزمة وخفض التوتر. وأكد أندريا تيننتي، في حديثه إلى التلفزيون العربي، ضرورة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان واستكمال تطبيق القرار 1701، لافتًا إلى أن القوة “ترى التزامًا من قبل الجيش اللبناني بخصوص إعادة انتشاره في الجنوب”.
“إسرائيل تتمادى”
من جانبه، أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون محاولات استدراج بلاده مجددًا إلى دوامة العنف، واصفًا ما حدث اليوم في الجنوب بأنه “اعتداء مُتَمادٍ” على بيروت.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن “الطيران المعادي شن عدوانًا جويًا واسعًا، حيث نفذ اعتبارًا من ظهر اليوم السبت سلسلة غارات جوية استهدفت مرتفعات جبل صافي وأطراف كفر حونة والجبل الرفيع وأطراف بلدة سجد، جنوب لبنان”.
من جانبها، أفادت وسائل إعلام عبرية بينها صحيفة “معاريف”، بأن الصواريخ الثلاثة التي اعترضتها منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية كانت ضمن 6 صواريخ أطلقت من لبنان، سقطت ثلاثة منها داخل الأراضي اللبنانية.
وقالت مراسلة التلفزيون العربي في القدس المحتلة كريستين ريناوي إن رئاسة الوزراء ورئاسة الأمن في إسرائيل أوضحتا في بيان مشترك قبل القصف الإسرائيلي: “أن نتنياهو وكاتس أوعزا بمهاجمة عشرات الأهداف في الأراضي اللبنانية”.
وبحسب مراسلتنا حمّل البيان المشترك لبنان مسؤولية ما يطلق من أراضيها تجاه إسرائيل، وأن هذه الأخيرة لن تسمح بأن “يُمسّ أمن مواطنيها وسيادتها”.
“نتنياهو خطر على إسرائيل”
ورصدت مراسلتنا تحريضًا ومطالبات على مواقع التواصل ووسائل الإعلام الإسرائيلية، صدرت عن شخصيات عامة ورؤساء مجالس محلية، لفتوا إلى أن بعض السكان أخلوا بلدة المطلّة الحدودية مع لبنان عقب استهدافها.
ونقلت ريناوي عن رئيس مجلس المطلّة ديفيد أزولاي قوله: “إن 8 في المئة فقط من سكان البلدة هم من عادوا إليها بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وغادروها اليوم بعد إطلاق الصواريخ، خصوصًا في ظل عدم معرفة منفذها وفشل الحكومة في توفير الأمن”.
وشهدت الآراء الإسرائيلية بحسب مراسلة التلفزيون العربي هجومًا على قائد منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي، الذي قال مؤخرًا إنه لا يوجد أي عائق أو سبب أمني يمنع عودة سكان الشمال إلى منازلهم، مطالبين إياه بالتراجع عن تصريحاته.
ولم تدع المعارضة الإسرائيلية هذه الحادثة تمر دون أن تستغلها لتهاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
فبحسب مرسلتنا قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: “إن إسرائيل تعرضت خلال 24 ساعة فقط إلى قصف من قطاع غزة ومن اليمن ومن لبنان”، مهاجمًا الحكومة التي تعمل على إقرار قوانين تتعلق بالتهرب من الخدمة العسكرية هذا الوقت، وفق قوله.
وأضافت أن رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغادور ليبرمان قال: إن “رئيس الحكومة في عهد السابع من أكتوبر يشكل خطرًا على أمن إسرائيل”.
وكانت تل أبيب أخلت المستوطنات المحاذية لقطاع غزة جنوبًا، والمقابلة للبنان شمالًا، على خلفية حرب 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على أن يعود ساكنوها بعد ضمان أنها مناطق آمنة.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، ارتكبت إسرائيل 1091 خرقًا له، ما خلّف 84 شهيدًا و284 جريحًا على الأقل، وفق إحصاء لوكالة الأناضول استنادًا إلى بيانات رسمية لبنانية.