نعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اليوم الأحد، القيادي صلاح البردويل الذي استشهد مع زوجته في قصف للاحتلال على خيمته في مواصي خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وأشادت الحركة بمناقب البردويل، واصفة إياه بأنّه كان “علمًا من أعلام العمل السياسي والإعلامي والوطني، ورمزًا في التضحية، إذ إنه لم يتخلّف يومًا عن واجب أو موقف أو ساحة من ساحات الجهاد وخدمة القضية”.
وأكدت الحركة أنّ دماء البردويل وزوجته وسائر الشهداء الأبرار ستبقى “وقودًا لمعركة التحرير والعودة”، مشدّدة على أنّ “العدو المجرم لن ينال من عزيمتها وثباتها، فكلما ارتقى شهيد ازدادت جذوة المقاومة اشتعالًا حتى زوال الاحتلال”.
كما نعى المجلس التشريعي الفلسطيني النائب البردويل، الذي ارتقى في “جريمة جديدة ضد الآمنين والقادة الذين يديرون الشأن العام”، مشيدًا بدور صلاح البردويل في خدمة قضيته وشعبه.
واستشهد البردويل (66 عامًا) ساجدًا أثناء صلاة قيام ليل الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك.
من هو صلاح البردويل؟
والبردويل هو عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، ونائب في المجلس التشريعي الفلسطيني. وكان هدفًا لقوات الاحتلال الاسرائيلي التي دمّرت منزله أكثر من مرة، في جميع حروبها على قطاع غزة.
ولد البردويل في مخيم خانيونس جنوبي قطاع غزة عام 1959، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية الجورة قضاء غزة، متزوج وله ثلاثة أولاد وخمس بنات.
حصل على شهادتَي البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة القاهرة عام 1982، والماجستير في الأدب الفلسطيني من معهد الدراسات والبحوث العربية في القاهرة عام 1987. كما نال درجة الدكتوراه في التخصّص ذاته من السودان عام 2001.
التحق بحركة “حماس” منذ تأسيسها أواخر عام 1987، وشارك في تنفيذ فعالياتها الوطنية.
عام 1993، تعرّض للاعتقال والتحقيق لمدة سبعين يومًا في سجني غزة وعسقلان. كما اعتقل عدة مرات من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
عام 1996، شارك البردويل في تأسيس “حزب الخلاص الوطني الإسلامي”، الذي جاء خطوة بديلة للالتفاف على تضييق السلطة الفلسطينية على حماس.
ومثّل الحزب في المجلسين الوطني والمركزي التابعين لمنظمة التحرير.
شغل منصب الناطق الإعلامي الرسمي لحركة “حماس” في مدينة خانيونس، ثمّ ترأس الدائرة الإعلامية للحركة وأشرف على إدارة وتطوير وسائلها الإعلامية.
في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006، انتُخب صلاح البردويل نائبًا في المجلس التشريعي عن كتلة “التغيير والإصلاح” التابعة لحركة “حماس”.
وكان مسؤولًا عن ملف العلاقات الخارجية في الكتلة، ومقررًا للجنة السياسية في المجلس التشريعي، وعضوًا في لجنة الرقابة.
وبحكم نشأته في مخيم خانيونس، ارتبط البردويل بعلاقة قوية مع رئيس “حماس” في غزة الشهيد يحيى السنوار والقائد العام لـ”كتائب القسّام” الشهيد محمد الضيف.
عام 2021، انتخب عضوًا في المكتب السياسي للحركة. ثم تولى مسؤولية مكتب التخطيط للحركة في الداخل والخارج.
تصريحات سياسية لصلاح البردويل
خلال لقاءاته الصحفية، لطالما دعا البردويل إلى مصالحة حقيقية تقوم على إصلاح منظمة التحرير بما يضمن مشاركة الكل الفلسطيني في مؤسساتها، والاتفاق على برنامج وطني مشترك لمواجهة إسرائيل.
كما حثّ السلطة الفلسطينية على مغادرة مربع التنسيق الأمني، والانخراط في مواجهة الاحتلال.
واعتبر أنّ “المقاومة الفلسطينية أعادت الاعتبار للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وفرضت معادلة الردع على الاحتلال وجيشه”.
والبردويل عضو في اتحاد الكُتَّاب الفلسطينيين، وعضو في نقابة الصحافيين الفلسطينيين حيث أسّس أول وسيلة إعلامية تابعة لـ”حماس” وكانت صحيفة حملت اسم “الرسالة” عام 1996.
وكان يكتب مقالًا ساخرًا أسبوعيًا في الصحيفة حمل اسم “من شوارع الوطن”، نقل فيه هموم الناس، ودمج فيه بين الواقع والسياسة وانتقاد السلطة الفلسطينية.
ونعى مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صلاح البردويل، معتبرين أنّ استشهاده وهو ساجد في خيمته بخانيونس أوضح رسالة على أنّ قيادات “حماس” ملتصقون ببيئتهم ويُعانون ما تُعانيه، وأبلغ ردّ على المزاعم بفرار قيادات الحركة وعائلاتهم إلى خارج القطاع.