أفاد شهود عيان للتلفزيون العربي بسماع أصوات اشتباكات عنيفة شرق العاصمة السودانية الخرطوم، فجر اليوم الثلاثاء، استُخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
وقصفت قوات الجيش السوداني بالمدفعية الثقيلة مواقع تحركات قوات الدعم السريع شمال شرق وجنوب الخرطوم ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان من المكان.
وأكد شهود من شرق وجنوب الخرطوم بأن قوات الدعم السريع بدأت في سحب قواتها وآلياتها العسكرية الثقيلة باتجاه منطقة جبل أولياء جنوب المدينة ومنها إلى أم درمان.
“مذبحة” في دارفور
تأتي هذه التطورات الميدانية على وقع اتهامات “محامو الطوارئ” الذين يوثقون الانتهاكات في الحرب السودانية، للجيش بقتل “مئات المدنيين” في قصف على سوق بمدينة طرة في شمال إقليم دارفور في غرب السودان.
وقالت وكالة “فرانس برس”، إنها لم تستطع التحقّق من عدد القتلى بشكل مستقل بسبب انقطاع الاتصالات في دارفور، فيما قالت مجموعة المحامين المتطوعين المؤيدة للديمقراطية في بيان: إن القصف “طال منطقة مكتظة بالمدنيين.. وأدّى إلى مقتل المئات من المدنيين وإصابة العشرات بجروح خطيرة”.
ووصف البيان القصف بأنه “يشكّل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني ويعد جريمة حرب ممنهجة”.
من ناحيته، نفى المتحدث باسم الجيش السوداني الاتهامات، وقال في حديث للتلفزيون العربي: إن “الادعاءات بشأن ما جرى في سوق طرة غير صحيحة”.
وتسيطر قوات الدعم السريع التي تخوض نزاعًا مدمّرًا مع الجيش منذ سنتين، على معظم المدن الرئيسية في إقليم دارفور ذي المساحة الشاسعة، باستثناء مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور الشمالي، التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.
ويشهد إقليم دارفور منذ بداية الحرب، انتهاكات جسيمة ضد المدنيين. وتستخدم في النزاع فيه البراميل المتفجرة التي تلقى من الجو على أحياء سكنية، بينما تشهد مخيمات لاجئين تعاني من المجاعة هجمات وتطهيرًا عرقيًا، وفق منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان.
ويحتفظ الجيش السوداني بالتفوّق الجوي في سماء دارفور لامتلاكه طائرات حربية، بينما تستخدم قوات الدعم السريع المُسيّرات.