اعتقلت السلطات التركية مئات الأشخاص على خلفية الاحتجاجات المستمرة في البلاد بعد توقيف أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة عن حزب الشعب الجمهوري المعارض.
وأعلنت وزارة الداخلية التركية، اليوم السبت، أن السلطات اعتقلت 343 شخصا خلال احتجاجات الليلة الماضية في عدة مدن ضد اعتقال إمام أوغلو، وأضافت في بيان أن المظاهرات اندلعت في أكثر من 12 مدينة، بما في ذلك إسطنبول أكبر مدن تركيا والعاصمة أنقرة.
وأكدت أن الهدف من الاعتقالات منع “الإخلال بالنظام العام”، وحذرت من أن السلطات لن تتسامح مع “الفوضى والاستفزاز”.
وأدى اعتقال إمام أوغلو يوم الأربعاء الماضي بتهم “فساد” و”التعاون مع جماعة إرهابية” إلى اندلاع مظاهرات في جميع أنحاء البلاد.
ولليلة الثالثة على التوالي خرج متظاهرون أمس الجمعة إلى الشوارع وطالبوا الحكومة بالتنحي. وصدرت دعوات للتظاهر في أكثر من 45 مدينة في أنحاء البلاد.
وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل أمام مبنى بلدية إسطنبول حيث تجمع محتجون “نحن 300 ألف شخص”، مضيفا أن المتظاهرين تجمعوا في عدة أماكن في أكبر مدينة في تركيا بسبب إغلاق طرق وجسور ما منع الناس من التجمع في مكان واحد.
وتحدثت وكالة الأنباء الفرنسية عن صدامات في إسطنبول وإزمير بين متظاهرين والشرطة، وقالت إن الشرطة استخدمت الرصاص المطاطي في إسطنبول، ومدافع المياه في إزمير ثالث أكبر مدينة في البلاد.
إرهاب الشارع
من جهته، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن “تركيا لن ترضخ لإرهاب الشارع”، لافتا إلى أن الاحتجاجات التي تقودها المعارضة ستؤدي إلى “طريق مسدود”.
ويعد إمام أوغلو المنافس السياسي الأبرز لأردوغان ويتقدم عليه في بعض استطلاعات الرأي.
وجاء احتجاز إمام أوغلو (54 عاما) -الذي شغل منصب رئيس بلدية إسطنبول لفترتين- قبل أيام من ترشيح حزب الشعب الجمهوري له لانتخابات الرئاسة والمقرر يوم الأحد.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2028، وقد استنفد أردوغان (71 عاما) فرص الترشح للرئاسة المحددة بفترتين. وإذا رغب في الترشح مرة أخرى، فعليه الدعوة لانتخابات مبكرة قبل انتهاء فترته الرئاسية الحالية.
وقد احتُجز إمام أوغلو بعد يوم من إلغاء جامعة إسطنبول شهادته، الأمر الذي إذا تم تأييده فسيمنعه من الترشح للرئاسة بموجب القواعد الدستورية التي تشترط حصول المرشحين على شهادة جامعية بعد دراسة لـ4 سنوات.