في الوقت الذي كشف فيه عن اعتقال خمسة جنود في الجيش الإسرائيلي اعتقلوا بتهمة تهريب الأسلحة من سوريا إلى عصابات الإجرام الداخلية، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، برفقة عدد من كبار وزرائه وقادة الأجهزة الأمنية، بزيارة استفزازية إلى منطقة الجنوب السوري المحتل، اليوم الأربعاء.

رافق نتنياهو في الجولة كل من وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية، جدعون ساعر، ورئيس أركان الجيش إيال زامير، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) دافيد زيني، وغيرهم. وقد سادت القناعة بأن الهدف الحقيقي من الجولة هو تهرب نتنياهو من حضور جلسة المحكمة، التي تلتئم ثلاث مرات في الأسبوع ويسعى نتنياهو إلى تقليص جلساتها باستمرار. وقد طلب إذناً بإلغاء الجلسة اليوم بحجة «القيام بنشاط أمني حيوي». ولم يعرف ما هو الحيوي في جولة كهذه، خصوصاً أنه كان بمقدوره إجراؤها يوم الخميس أو الجمعة أيضاً، اللذين لا يعقد فيهما جلسات المحكمة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن وجود قواته في المنطقة العازلة بسوريا «بالغ الأهمية»، وذلك خلال زيارته جنوداً إسرائيليين يتمركزون في الجانب السوري من خط فضّ الاشتباك، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وأكد نتنياهو في فيديو نشره مكتبه: «نحن نولي أهمية بالغة لقدرتنا هنا – سواء الدفاعية أو الهجومية. هذه مهمة يمكن أن تتطور في أي لحظة، لكننا نعتمد عليكم».

زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المنطقة العازلة مع سوريا في 19 نوفمبر برفقة كبار مسؤولي الدفاع والخارجية والأمن (مكتب الصحافة الحكومي)

وقال مكتب نتنياهو إنه ووزراءه تلقوا خلال الجولة إحاطة حول صورة الأوضاع في المنطقة، في وقت يشهد جموداً في المحادثات المباشرة بين إسرائيل وسوريا، والتي عقدت عدة مرات بوساطة واشنطن من أجل التوصل إلى اتفاق أمني بينهما. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية («كان 11») هذا الأسبوع عن مصادر إسرائيلية، قولها، إن المحادثات للتوصل إلى اتفاق أمني بين تل أبيب ودمشق، وصلت إلى طريق مسدود.

اعتقال 5 أشخاص بشبهة تهريب أسلحة من سوريا إلى إسرائيل – بينهم جنود نظاميون واحتياط (المتحدث باسم الشرطة)

هذا، وكانت قوات إسرائيلية من الجيش والشرطة والشاباك قد اعتقلت عدداً من سكان شمال البلاد، بينهم خمسة من الجنود النظاميين والاحتياط في الجيش الإسرائيلي، بشبهة ضلوعهم في شبكة تهريب أسلحة من أنواع مختلفة من سوريا إلى إسرائيل. وبحسب بيان مشترك للأجهزة الثلاثة، اليوم، الأربعاء، فإن شبكة التهريب عملت في منطقة قرية حضر في جنوب سوريا باتجاه بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل منذ عام 1967 ونفذت عدة عمليات تهريب.

وذكر البيان، أن الجنود قاموا بدور مركزي في التهريب، إذ كان متاحاً لهم الدخول والخروج إلى الأراضي السورية بحرية، فاستغلوا ذلك عدة مرات لنقل الأسلحة في أثناء تخطيهم الحدود، وتم نقل الأسلحة إلى جهات جنائية من سكان شمال البلاد. وأضاف البيان أن بين الضالعين في الشبكة ضابطاً عربياً من سكان قرية يركا، يحمل رتبة رائد في الجيش الإسرائيلي.

تصاعد عمليات التهريب على الحدود السورية مع إسرائيل من جهة الجولان المحتل تحولت إلى “بؤرة نشطة لتهريب الأسلحة والمخدرات منذ أكتوبر 2023″ (الجيش الإسرائيلي)

وتبين من التحقيقات ومعلومات جمعتها الشرطة والشاباك، أنه قبل أيام معدودة من اعتقال المشتبهين، عملت الشبكة على إدخال أسلحة غير مألوفة من حيث نوعها وحجمها، وشملت مواد متفجرة وقذائف RPG وبنادق أوتوماتيكية وذخيرة أخرى بحجم كبير.

وخلال عمليات ليلية نفذتها قوات الجيش الإسرائيلي، الشهر الماضي، تم العثور على عشرات الأسلحة واعتقل ثلاثة مشتبهين بالتجارة بالأسلحة، من سكان سوريا الذين نقلوا إلى الشرطة والشاباك للتحقيق معهم. وتم ضبط هذه الأسلحة في الأراضي السورية، واتضح خلال التحقيق معهم أنهم خططوا لتهريبها إلى إسرائيل.

تهريب أسلحة من سوريا لإسرائيل وإعلان تل أبيب تورط 5 بينهم جنود نظاميون واحتياط (المتحدث باسم الشرطة)

وتبين أن الخلية كانت تستعد لتهريب كمية كبيرة وغير مسبوقة من الأسلحة، بينها متفجرات، وقذائف صاروخية، وبنادق هجومية وذخائر. وبحسب ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية»، تم حتى الآن اعتقال 23 شخصاً متورطين في القضية، جميعهم من الطائفة الدرزية، منهم 18 مواطناً إسرائيلياً.

وبحسب البيان، فإن هذه الأسلحة كانت ستصل إلى شخص من سكان مدينة شفا عمرو، كان على تواصل مع شخص من سكان سوريا ضالع في تجارة الأسلحة بكميات كبيرة. وذكر البيان أنه ستقدم، غداً الخميس، لائحة اتهام خطيرة ضد الضالعين في شبكة التهريب.

ومن المقرر أن تقدم لوائح اتهام خطيرة غداً، (الخميس)، ضد جميع المتورطين، ووصفت الجهات الأمنية القضية بأنها واحدة من أخطر قضايا التهريب التي تم كشفها على الحدود السورية في السنوات الأخيرة.

شاركها.
Exit mobile version