انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعارضة في بلاده، وقال إن احتجاجاتها على احتجاز رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بتهم الفساد، تحولت إلى حركة عنف.
كما حمّل أردوغان حزب الشعب الجمهوري المعارض المسؤولية عن أي ضرر بالممتلكات أو أذى يلحق بأفراد الشرطة، خلال الاحتجاجات المستمرة منذ أيام.
وأضاف الرئيس التركي أن ما وصفه باستعراض المعارضة سينتهي، مضيفًا أن منظمي الاحتجاجات سيشعرون بالخجل من الشر الذي ارتكبوه في حق البلاد، وفق قوله.
في المقابل، أعلن حزب الشعب الجمهوري المعارض، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، مرشحًا للحزب للانتخابات الرئاسية 2028.
جاء ذلك خلال انتخابات تمهيدية للحزب كان أكرم إمام أوغلو المرشح الوحيد فيها، وقد أجريت إلى جانب انتخابات رمزية أخرى تحت اسم “صناديق التضامن”.
واعتبر زعيم الحزب” أوزغور أوزيل”، التصويت قياسًا لشعبية إمام أوغلو، ليس فقط بين أتباع الحزب والمقيمين في إسطنبول، بل بين جميع الأتراك، وفق قوله.
هذه الرسالة السياسية التي وجهها حزب الشعب الجمهوري المعارض، جاءت بعد يوم واحد فقط من إصدار محكمة الصلح والجزاء، حكمًا بحبس أكرم إمام أوغلو احتياطيًا حتى بدء محاكمته بتهم عدة تتعلق بالفساد، إلى جانب عدد من مساعديه بناء على طلب النيابة العامة.
وجاء ذلك على وقع احتجاجات تشهدها منذ أيام مدن تركية في مقدمتها إسطنبول، رفضًا لاعتقال أكرم إمام أوغلو واتهامه بالفساد، وسط إصرار من قبل مناصريه بأن استهدافه جاء لأسباب سياسية محضة، وفق قولهم.
“الشرخ كبير”
وضمن هذا السياق، اعتبر الكاتب المختص بالشأن التركي، سعيد الحاج، أن “وزارة الداخلية تحدثت عن شكاوى موثقة ضد أكرم إمام أوغلو، بينما تقول المعارضة إن التوقيف جاء في سياق إعلان أوغلو نيته الترشح للرئاسة، وعليه ترى أن التوقيت سياسي بامتياز”.
وأضاف الحاج في حديث للتلفزيون العربي من إسطنبول، أن “المعارضة تحاول التحشيد ضد حزب العدالة والتنمية”، الذي ينتمي إليه أردوغان.
وأكد أن الصراع والشرخ داخل المعارضة كبير، ونتج عنه كثير من التهم والتراشقات، مشيرًا إلى حديث الإعلام التركي عن اتهامات لإمام أوغلو صدرت عن قيادات حالية وسابقة في حزب الشعب الجمهوري.
وقال الكاتب المختص بالشأن التركي: “هناك محاولة من المعارضة لإظهار أن توقيف أكرم إمام أوغلو سياسي وليس قضائيًا”.
“خلق إنقسام”
من جانبه، رأى الصحافي التركي إسلام أوزكان، أن “أردوغان يحاول أن يخلق نوعًا من الانقسام داخل حزب الشعب الجمهوري”، مشيرًا إلى وجود خلافات بسيطة داخل الحزب لا تحول دون ترشيح أكرم إمام أوغلو.
وأضاف أوزكان في حديث للتلفزيون العربي من إسطنبول، أن هناك انتقادات لتوقيف أكرم إمام أوغلو من الشعب التركي.
وتابع: “المعارضة لا تثق بالسلطة القضائية التي هي تحت الضغط بشكل كبير جدًا، إذ لا يمكن أن يكون من قبيل الصدفة إعلان أكرم إمام أوغلو ترشحه للرئاسة ثم يتم إلغاء شهادته الجامعية وتوقيفه بعد يومين”.
وأكد أن “الجميع يعرفون بشكل جيد أن هذا القرار لم يكن قضائيًا”، على حد تعبيره.
وأشار الصحافي التركي إلى أن “المعارضة ردّت على كل التهم الموجهة إليها في ما يتعلق بقضايا الفساد”.