شهدت الساعات الأخيرة اتساع نطاق المعارك في السودان واغتيال والي غرب دارفور، وبينما أفادت التقارير بارتفاع أعداد القتلى واستمرار موجة النزوح حذرت الأمم المتحدة من البعد الطائفي للعنف.
ومع دخول الصراع شهره الثالث، أظهرت الصور دمارا كبيرا في المدن بينما غادر نحو مليوني شخص منازلهم هربا من القتال.
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن 958 شخصا قُتلوا منذ بدء القتال في 15 أبريل/نيسان الماضي، وأضافت أن “مزيدا من الضحايا يجري حصرهم”.
واندلع الصراع بسبب خلاف على خطة لدمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وفيما يلي قائمة بالمدن التي تشهد المعارك وأبرز التطورات في الساعات الأخيرة:
الخرطوم
تعد العاصمة الخرطوم أبرز ساحات المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ومنذ أزيد من شهرين تشهد العاصمة معارك شرسة بين الطرفين اللذين تبادلا الاتهامات حول خرق الهدن.
وتحدث سكان عن وقوع ضربات جوية ومدفعية في الأحياء الجنوبية والشرقية من المدينة أمس الأربعاء.
وأفادت تقارير حديثة بأن معظم أحياء العاصمة تحولت إلى مناطق مهجورة بعد أن ترك الناس منازلهم وفروا إلى مناطق أخرى بحثا عن الأمان.
وتدور المعارك بالقرب من القصر الرئاسي ومقر قيادة الأركان ومصانع الأسلحة ومستودعات الوقود والعديد من المرافق الحيوية.
وتعثرت الجهود الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة والسعودية مع انتهاك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار، وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية إنهم يدرسون نهجا جديدا في الأيام المقبلة.
أم درمان
أم درمان الواقعة غرب النيل هي ثاني أكبر مدينة في السودان، وتشهد قتالا عنيفا بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقد بث ناشطون أخيرا صورا أظهرت دمارا في منطقة مجمع المحاكم بشارع الوادي إثر غارة جوية شنتها طائرات الجيش السوداني على موقع لقوات الدعم السريع.
كما أظهرت أحدث الصور دمارا لحق بمخبز في المنطقة، وبمحطة وقود مجاورة لموقع القصف.
الجنينة
مدينة الجنينة، عاصمة غرب دافور، تشهد هجمات واشتباكات أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى ونزوح أعداد كبيرة من السكان.
وشهدت المدينة في الساعات الأخيرة اغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر الذي تحدث في وقت سابق عن استهداف قوات الدعم السريع للمواطنين.
وقد اتّهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع باختطاف والي غرب دارفور واغتياله.
وقال الجيش في بيان “تدين القوات المسلحة بأشد عبارات الاستهجان التصرف الغادر الذي قامت به مليشيا الدعم السريع المتمردة اليوم، وذلك باختطاف والي ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر واغتياله، لتضيف بهذا التصرف الوحشي فصلا جديدا إلى سجل جرائمها”.
وأردف “يذكر أن الوالي المغدور هو أحد رؤساء الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا للسلام (أكتوبر/تشرين الأول 2020)، وقد تبوأ منصبه بموجب الاتفاقية، ولا علاقة له بمجريات الصراع بين القوات المسلحة والمتمردين (يقصد الدعم السريع)”.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الأمين العام “قلق للغاية من تزايد البعد الطائفي للعنف، وكذلك من التقارير الخاصة بالعنف الجنسي”.
ويقول مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس -الذي اعتبره السودان غير مرغوب فيه- إن مسؤولية القتال في غرب دارفور تقع على عاتق “المليشيات العربية وبعض المسلحين الذين يرتدون زي قوات الدعم السريع”.
ووصفت قوات الدعم السريع -في بيان- الأعمال القتالية في الجنينة بأنها صراع قبلي، واتهمت النظام السوادني السابق بتأجيج نار الصراع، وقالت إنها تبذل جهودا لإدخال المساعدات إلى المدينة.
ويشهد إقليم دارفور صراعا متقطعا منذ بداية القرن الحالي، أدى إلى نزوح الملايين ومقتل أعداد كبيرة.
نيالا
قالت هيئة محامي دارفور التي تراقب العنف إن قصفا مدفعيا أصاب منازل مدنيين في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، مضيفة أن عناصر قوات الدعم السريع اشتكت من عدم تلقي رواتبها.
زالنجي والفاشر
أما مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور فتقع تحت الحصار، بينما يسود الهدوء نسبيا مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، لكن مدينة كتم التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع تشهد موجة نزوح.
الأبيض
تقع الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان في وسط السودان، وهي من أولى المدن التي تحولت إلى ساحات قتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفي الساعات الأخيرة، شن الجيش ضربات جوية وقصفا مدفعيا على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع فيها.
وتسيطر قوات الدعم السريع على الطرق المتفرعة من المدينة، وقال سكان إن قوات الدعم السريع هاجمت الأربعاء إحدى بلدات الأبيض.
كادقلي
وفي كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، صدت قوات الجيش هجوما لقوات الدعم السريع على إحدى قواعده بينما حاصرت قوات موالية للزعيم المتمرد عبد العزيز الحلو المدينة.
وقالت مصادر في الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال التي يتزعمها الحلو إنها تعمل على حماية المدنيين من المليشيات المسلحة.
مساعي التسوية
سياسيا، قال مصدر رفيع في وزارة الخارجية السودانية -للجزيرة- إن الخرطوم أبلغت هيئة الإيغاد رسميا رفضها رئاسة دولة كينيا للجنة أزمة السودان باعتبارها طرفا غير محايد.
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد تحفظت، في بيان صحفي في وقت سابق، على البيان الختامي لقمة الإيغاد التي عقدت في جيبوتي في 12 من شهر يونيو/حزيران الجاري.
وحينئذ رفضت الخارجية انتقال رئاسة اللجنة المكلفة بالنظر في الحرب في السودان إلى دولة غير جنوب السودان، كما تحفظت في البيان ذاته على بحث الأزمة خارج البيت الأفريقي.