تمنع إسرائيل إمدادات الغذاء والوقود والأدوية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن سكان قطاع غزة، البالغ عددهم أكثر من مليونَي نسمة.
وأدى وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى رفع أسعار السلع الأساسية في القطاع بشكل كبير؛ وهو أمر أكده أيضًا مكتب المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة، بقوله إن أسعار الخضراوات والدقيق ارتفعت كثيرًا بعد إغلاق معابر القطاع.
وبسبب وقف الاحتلال إدخال المساعدات، أعادت الشاحنات المحملة بالمساعدات حمولتها غير المسلمة، ولم تتمكن لجنة الإنقاذ الدولية من إدخال حمولة من الأدوية والإمدادات الطبية بزنة تقدر بسبعة أطنان إلى غزة، حيث ما زالت في انتظار إعادة فتح المعابر وسماح تل أبيب بدخولها.
مشهد إنساني يزداد تعقيدًا في غزة
وخلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، لم يلتزم الاحتلال بالبروتوكول الإنساني، فلم يسمح بدخول المساعدات بالكميات الكافية، ولم يدخل الخيم والبيوت المتنقلة لعدد كبير من السكان الذين دمر الاحتلال منازلهم.
إذًا، هو مشهد إنساني يزداد تعقيدًا مع إمعان الاحتلال الإسرائيلي في سياسة العقاب الجماعي بحق سكان القطاع، في سياق ما يسميها أدوات الضغط على حماس.
يأتي ذلك فيما يجد أكثر من مليون ونصف مليون نازح فلسطيني نفسه بلا مأوى، عدا عن نقص كبير في الدواء والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومضخات المياه والمخابز والاتصالات السلكية واللاسلكية.
ويقول مراسل التلفزيون العربي في غزة صالح الناطور، إن منع دخول المساعدات إلى القطاع جاء بعدما بدأ الناس يشعرون بأن هناك تغيرًا مع إعلان وقف إطلاق النار، غير أن هذا الوضع تغيّر وهناك عودة تدريجية إلى التجويع مع استمرار منع دخول المساعدات.
ويشير مراسل التلفزيون العربي إلى أن الناس بدأوا يلاحظون نقصًا في السلع بالأسواق، لافتًا إلى “تعمد الاحتلال منع دخول المشتقات النفطية وأثره على المستشفيات وتوقف مضخات المياه”.
وفي سياق متصل، تفيد مراسلة التلفزيون العربي في باريس دلال معوض، بأن وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا دعوا في بيان، إلى عدم تقييد دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة واستخدامها لأغراض سياسية.
وتلفت إلى أن “هذا الموقف المشترك حضّ إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية دون أي قيود، وذكرت باريس ولندن وبرلين بأن على تل أبيب الالتزام بالقانون الدولي، وأن منع دخول المساعدات قد يشكل، انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي”.
وذكر البيان المواد التي يجب أن تدخل إلى غزة من مواد الصرف الصحي والمياه والمساعدات الطبية.
وقال إن هذه المساعدات ضرورية لتلبية الاحتياجات الإنسانية وتعافي القطاع بشكل سريع بعد هذه الحرب المدمرة، داعيًا إلى بدء المفاوضات في ما يتعلق بالمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.