في إحدى ضواحي العاصمة برلين، يدور حديث بشأن مستقبل الناخب الألماني المسلم، على أعتاب الانتخابات التشريعية المقررة الأحد المقبل.
“موزاييك أيمن” هو جزء من مبادرة أطلقها الرئيس السابق للمجلس المركزي للمسلمين من أجل حثهم على التصويت في انتخابات تشهد استقطابًا غير مسبوق.
ويقول أيمن مزيك، الرئيس السابق للمجلس المركزي للمسلمين وصاحب مبادرة “موزاييك”: “إنه لا يجري التطرق لمواضيع مثل المساواة والعنصرية ومعاداة الإسلام وملفات الشرق الوسط.
ويشير إلى أن المسلمين محبطين من ذلك، ويعتقدون أن الطريق إلى صندوق الاقتراع بات مغلقًا أمامهم.
ويضيف: “نحن نقول لهم أن ذلك خطأ والصحيح هو الإدلاء بصوتكم إذا كنتم غاضبين من عدم أخذ الأحزاب مصالحكم بعين الاعتبار، عليكم أن تبرزوا ذلك في صندوق الاقتراع”.
أجندات الأحزاب التقليدية لا ترضي الناخب العربي
ولم تعد أجندات الأحزاب التقليدية الكبرى تغري الناخب العربي والمسلم، خصوصًا في عدد من القضايا التي اتخذت تلك الأحزاب فيها نهجًا مخالفًا تمامًا لمصالحه.
ولذلك، اتجه العديد من أولئك الناخبين إلى أحزاب أصغر.
لمن ستذهب أصوات العرب والمسلمين في الانتخابات الألمانية المقبلة؟
تقرير: ياسر أبو معيلق@The_Abumuailek pic.twitter.com/KvvQTRSo1V— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 21, 2025
فلطالما صوّت العرب والمسلمين في ألمانيا وفق ما يعرف بالتصويت التكتيكي، الذي يعني اختيار الحزب الكبير الأقل ضررًا على أمل دفع ضرر سياسي أكبر.
إلّا أن الخيارات المتاحة للعرب والمسلمين في هذه الانتخابات لا تبدو مشجعة على التصويت تكتيكيًا.
قطاع غزة على رأس قائمة الاهتمامات
فملف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تحديدًا يشغل كثيرًا من العرب والمسلمين في ألمانيا؛ وهي قضية وضعتها قلة من الأحزاب على سلّم أولوياتها وأفردت لها مساحات نقاش على أمل اجتذاب الصوت المؤيد لفلسطين.
وتقول البرلمانية عن حزب تحالف زارا فاغنكنيشت سيفيم داديلين: “للأسف كنّا الحزب الوحيد الذي صوّت مرتين ضد قرار في البرلمان يزعم أنّه يكافح معاداة السامية، ولكّنه في الحقيقة يساوي بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية، وفي الوقت نفسه، يجرّم الفلسطينيين ويصفهم بالإرهاب، لكنّنا وقفنا في وجه ذلك”.
وتهيمن سياسات اللجوء والهجرة على انتخابات ألمانيا هذه المرة. ورغم إنكار ساسة الأحزاب الكبرى تعاونهم مع تيارات اليمين المتطرف، فإن سردياته ومصطلحاته ما تزال معلقّة فوق رؤوس الجميع، لا سيما في غياب أي برامج بديلة عن تشديد سياسات الهجرة.