أصيب عدد من المواطنين السوريين بجروح، اليوم الأربعاء، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرات احتجاجية في بلدتي سويسة والدواية الكبيرة في ريف القنيطرة، جنوب غربي سوريا.
واقتحم الجيش الإسرائيلي بلدة سويسة في ريف محافظة القنيطرة، مستخدمًا الجرافات، كما قام بعمليات تخريب لثكنات عسكرية مهجورة في وسط البلدة ومحيطها.
إطلاق النار على مواطنين سوريين
ونفس الأمر فعله الجيش الإسرائيلي بقرى وبلدات أخرى في ريف المحافظة التي تقع في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا، التي استولت عليها القوات الإسرائيلية بعد فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وللمرة الثانية هذا الشهر، يقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مدنيين في سوريا، فبعد درعا أطلقت القوات الإسرائيلية النار على محتجين في قرية السويسة بريف القنيطرة، ما أدى إلى إصابة ستة سوريين على الأقل، بعضهم حالته حرجة.
وطالب المحتجون القوات الإسرائيلية بالانسحاب من الأراضي السورية، بينما أقر جيش الاحتلال في بيان، بإطلاقه النار على المتظاهرين.
أهالي قرى القنيطرة متمسكون بالسيادة السورية على مناطقهم-غيتي
وبحسب رواية الجيش فإنه رصد تجمهرات جنوبي سوريا تقترب من قواته التي تعمل في المنطقة، زعم أن المتظاهرين السوريين رفضوا دعواته بالابتعاد، لترد القوات الإسرائيلية بإطلاق النار من أجل تفريقهم.
وأمام هذا الوضع ما زالت الإدارة السورية الجديدة تعلن تمسكها بالخيارات الدبلوماسية للتعامل مع هذه الاعتداءات،
وهو ما عكسه بيان الحكومة السورية في وقت سابق، طالبت فيه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتحرك لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها، معتبرة ذلك انتهاكًا لاتفاق فض الاشتباك الذي تم التوصل إليه عام 1974.
أهالي القنيطرة يتظاهرون
وفي هذا الإطار، يرى محمود حسن، الباحث والأكاديمي في جامعة القنيطرة، أن التوغلات الإسرائيلية في قرى وبلدات القنيطرة بدأت بعد فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد، وأنها أصبحت تتخذ شكلًا جديدًا يتمثل بتسيير الدوريات العسكرية وإخلاء القرى وتفتيش منازل سكانها.
ويضيف حسن في مقابلة للتلفزيون العربي أن الأهالي يرفضون هذه التوغلات، ما يفسر مظاهرة السويسة التي أصيب فيها عدد من المواطنين السوريين برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
ويرى أن الأهالي متمسكون بالسيادة السورية على قراهم وبلداتهم، وأنهم يأملون بخروج الاحتلال منها بالمظاهرات أو بالبحث عن حلول دبلوماسية.
احتلال وليس “منطقة أمنية”
من جهته، يرى مدير مركز مدى الكرمل مهند مصطفى، أن أهداف إسرائيل من التوغلات الجديدة تخالف ما أعلنته بعد فرار الرئيس المخلوع، فهي لا تسعى لإنشاء منطقة أمنية عازلة كما ادّعت في البداية، بل أصبحت تحتل أراض جديدة، وتوغلاتها الجديدة في قرى القنيطرة تشبه ما تفعله في الضفة الغربية.
التوغلات الإسرائيلية تمهد الطريق لسيناريو احتلال أراض سورية جديدة-غيتي
ويوضح مصطفى للتلفزيون العربي من حيفا، أن إسرائيل تضع الإدارة السورية الجديدة أمام مأزق خاصة أنها لا تستطيع أن تفعل شيئًا سوى الاحتجاج لدى المنظمات الدولية، وهذا قد يضعها أمام مأزق يتعلق بالشرعية في حال استمرت إسرائيل في توغلاتها.
الساحل السوري والجولان
أما مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مروان قبلان، فيربط بين ما يحدث أخيرًا في منطقة الساحل السوري من أعمال تخريب يقوم بها فلول النظام المخلوع، والتوغلات الإسرائيلية في جنوبي سوريا.
ويقول قبلان للتلفزيون العربي، من الدوحة، إن إسرائيل تستغل الوضع الراهن في سوريا التي تتطلب تركيز الجهود على الجبهة الداخلية، لاحتلال أراض سورية جديدة للتفاوض على الأراضي السورية التي احتلتها سابقًا، في حال استقرت الأمور في البلاد وشُكلت حكومة دستورية دائمة.
ويحذر قبلان من استغلال أكثر من طرف للتركة الثقيلة التي استلمتها الإدارة الجديدة لفرض أجنداتها الخاصة.
ويقول إن الوضع في الساحل يحتاج إلى حلول سريعة وحازمة ولكن حكيمة، لتتمكن الإدارة الجديدة من التصدي لمحاولات إسرائيل احتلال أراض سورية جديدة.