يعد الطعام أساسيًا للحفاظ على حياة البشر، لكنه يمثل مأزقًا لمن يعانون من أحد اضطرابات الأكل وهي حالات تتميز باضطراب شديد ومستمر في سلوكيات الأكل وما يرتبط بها من أفكار ومشاعر مزعجة، بحسب بحسب موقع “سيكياتري”.
ويشير الموقع إلى أن اضطرابات الأكل تؤثر على ما يصل إلى 5% من سكان العالم، وغالبًا ما تتطور في مرحلة المراهقة والشباب، فيما تفيد منظمة الصحة العالمية بأن 14 مليون شخص عانوا من أحد اضطرابات الأكل في عام 2019.
وتمثل هذه الاضطرابات حالات صحية عقلية معقدة غالبًا ما تتطلب تدخل الأطباء والخبراء النفسيين لتغيير مسارها.
6 أنواع شائعة من اضطرابات الأكل
بحسب موقع “هيلث لاين”، فهناك ستة أنواع شائعة من اضطرابات الأكل، ولكل منها أعراض خاصة.
فقدان الشهية العصبي
يعد فقدان الشهية العصبي أحد أكثر أنواع اضطرابات الأكل شيوعًا. ويملك من يعاني من هذا الاضطراب صورة مشوهة عن جسده، ويسعى لتناول السعرات الحرارية المقيدة بشدة، والتي قد تشمل تجنب أنواع معينة من الأطعمة خوفًا من زيادة الوزن.
ولا يعد الوزن مؤشرًا لأي اضطراب في الأكل. وبحسب “هيلث لاين”، يتفرّع فقدان الشهية إلى نوعين فرعيين: النوع المقيد ونوع الشراهة والتطهير.
فالأشخاص الذين يعانون من النوع المقيد يفقدون الوزن فقط من خلال اتباع نظام غذائي أو الصيام أو ممارسة التمارين الرياضية المفرطة.
يعاني المصابون باضطراب نهم الطعام من أعراض مشابهة لأعراض البوليميا- غيتي
وفي المقابل، يفرط الأشخاص الذين يعانون من الشراهة في تناول كميات كبيرة من الطعام أو يأكلون القليل جدًا. قد يشمل التطهير القيء أو تناول المسهلات أو مدرات البول أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط.
وغالبًا ما يترافق فقدان الشهية العصبي مع أعراض الوسواس القهري. فمن يعانون من هذا الاضطراب ينشغلون بأفكار مستمرة حول الطعام. وقد يقوم البعض بجمع الوصفات أو تخزين الطعام.
وقد يواجهون أيضًا صعوبة في تناول الطعام في الأماكن العامة.
وبمرور الوقت، قد يعاني الأشخاص المصابون بفقدان الشهية من ضعف الشعر وهشاشة الأظافر وترقق العظام والعقم. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي فقدان الشهية إلى فشل القلب أو المخ أو الأعضاء وحتى الوفاة.
الشره المرضي العصبي
غالبًا ما يتناول الأشخاص المصابون بالشره المرضي الذي يعرف بالبوليميا كميات كبيرة من الطعام في فترة زمنية محدودة.
وعادة ما تستمر نوبة الشراهة عند تناول الطعام حتى التخمة المؤلمة. ويشعر الأشخاص أثناء النوبة بأنهم لا يستطيعون التوقف عن الأكل أو التحكم في كمية الطعام التي يتناولونها.
وتحدث الشراهة مع أي نوع من الطعام ولا سيما الأطعمة التي يتجنبها الفرد عادة. ويحاول الأشخاص المصابون بالشره المرضي بعد ذلك التطهير للتعويض عن السعرات الحرارية المستهلكة ولتخفيف الانزعاج المعوي.
وبحسب “هيلث لاين”، تتضمن سلوكيات التطهير الشائعة ما يلي:
- القيء القسري
- الصيام
- استخدام المسهلات أو مدرات البول
- استخدام الحقن الشرجية
- ممارسة الرياضة بشكل مفرط
وقد تبدو الأعراض مشابهة جدًا لأعراض الشراهة عند تناول الطعام أو الأنواع الفرعية من مرض فقدان الشهية العصبي.
وتشمل الآثار الجانبية للشره المرضي التهاب الحلق وتورم الغدد اللعابية وتسوس الأسنان والارتجاع الحمضي وتهيج الأمعاء والجفاف. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي الشره المرضي إلى خلل في مستويات الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم ما قد يسبب السكتة الدماغية أو النوبة القلبية.
نهم الطعام (BED)
غالبًا ما يتضمن اضطراب نهم الطعام تناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة وسرية وحتى الشبع بشكل غير مريح، على الرغم من عدم الشعور بالجوع.
وقد تحضر مشاعر الضيق، مثل الخجل أو الاشمئزاز أو الذنب، عند تفكير الفرد في سلوك الشراهة.
يمنع اضطراب تجنب تناول الطعام الفرد من تناول ما يكفي من السعرات الحرارية أو العناصر الغذائية- غيتي
ويعاني الأشخاص المصابون باضطراب نهم الطعام من أعراض مشابهة لأعراض البوليميا أو نوع فرعي من فقدان الشهية عند تناول الطعام. ويشمل ذلك تناول كميات كبيرة من الطعام في فترات زمنية قصيرة نسبيًا والشعور بنقص السيطرة خلال هذه النوبات.
ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نهم الطعام لا يقيدون السعرات الحرارية أو يستخدمون سلوكيات التطهير، مثل القيء أو ممارسة التمارين الرياضية المفرطة، بعد نوبة الشراهة عند تناول الطعام.
وقد يتناول الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل القهري أطعمة فائقة المعالجة أكثر من الأطعمة الكاملة، ما قد يزيد من خطر إصابتهم بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني.
بيكا – شهوة الغرائب
أمّا من يعاني من اضطراب “بيكا” أو “شهوة الغرائب، فيتناول أشياء لا تعتبر طعامًا ولا توفر قيمة غذائية. وقد يشمل ذلك: الأوساخ والأتربة والصابون والورق والشعر والقماش والحصى والمنظفات والأجسام المختلفة. وقد يترتب ذلك على أضرار جسدية.
وغالبًا ما ترتبط شهوة الغرائب بالاضطرابات العقلية كطيف التوحد والفصام وغيرها.
ويتعرض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب “بيكا” لخطر متزايد للإصابة بالتسمم والالتهابات وأمراض الأمعاء ونقص التغذية. وقد يكون هذا الاضطراب قاتلًا اعتمادًا على المواد التي يتناولها الفرد.
اضطراب الاجترار
أمّا اضطراب الاجترار فيحدث عندما يقوم الشخص بشكل روتيني بترجيع الطعام الذي سبق له مضغه وابتلاعه، ثم إعادة مضغه، ثم إعادة ابتلاعه أو بصقه. ويحدث هذا عادة في غضون 30 دقيقة بعد تناول الوجبة، بحسب “هيلث لاين”.
وقد يظهر اضطراب الاجترار لدى الرضع بين عمر 3 و12 شهرًا، وغالبًا ما يختفي من تلقاء نفسه، لكن استمراره يؤدي إلى فقدان الوزن وسوء التغذية الحاد الذي يمكن أن يكون مميتًا.
قد يقيد البالغون المصابون بهذا الاضطراب كمية الطعام التي يتناولونها، خاصة في الأماكن العامة، لكن علاجه ممكن لدى الأطفال والبالغين.
تجنب تناول الطعام (ARFID)
كما تضم اضطرابات الأكل تجنب تناول الطعام. ويتجاوز هذا الاضطراب السلوكيات الشائعة مثل تناول الطعام الانتقائي عند الأطفال الصغار أو انخفاض تناول الطعام لدى كبار السن.
كما لا يشمل تجنب الأطعمة أو تقييدها بسبب عدم توفرها أو بسبب الممارسات الدينية أو الثقافية.
يعد فقدان الوزن من أعراض اضطراب تجنب تناول الطعام- غيتي
ويعاني الأشخاص المصابون بـهذا الاضطراب من عدم الاهتمام بتناول الطعام أو نفورهم من بعض الروائح أو النكهات أو الألوان أو القوام أو درجات الحرارة.
ويمنع هذا الاضطراب الأفراد من تناول ما يكفي من السعرات الحرارية أو العناصر الغذائية، كما يجعله يمارس عادات الأكل التي تتعارض مع الوظائف الاجتماعية النموذجية، مثل تناول الطعام مع الآخرين.
وتضم أعراضه فقدان الوزن أو ضعف النمو بالنسبة للعمر والطول، بالإضافة إلى نقص المغذيات أو الاعتماد على المكملات الغذائية أو التغذية الأنبوبية
اضطرابات الأكل الأخرى
وبالإضافة إلى اضطرابات الأكل الستة المذكورة، توجد أيضًا اضطرابات أخرى أقل شهرة أو أقل شيوعًا.
وتشمل متلازمة الأكل الليلي، حيث يتناول الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة الطعام بشكل مفرط أثناء الليل، وغالبًا ما يحدث ذلك بعد الاستيقاظ من النوم.
كما تشير الدراسات العلمية لاضطراب “أورثوريكسيا”، الذي يميل الأشخاص المصابون به إلى التركيز بشكل مهووس على الأكل الصحي إلى حد يعطل حياتهم اليومية، بحسب موقع “هيلب غايد”.
وقد يقومون بفحص قوائم المكونات والملصقات الغذائية بشكل إلزامي ويتابعون بقلق شديد حسابات “نمط الحياة الصحي” على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد يقوم الشخص المصاب بهذه الحالة بتجنب مجموعات غذائية كاملة، لأنها قد تكون غير صحية حسب اعتقاده. وقد يؤدي هذا الاضطراب إلى سوء التغذية، وفقدان الوزن الشديد، وصعوبة تناول الطعام خارج المنزل، والاضطراب العاطفي.