أعلن الجيش السوداني، اليوم الأحد، وصول قواته إلى مدينة الأُبَيِّض عاصمة ولاية شمال كردفان جنوب البلاد، ليتمكن للمرة الأولى منذ أكثر من عام من فك الحصار الذي كانت تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة، وذلك ضمن تمدد سريع يحققه الجيش منذ فترة.
وفي بيان مقتضب قال الجيش السوداني: “تمكنت قوات متحرك الصياد من فتح طريق الأبيض والالتحام مع قوات الهجانة (تابعة للجيش) في جبل كردفان”.
ومصطلح “متحرك” يقصد به الجيش وحدات عسكرية مكونة من قوات تتبع له وأخرى مساندة له.
ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.
الجيش السوداني يفك الحصار عن الأبيّض
وأنشأ الجيش السوداني منذ أكثر من عام “متحرك الشهيد الصياد” من قواته المتمركزة بولاية النيل الأبيض، والقوة التي انسحبت من نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وقوات من “فرقة الهجانة” وهي الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش السوداني في ولاية شمال كردفان، وقوات مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات.
وقوات “متحرك الشهيد الصياد” التي تحركت من مدينة كوستي حققت في الأيام الأخيرة اختراقات واسعة ضد دفاعات “الدعم السريع” بالسيطرة على مدينتي أم روابة والرهد ثاني وثالث أكبر مدينتين في ولاية شمال كردفان.
وبوصول الجيش إلى “الأبيض”، يصبح الطريق القومي بين مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض ومدينة الأبيض مفتوحًا وتحت سيطرة الجيش، بعد أن قطعته قوات الدعم السريع منذ يوليو/ تموز 2023، كما يمهد ذلك الطريق لقوات الجيش نحو الهجوم على مواقع “الدعم السريع” في غرب إقليم دارفور.
ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” لصالح الجيش بولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربًا لإقليم دارفور (5 ولايات) وتسيطر “الدعم السريع” على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90% من “مدينة بحري” شمالًا، ومعظم أنحاء “مدينة أم درمان” غربًا، و60% من عمق “مدينة الخرطوم” التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، بينما لا تزال “الدعم السريع” بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.
السودان يرفض الحكومة الموازية
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية السوداني علي يوسف الأحد، أن حكومته الموالية للجيش “لن تقبل” أي اعتراف بحكومة موازية، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في القاهرة.
وقال يوسف: “لن نقبل أن تعترف أي دولة أخرى بما يسمى بحكومة موازية”، غداة توقيع قوات الدعم السريع وحلفاء عسكريين وسياسيين لها في العاصمة الكينية نيروبي ميثاقًا لتشكيل حكومة منافسة في مناطق سيطرتهم.
وبحسب الموقعين فإن الميثاق الذي جرى خلف أبواب مغلقة في نيروبي يمهد الطريق لـ “حكومة سلام ووحدة” في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه القوات.
ومن بين الموقعين فصيل من الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، والتي تسيطر على أجزاء من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
ووقّع أيضا عبد الرحيم دقلو، نائب وشقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي غاب بشكل ملحوظ.
ويدعو الميثاق إلى “تأسيس وبناء دولة علمانية ديموقراطية لامركزية قائمة على الحرية والمساواة والعدالة غير منحازة لأي هوية ثقافية أو عرقية أو دينية أو جهوية”.
وتحدث أيضًا عن تأسيس “جيش وطني جديد وموحد ومهني وقومي بعقيدة عسكرية جديدة على أن يعكس التعدد والتنوع اللذين تتسم بهما الدولة السودانية”.
وتهدف هذه الحكومة بحسب الميثاق إلى إنهاء الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بلا عوائق والحفاظ على وحدة السودان.