استبق الحوثيون في اليمن الموعد المقرر لسريان تصنيفهم من قبل الولايات المتحدة «منظمة إرهابية أجنبية»، وحشدوا أعداداً كبيرة من مقاتليهم باتجاه مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً في محافظة مأرب المنتجة للغاز والنفط، بالتزامن مع تكثيف نشاطهم التخريبي في المناطق المحررة والاستمرار في تهريب الأسلحة.
ووفق مصادر عسكرية يمنية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، فإن الحوثيين دفعوا بالآلاف من مقاتليهم إلى مناطق خطوط التماس مع القوات الحكومية في جنوب وغرب محافظة مأرب، مع قيامهم بهجمات محدودة ضمن استعداداتهم للاستيلاء على تلك المواقع.
ورجحت المصادر أن يكون هذا المخطط محاولة من الجماعة المدعومة من إيران لخلط الأوراق، والهروب من الإجراءات والقيود التي ستترتب على بدء سريان تصنيفهم من قِبل الحكومة الأميركية «جماعة إرهابية أجنبية».
ومع إعلان القوات المسلحة اليمنية إحباط عمليات عدائية للحوثيين في قطاعات الكسارة والمشجح ومدغل في محافظة مأرب، استخدمت فيها المدفعية وصواريخ الكاتيوشا والقناصة، بيّنت المصادر العسكرية أن الجماعة مستمرة في إرسال التعزيزات إلى مناطق التماس.
وتشير التقديرات لدى الحكومة اليمنية إلى أن هناك مخططاً حوثياً لمهاجمة مناطق سيطرتها واستهداف حقول إنتاج النفط والغاز، في مسعى لخلط الأوراق مع دخول قرار تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» حيز التنفيذ.
هذه التحركات أتت بعد أن عبّر مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن في آخر إحاطة له قدمها إلى مجلس الأمن، عن قلقه بخصوص التقارير عن العمليات العسكرية التي يقوم بها الحوثيون في قرية حنكة آل مسعود بمحافظة البيضاء، ومقتل طفلين وإصابة آخرين في هجوم غرب مدينة تعز، وتأكيده وجوب «أن تتوقف هذه الهجمات».
تعبئة قتالية
كان القيادي الحوثي محمد مفتاح، المعين نائباً لرئيس الحكومة التي لا يعترف بها أحد، قد حذّر الولايات المتحدة من أي إجراءات عقابية تستهدف الجماعة والاستقرار الاقتصادي، وقال إن «أي خطوة من هذا القبيل ستُعتبر إعلان حرب، وسيتم الرد عليها بكل قوة». ودعا الإدارة الأميركية إلى إدراك هذه الرسالة «جيداً»، واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتشديد الخناق على الجماعة الحوثية خلال ولايته السابقة، وتعهد بمواجهة «أي مؤامرات أميركية جديدة».
تأتي هذه التصريحات مواكبة لحملة الحوثيين لتجنيد طلاب الجامعات في مناطق سيطرتهم قسراً، حيث أُبلغ الطلاب أن عدم الالتحاق بدورات التدريب على القتال سيؤدي إلى حرمانهم من الدراسة.
![](https://aawsat.com/../backup/files/images/thumbs/600/2025/02/5/946180.jpeg)
وفي هذا السياق، نظمت الجماعة الحوثية، الثلاثاء، عرضاً لطلاب التعبئة العامة في الجامعات والكليات والمعاهد الحكومية والأهلية في محافظة إب، بحضور القيادي حمود شثان، المعين في منصب قائد المنطقة العسكرية الرابعة.
وزعم القيادي هادي عمار، وكيل وزارة التربية لقطاع التعليم الأساسي في حكومة الانقلاب، أن أهمية دورات التعبئة العامة تكمن في توعية وتدريب أفراد المجتمع من مختلف الشرائح ليكونوا في أتم الاستعداد والجهوزية لمواجهة أي عدوان أو تصعيد، وفق تعبيره.
وأشاد القيادي الحوثي بعملية إرغام الجامعات والكليات والمعاهد على المشاركة والحرص على إقامة هذه الدورات والدفع بالطلاب للالتحاق بها. كما أشاد القيادي الآخر عبد الفتاح غلاب، المعين مسؤول التعبئة العامة في إب، بعناصر الجماعة القائمين على دورات التعبئة العامة في الجامعات والكليات والمعاهد الحكومية والأهلية.
أسلحة وخلايا
أعلنت القوات الحكومية في محافظة لحج (غرب عدن) ضبط قارب يحمل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في ساحل منطقة رأس العارة، ويُرجح أن هذه الشحنة كانت في طريقها إلى الحوثيين، حيث كثفت الجماعة من محاولات تهريب الأسلحة خلال الفترة الأخيرة، وتمكنت السلطات من إحباط أكثر من أربع محاولات.
وتشمل الشحنة، وفقاً لما أعلنته القوات الحكومية، بنادق آلية ومواد لصناعة المتفجرات وذخائر، حيث أصبحت منطقة القرن الأفريقي واحدة من أهم مصادر تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، مع تأكيد مصادر وجود تعاون كبير بين الجماعة وجماعة «الشباب» في الصومال، والمصنفة أيضاً منظمة إرهابية.
![](https://aawsat.com/../backup/files/images/thumbs/600/2025/02/5/946185.jpeg)
إلى ذلك، أعلنت الأجهزة الأمنية في محافظة حضرموت ضبط خلية لها علاقة بجماعة الحوثيين. وشارك في العملية أمن وادي وصحراء حضرموت واللواء 23 ميكا، حيث تمت مداهمة أحد المطاعم والقبض على الخلية المكونة من 13 شخصاً في أثناء وقوفهم في مديرية العبر.
وذكرت وزارة الداخلية اليمنية أن العملية جاءت بعد عملية رصد وجمع معلومات وتحريات واسعة، حيث يقود الخلية أحد سكان مديرية القطن، والذي تولى مهمة استقطاب بقية عناصرها تمهيداً لنقلهم إلى صنعاء بهدف التدريب، ومن ثم إعادة توزيعهم بعد ذلك في محافظة حضرموت. وقد أشاد وزير الداخلية اليمني، اللواء إبراهيم حيدان، بالجهود الأمنية التي بذلتها قوات الأمن في القبض على الخلية.
وفي محافظة أبين (شرق عدن) ضبطت الأجهزة الأمنية اليمنية خلية أخرى تابعة لجماعة الحوثي، بعد معلومات استخباراتية دقيقة من أمن مديرية «رصد» حول نشاط مشبوه لمجموعة من العناصر المرتبطة بالجماعة.
وقالت أجهزة الأمن إنها نفذت عملية مداهمة ناجحة أسفرت عن إلقاء القبض على عدد من المشتبه بانتمائهم للخلية، وإيداعهم السجن، حيث يخضعون حالياً للتحقيقات لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.