أعربت وزيرة الخارجية الألمانية من بيروت، اليوم الأربعاء، عن رفض بلادها أي “احتلال دائم” من إسرائيل لأراض لبنانية، في حين أكّد رئيس الجمهورية جوزيف عون أن إسرائيل “رفضت” حتى الآن مطالب تقدّمت بها بيروت بشأن إخلاء نقاط لا تزال تتواجد فيها.
وأعلنت الوزيرة أنالينا بيربوك التي تجري زيارة إلى لبنان في مؤتمر صحافي: “باعتبارنا أوروبيين، نرفض أي احتلال دائم للأراضي اللبنانية من قبل القوات الإسرائيلية”، معتبرة أن “حزب الله سيستغل ذلك كذريعة إضافية لأنشطته الإرهابية”.
إسرائيل لن تنسحب
وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/ شباط 2025.
ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن حتى الآن موعدًا رسميًا للانسحاب منها، ما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي للتأكد “من عدم وجود تهديد فوري”.
وخاض حزب الله على مدى أشهر مواجهة قاسية مع إسرائيل انتهت بوقف لإطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت برعاية أميركية بالدرجة الأولى.
وبعد أكثر من شهر على وقف إطلاق النار، تمكّنت القوى السياسية اللبنانية من انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية، بعد أكثر من عامين على الفراغ، ثم تشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام.
إسرائيل ترفض كل الاقتراحات
وأضافت بيربوك من بيروت أن “استقرار الوضع في لبنان هو أيضًا نتيجة للتراجع الحاسم لنفوذ حزب الله”، معتبرة أن الحزب كان “يُحكم قبضته على البلاد بأكملها، وليس فقط الجنوب”.
وقال عون للوزيرة الألمانية، وفقًا لبيان صادر عن مكتب الرئاسة، إن “إسرائيل رفضت كل الاقتراحات التي تقدم بها لبنان لإخلاء التلال الخمس التي لا تزال تحتلها وإحلال قوات دولية مكانها”.
وأضاف عون: “لا تزال المساعي الدبلوماسية والمفاوضات مستمرة من أجل إيجاد حل جذري لهذه المسألة”.
واعتبر الرئيس اللبناني أن “استمرار احتلال إسرائيل لأراض وتلال في الجنوب يعرقل تنفيذ القرار 1701 ويتناقض مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي”.
ولا يزال أكثر من 92 ألفًا و800 شخص نازحين في لبنان، وفق الأمم المتحدة، لا سيما في ظلّ الدمار الكبير الذي ألحقته الحرب بأجزاء واسعة من مناطق في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.
وقدّر البنك الدولي الأسبوع الماضي كلفة إعادة الإعمار والتعافي بنحو 11 مليار دولار، في بلد يعاني من أزمة اقتصادية خانقة وسنوات من التدهور المالي.
وقالت بيربوك إن “الاستقرار السياسي يتيح أخيرا فرصة لمعالجة الإصلاحات الملحة التي كانت مطروحة منذ فترة طويلة” في لبنان، مضيفة “يشمل ذلك، قبل كل شيء، تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع صندوق النقد الدولي”.