قالت السوبرانو المصرية أميرة سليم إنها تسعى لتقريب الناس من فن الأوبرا والغناء الأوبرالي الذي تصفه بأنه «مظلوم عربياً». وأوضحت أنها تحاول تحقيق هذا الأمر عبر برنامجها «أوبرا ريمكس» على «السوشيال ميديا».

وأضافت أميرة في حوارها لـ«الشرق الأوسط»، أن تصحيح المفاهيم الخاطئة تجاه هذا العالم من أساسيات برنامجها، وكشفت عن تحضيرها لحفلات وأغنيات عدة ستطرحها في الفترة المقبلة، بجانب رغبتها في التعاون الفني مع الفنان العالمي تامينو، حفيد الفنان المصري محرم فؤاد.

تؤكد أميرة أن تصحيح المفاهيم الخاطئة تجاه فن الأوبرا من أساسيات برنامجها (حسابها على فيسبوك)

تحدَّثت السوبرانو المصرية عن تفاصيل برنامجها «السوشيالي»، الذي يُعرَض حالياً «أوبرا ريمكس»، وكيف توصَّلت للفكرة، حيث أكدت أنها نابعة من وجود عالم «السوشيال ميديا» وارتباط الناس به، خصوصاً الجيل الجديد الذي يهتم كثيراً بصناعة المحتوى.

وتؤكد أميرة أن «(أوبرا ريمكس) مشروع مهم يرتبط بالرسالة الفنية، ويهدف لتسليط الضوء على فن الأوبرا، والموسيقى الكلاسيكية بطريقة مختلفة تساعد الناس على الاقتراب من هذا الفن الذي يشمل صناعة الأوبرا بعالمها وتاريخها وأحداثها ورواياتها، من أجل تقريب الناس إليه وتذوقهم له، وبقائه عبر أرشيف مبسط يحتوي على معلومات قيّمة، بعيداً عن وصفه أحياناً بـ(الممل والنخبوي)».

عبّرت أميرة عن رغبتها في تقديم ديو غنائي مع نجوم عدة (حسابها على فيسبوك)

وتضيف: «هذا الفن لا يرتبط بالنُّخب، فمثلاً فن الأوبرا في إيطاليا بعناصره المهمة والغنية مثل الباليه والموسيقى والديكور والإخراج والأوركسترا هو فن الشارع».

وعن اختيارها عرض البرنامج على «السوشيال ميديا» أكدت أميرة أن «المبادرة شخصية ولم تأتني من جهة بعينها، وهي نتاج سنوات طويلة من العمل والبحث عن كيفية التواصل مع الناس، وفي النهاية الأمر نابع من حبي العميق لفن الأوبرا».

وعن المعايير التي تعتمدها في اختيار الشخصيات والموضوعات التي تتحدَّث عنها في البرنامج، قالت أميرة: «المعايير العلمية بالتأكيد، وعرض أساسيات فن الأوبرا، والشخصيات المؤثرة في هذا العالم، وسرد حكايات عن صنّاعه، والأحداث التاريخية المرتبطة بكل عمل؛ لتوصيل فكرة أن هذا الفن قريب منّا ومن عالمنا».

تحرص أميرة في إطلالاتها على الظهور بأزياء وإكسسوارات معبرة عن الثقافة المصرية (حسابها على فيسبوك)

ونوهت أميرة بأن أبرز الآراء التي وصلتها على فكرة البرنامج، كانت إيجابية، «فالبرنامج كوَّن جمهوره بحرص وعناية، وأخرج طاقات مُحِبة لفن الأوبرا، وأتاح لهم التعبير عن مشاعرهم، ومدى سعادتهم بما يقال»، على حد تعبيرها.

وبعيداً عن «أوبرا ريمكس»، تحدَّثت أميرة عن فكرة تقديمها بعض أغنيات نجوم الطرب على المسرح، لافتة إلى أن اختيار الأغنيات الطربية التي تقدمها يتم بعناية شديدة حتى تستطيع توظيف صوتها وطريقتها، بروح أخرى وطعم مختلف بخلاف العمل الأصلي، موضحة أن «هذه الأغنيات ارتبطت في ذاكرة الناس بشكل معين، ويجب تقديمها بحرص شديد».

وتضيف أميرة: «عندما قدَّمتُ أغنية (إيرما لادوس) على المسرح قدَّمتها بشكل مختلف وبخفة دم، ونالت إعجاب الناس، على الرغم من شعوري بتحفظ البعض على غنائي للفنانة شادية، لكن دوري هو الاختلاف وتقديم أغنية مستقلة بعيداً عن التقليد النمطي مع الحفاظ على الروح الأصلية، ورغم تأثرنا بهذه الأيقونات، فإنني أرى أن العمل نفسه له روح مستقلة بذاته، وإعادتي له تكون من أجل إحياء التراث والتذكير بنجومنا الكبار».

تختار أميرة الأغنيات الطربية التي تقدمها على المسرح بعناية شديدة (حسابها على فيسبوك)

وعن الفارق بين الغناء الأوبرالي والطربي قالت أميرة: «توجد فروق كثيرة في تقنيات الصوت والموسيقى بين الشرقي والأوبرالي… فن الأوبرا يستخدم صوت الرقص، والطرب يستخدم الصدر، كما أن الصوت الأوبرالي يستعين بالصوت المستعار أكثر، وتتم تنميته على مدار سنوات كي يستطيع الغناء دون ميكروفون، حتى يصل لنهاية المسرح ويتخطى الأوركسترا نفسها، وغير ذلك». وعن ظهورها بأزياء وأكسسوارات مُعبِّرة عن الثقافة المصرية في إطلالاتها، أكدت أميرة تعمدها هذا الأمر من أجل إظهار التراث المصري القديم، موضحة: «هويتي مصرية خالصة، سواء في أغنياتي أو أزيائي».

وذكرت أميرة أن فكرة اقتحامها مجال التمثيل واردة لأن الغناء والتمثيل متوازيان من ناحية تقمص الشخصية والإخراج والحركة، موضحة: «كوني فنانة أوبرالية فقد عملت على الأداء التمثيلي المسرحي، كما أن التمثيل جزء من تكويني وعملي ومشواري، لكن للآن لم تُعرَض علي أي تجارب تمثيلية، وأنا لست ضد الفكرة والمبدأ، بالعكس فالتمثيل فرصة لتطوير اتجاهاتي».

وتشعر أميرة بالفخر، مبررة ذلك بأن «الكثير من جمهوري ليس من النخبة فقط، بل يتنوع ويزداد مع كل إطلالة لي، خصوصاً عقب مشاركتي في (موكب المومياوات)». وعن رأيها في لون أغنيات المهرجانات وانتشارها، أشارت أميرة إلى أن بعض أنواعها تعدّ تعبيرات موسيقية موجودة في كل المجتمعات، لافتة إلى أن الأزمة تحدث عندما يسيطر أحد الألوان على الساحة.

وترى أميرة أن الفن الأوبرالي مظلوم، وحقه مهضوم في العالم العربي، وتضيف: «هذا نتاج تفكير بعض الناس التي تعدّ أنه بعيد عن ثقافتنا ويرتبط فقط بثقافة الغرب، والحقيقة إذا فكرنا بهذه الطريقة فإن هناك أشياء كثيرة لن نتبناها في حياتنا اليومية، ولن نقرأ لأدباء وعلماء، وفكرة أنه ليس من ثقافتنا خطأ، لذلك قدَّمتُ برنامجي لتقريب هذا العالم للناس».

«أوبرا ريمكس» يقرّب الناس من هذا الفن بعالمه وتاريخه وأحداثه ورواياته

وأكدت أميرة أن «قصص الحب الأوبرالية والألحان وحتى الأوركسترا مليئة بآلات أصلها مصري مثل، الهارب، والفلوت، والربابة، والكمان، فعندما نقتنع بأن الأوبرا ليست بعيدة عن ثقافتنا، ستزداد مساحتها عربياً، لكن الأمر يتطلب كثيراً من الوقت».

وعن إمكانية مشاركتها في ديو غنائي مع أحد المطربين، قالت أميرة: «طرحتُ بالفعل بعض المقترحات والمبادرات لتقديم ثنائيات غنائية، وما زالت مطروحة، ولكن لم تصل لمرحلة التنفيذ، ومن المحتمل العمل عليها».

وعبَّرت أميرة، عن رغبتها في تقديم ديو غنائي مع نجوم عدة، من بينهم أمير عيد، وفريق «مسار إجباري»، وكذلك الفنان العالمي تامينو، حفيد الفنان المصري الراحل محرم فؤاد، الذي قالت عنه: «أتابعه منذ فترة، وهو موهوب جداً، ويكتب أغنياته بفكر موسيقي فني مميز، وصوته رائع وقوي ويقترب من قوة الصوت الأوبرالي، وطريقته حساسة، وأفكر جدياً في التواصل معه لتقديم ديو غنائي، لكنني لا أملك الشجاعة بالوقت الحالي».

وكشفت أميرة عن نشاطها الفني المقبل، فقال: «منذ فترة أحضّر لأغنيات مع الملحن الموسيقي التونسي إسكندر جيتاري، وبالفعل انتهيت من أغنية (بنحب المصرية)، وهناك أعمال أخرى في طريقها للظهور، بجانب العمل أيضاً على تقديم مواسم أخرى من برنامج (أوبرا ريمكس)»، والذي تعدّه «مشروع حياتها»، وفق تعبيرها.

شاركها.
Exit mobile version