يحيي السوريون اليوم السبت الذكرى الرابعة عشرة للثورة السورية للمرة الأولى بعد الإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد، بتجمعات شعبية في مدن عدة، خصوصًا دمشق التي تستعد لتحرك غير مسبوق منذ العام 2011.
واعتبارًا من منتصف مارس/ آذار 2011 في خضم ما عرف بـ”ثورات الربيع العربي”، خرج عشرات آلاف السوريين في تظاهرات مطالبين بإسقاط نظام الأسد. واعتمدت السلطات العنف في قمع الاحتجاجات، ما أدخل البلاد في نزاع دامٍ تنوعت أطرافه والجهات المنخرطة فيه.
ويأتي إحياء الذكرى هذا العام للمرة الأولى من دون حكم آل الأسد، الذي امتد زهاء نصف قرن، بعد أن أطاحت به فصائل المعارضة، بدخولها دمشق في 8 ديسمبر/ كانون الأول إثر هجوم بدأته من شمال غربي البلاد في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني، فيما عيّن أحمد الشرع رئيسًا انتقاليا للبلاد أواخر يناير/ كانون الثاني.
“سوريا تنتصر”
ويرتقب أن تشهد ساحة الأمويين وسط العاصمة تجمعًا حاشدًا يعكس تحولّها إلى نقطة للاحتفاء بالمرحلة الجديدة.
وتحت شعار “سوريا تنتصر”، دعا ناشطون إلى تظاهرات في مدن أبرزها حمص وإدلب وحماة، تأكيدًا لمرحلة جديدة في تاريخ البلاد بعد عقود على حكم آل الأسد.
وتزامنًا مع التحضيرات لاحتفالات ذكرى الثورة السورية، انتشرت قوات الأمن العام السوري في ساحات العاصمة دمشق، كما نشرت فرقها في ميدان الساعة بمدينة حمص السورية.
وفي هذا الإطار، تحدث موفد التلفزيون العربي زاهر عمرين عن انتشار أمني منذ ساعات الصباح الأولى في عدد من الساحات الرئيسية، وعلى رأسها ساحة الأمويين، لحماية المظاهرات والاحتفالات.
وأشار موفدنا إلى أنه من المتوقع أن تشهد ساحات المدن السورية كحمص وحماة وحلب وإدلب واللاذقية احتفالات كبيرة تبدأ بعد الإفطار، لافتًا إلى أن بعضها كان قد بدأ أمس الجمعة، حيث خرج الناس إلى الشوارع احتفالًا بذكرى الثورة.
وبينما تحدث عن مخاوف أمنية، قال إن الأحداث في الساحل تلقي بظلالها على المشهد الأمني بشدة نتيجة تجدد الهجمات التي تقوم بها عناصر النظام السابق على مناطق معينة من مراكز المدن الساحلية، كما هو الحال في بانياس وجبلة بعد انحسارها خلال الأيام الماضية نحو مناطق الأرياف.
وفي سياق متصل، قال قادر السيد (35 عامًا) المنحدر من إدلب (شمال غرب) لوكالة فرانس برس: “لطالما كنا نتظاهر في ذكرى الثورة في إدلب، لكن اليوم سوف نحتفل بالانتصار من قلب دمشق، إنه حلم يتحقق”.
وأمس الجمعة، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون في بيان: “مر 14 عامًا منذ أن خرج السوريون إلى الشوارع في احتجاجاتٍ سلمية، مطالبين بالكرامة والحرية ومستقبل أفضل”.
وأشار إلى أن السوريين “يستحقون الآن انتقالًا سياسيًا يليق” بصمودهم وسعيهم لتحقيق العدالة والكرامة.
وأكد ضرورة “اتخاذ خطوات جريئة لإنشاء حكومة انتقالية وصياغة دستور جديد”.