قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان أصدرته أخيرًا، إن الألغام الأرضية ومخلفات الذخائر العنقودية منتشرة على نطاق واسع في العديد من المحافظات السورية، وأنها تهدد حياة السكان.
وأوضحت الشبكة أن الألغام الأرضية احتلت مساحات شاسعة من سوريا. وتضمن البيان خرائط لأبرز أماكن انتشار الألغام، خاصة في المحافظات التي شهدت اشتباكات مكثفة وتغييرات متكررة في مواقع السيطرة خلال السنوات الماضية.
ألغام أرضية وذخائر عنقودية
وقال البيان: إن الألغام احتلت مساحات شاسعة من البلاد، ما جعلها أداة يستخدمها أطراف النزاع من دون الإعلان عن مواقعها، الأمر الذي يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة النازحين العائدين إلى أراضيهم ومناطقهم.
وأضافت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد قام بزراعة الألغام على طول الحدود مع لبنان وتركيا دون توفير تحذيرات كافية.
كما تشير عمليات الرصد إلى أن أطراف النزاع الأخرى والقوى المسيطرة استخدمت الألغام الأرضية بشكل واسع، في حين سجّل استخدام الذخائر العنقودية من قبل النظام السابق والقوات الروسية فقط.
خريطة لأبرز أماكن انتشار الألغام في سوريا – الشبكة السورية لحقوق الإنسان
أكثر من 3 آلاف ضحية
وأوضحت الشبكة أن نحو 3521 مدنيًا قتلوا منذ مارس/ آذار عام 2011 نتيجة انفجار الألغام الأرضية، منهم أكثر من 930 طفلًا ونحو 360 امرأة، إضافة إلى عدد آخر من الكوادر الطبية والإعلامية والدفاع المدني.
وأكدت الشبكة الحقوقية أنها وثقت منذ بدء العمليات التي قادتها إدارة العمليات العسكرية في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حتى اليوم، مقتل خمسة وأربعين مدنيًا، منهم ستة أطفال وأربع سيدات جراء انفجار الألغام الأرضية سهلة التصنيع وقليلة التكلفة.
كما تشير تقديرات الشبكة إلى إصابة ما لا يقل عن 10400 مدني بجروح متفاوتة، وقالت إن الألغام تسببت في تشويه المدنيين وإحداث إصابات خطرة فيهم، بعد أن تخترق مئات الشظايا أجساد المصابين، ما يؤدي غالبًا إلى بتر أطراف، وتمزق الشرايين والخلايا.
وأوضح بيان الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن الألغام الأرضية تشكل عائقًا كبيرًا أمام عودة النازحين إلى ديارهم، كما تعرقل حركة فرق الإغاثة والدفاع المدني وآلياتهم، كما تمثل تهديدًا كبيرًا لجهود إعادة الإعمار والتنمية، مما يضاعف من الأعباء الإنسانية والاقتصادية في سوريا.