يزور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تركيا، الأربعاء، بدعوة من نظيره التركي هاكان فيدان لمناقشة التطورات في سوريا.
وتسبق زيارة الشيباني الزيارة المتوقعة للرئيس السوري، أحمد الشرع، التي سبق أن أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عند لقائه الشرع على هامش اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في تصريحات: «سيأتي زميلنا وزير الخارجية السوري إلى تركيا يوم الأربعاء وسنبحث معه في مختلف التطورات».
وعلق على خطوة الانتخابات التشريعية في سوريا، لافتاً إلى الأهمية الاستراتيجية لتشكيل الحكومة السورية ثم تنظيم الانتخابات البرلمانية في البلاد للمرة الأولى بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
ووصف فيدان، في مقابلة تلفزيونية، انتخابات مجلس الشعب السوري، بأنها «خطوة مهمة» بعد خطوة تشكيل الحكومة، نحو بناء نظام جديد في سوريا.
وحدة سوريا
وطالب فيدان باتخاذ خطوات «حاسمة» للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مؤكداً ضرورة القضاء على كل العناصر التي تهدد وحدة سوريا، مضيفاً: «يجب القضاء على العناصر التي تشكل تهديداً لسلامة الأراضي السورية حالياً وتسعى لتقسيمها».
وقال إن على قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تقودها «وحدات حماية الشعب الكردية»، توضيح نواياها بشأن الالتزام بالاتفاق الموقع مع دمشق في 10 مارس (آذار) الماضي، الذي يقضي باندماجها في مؤسسات الدولة السورية، ويجب أن تتوصل إلى اتفاق مع الحكومة.
وجاءت تصريحات فيدان، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات العنيفة بين «قسد» والجيش السوري، على محاور دير حافر وسد تشرين بريف حلب الشرقي، منذ تصاعد التوتر بين الجانبين في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.
ويواصل الجيش السوري الدفع بتعزيزات عسكرية من الجنود والأسلحة إلى خطوط التماس في هذه المحاور.
وقال فيدان إن مقاتلي حزب العمال الكردستاني (تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية) القادمين من تركيا والعراق وإيران وأوروبا، لم يغادروا سوريا، ولا توجد أي تطورات إيجابية بعد اتفاق «10 مارس»، ولا بعد العملية الجارية في تركيا لحل حزب العمال الكردستاني، التي تشير إلى الاستعداد لوقف العمل المسلح ونزع الأسلحة.
وكان فيدان التقى نظيره السوري، أسعد الشيباني، في أنقرة، في 13 أغسطس الماضي، خلال زيارة وفد سوري ضم أيضاً وزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، ومدير المخابرات، حسين السلامة، وجرى خلاله توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والتدريب والاستشارات بين أنقرة ودمشق.
وتناولت مباحثات فيدان والشيباني مسار العملية السياسية في سوريا، وملفات أمنية أبرزها موقف «قسد» من اتفاق «10 مارس»، والأوضاع الميدانية في محافظة السويداء، جنوب سوريا.
أزمة السويداء
وبالنسبة لأزمة السويداء، عَدّ فيدان أن «القضية الدرزية في الجنوب السوري يجب أن تحل بشكل إيجابي، من منظور مقبول من الطرفين دون المساس بوحدة البلاد». وأكد ضرورة ضمان شعور جميع سكان سوريا بالمساواة في إطار تسوية سياسية شاملة.
ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن إسرائيل هي أكثر جهة تدفع باتجاه تأزيم الوضع في سوريا، وأن تركيا لا يمكن أن تقبل بفرض أمر واقع أو أي محاولات من شأنها أن تؤدي إلى تقسيم البلاد.
وأضاف فيدان، أن كل شيء يقع على حدود بلاده مع سوريا وعلى الجانب الآخر من الحدود ضمن الأراضي السورية مرتبط بشكل مباشر بالأمن القومي التركي، وأن هناك حاجة إلى سوريا ذات سيادة وطنية محافظة على وحدتها.
وتابع أن تركيا تواصل تعاونها مع دول إقليمية لدعم سوريا وبخاصة السعودية، مؤكداً ضرورة رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا على نطاق أوسع، واتخاذ الاتحاد الأوروبي خطوات إضافية في هذا الإطار.
وأوضح أن رفع العقوبات عن سوريا سيزيل العقبات أمام التمويل والاستثمار، وأن عودة اللاجئين ساهمت بشكل ملحوظ في تنمية الاقتصاد السوري.
وختم فيدان بأن القيادة الحالية في سوريا قوية وحازمة وتتمتع بشرعية دولية كبيرة، معرباً عن تفاؤله بشأن مستقبل سوريا، وأنه رغم وجود بعض مجالات الخطر، فإن القوة القيادية لتركيا وعمقها الدبلوماسي وأدواتها الأخرى ستكون كافية لإدارة هذه المشاكل، وأنهم سيواصلون استخدام هذه القوة لبناء الاستقرار في سوريا والمنطقة.