تمنى الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري بأن يحمل المستقبل خيرًا لجميع السوريين بعد سقوط النظام السوري، معتبرًا أن التطورات الأخيرة حملت فرحة للجميع بعد “6 عقود من القمع والقهر”.
الهجري وفي حديث خاص إلى التلفزيون العربي، عبّر عن أمله بفتح آفاق بناء الدولة التي يتمنى السوريون العيش فيها في المستقبل.
كما عبر عن ترحيبه بالوضع الجديد في سوريا بما يتناسب مع طموحات جميع مكونات الشعب السوري.
الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز الذي ذكّر بأن سوريا كانت مثالًا للعيش المشترك عبر التاريخ، دعا إلى فكر جامع للسوريين بعد سقوط نظام الأسد بهدف تأمين ديمومة الدولة السورية وجعلها راعية للجميع.
وعن دعوته إلى مؤتمر وطني عام في سوريا، قال الهجري إن هذا الأمر وجهة نظر يشترك بها الجميع على مستوى التكوين السوري والجو الجديد في البلاد.
المؤتمر الوطني في سوريا
وأكد أن هذا المؤتمر يجب أن يهدف إلى الوصول للأفكار الصحيحة نحو بناء المستقبل وبمواجهة التحديات التي ستواجه الشعب السوري، وأولها ترتيب البيت الداخلي عبر صياغة دستور يتناسب مع كافة المكونات والطوائف السورية.
وشدد على أهمية أن يضم المؤتمر مختصين من كافة المناطق السورية تمهيدًا لإنشاء لجنة مسؤولة عن التدابير المستقبلية لبناء دولة سوريا الجديدة.
وكشف أن فكرة المؤتمر جاءت من “مجموعة كبيرة من ممثلي القاعدة الشعبية على المستوى السوري بالتوافق مع إدارة العمليات الجديدة”.
وشدد على أهمية وجود شباب تكنوقراط في المؤتمر لصياغة المرحلة المقبلة وبناء الدولة عبر نقاش شفاف، داعيًا إلى صياغة دستور جامع لكافة التلاوين والأفكار في المرحلة الأولى.
تواصل دائم مع الإدارة الجديدة
الهجري أكد أن التواصل يحصل بشكل يومي مع قيادات من الإدارة الجديدة في سوريا، لافتًا إلى إرسال وفد متخصص قبل أيام التقى بقائد إدارة العمليات أحمد الشرع، واصفًا اللقاء بـ”الجيد جدًا” بما يخص بداية العمل.
ولفت إلى أن توافق خلال هذا اللقاء على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، موضحًا أن الوفد لمس فكرًا منفتحًا للتعاون مع الجميع وحرية الطوائف والأديان وتشكيل دولة لجميع السوريين.
الشيخ الهجري أشار إلى أن الحراك السلمي الذي بدأ في ساحة الكرامة في السويداء قبل سقوط النظام كانت نواته من الشباب، معتبرًا أن هؤلاء حرصوا على أن يبقى سلميًا ونظيفًا وطالب بتطبيق القانون داخليًا وتطبيق القوانين الأممية بما يخص سوريا.
المخدرات والفتن ودور الميليشيات
وذكّر بأن النظام السابق كان يعمل على إثارة الفتن والنعرات في المجتمع السوري، إضافة إلى ظهور قضية المخدرات في منطقة السويداء في السنوات الأخيرة، معتبرًا أنها كانت مدعومة من النظام السابق بشكل مكشوف.
كما تحدث عن دور الميليشيات التي “أتت من خارج سوريا” لافتًا إلى أنها مارست تجارة المخدرات والأسلحة وإثارة بعض الحروب والحالات الأمنية.
وعن المجموعات المسلحة التي تم تشكيلها للدفاع عن بعض المناطق سابقًا، قال الشيخ الهجري إنها قامت بدورها الرئيسي بالدفاع وحماية الأهل.
وأضاف: “بعد رحيل النظام البائد استشعرنا الأمان والتعايش المشترك في سوريا”، مؤكدًا أن أفراد المجموعات التي تم إنشاؤها لحماية بعض المناطق سيكونون نواة للجيش المقبل في سوريا.
وحدة سوريا
وردًا على سؤال حول الدعوات التي صدرت لضم بعض قرى جبل الشيخ إلى إسرائيل، قال الشيخ الهجري: “تصدر الكثير من الأفكار من أشخاص غير مسؤولين حول قيام دويلات وغيرها إلا أننا وجميع السوريين نرفض هذا الأمر لأن قوتنا بوحدتنا على صعيدي الأرض والشعب”.
وشدد على أن طائفة الموحدين الدروز لن تتنازل عن وحدة سوريا.