طالبت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي الخميس بتكثيف الجهود وتمويل الاستجابة الموسعة بالمساعدات لغزة بعد الإعلان عن توصل إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” الأربعاء إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرًا في القطاع.
وقالت المنظمة إن الدول الأعضاء بها والمانحين والمجتمع الدولي، بما في ذلك القطاع الخاص، يجب أن يدعموا الاحتياجات الصحية العاجلة وإعادة الإعمار طويلة الأجل لمنظومة الرعاية الصحية في غزة.
وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن إلى أنّه “لا يمكن للأمم المتحدة تنفيذ الاستجابة بمفردها”.
ويتضمن الاتفاق بندًا يشترط السماح بدخول 600 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يوميًا اعتبارًا من الموعد المقرر لبدء سريان الاتفاق يوم الأحد.
عقبات أمنية تعيق توصيل المساعدات
ولفت بيبركورن إلى أن المنظمة مستعدة لتوصيل المساعدات، لكنّ “العقبات الأمنية والسياسية الكبيرة التي تحول دون توصيل المساعدات في أنحاء غزة” لا بد من تذليلها.
أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن ان الأمم المتحدة لا تستطيع الاستجابة لاحتياجات غزة بمفردها- الأناضول
وحثّ جميع الأطراف على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف: “الآن هو الوقت المناسب للدول الأعضاء والمانحين والمجتمع الدولي لتكثيف الجهود وتوفير التمويل المرن لتمكين هذه الاستجابة السريعة والفعالة للاحتياجات العاجلة وطويلة الأمد”.
تكاليف هائلة لإعادة بناء المنظومة الصحية
كما أشار إلى أن تكاليف إعادة بناء المنظومة الصحية في غزة هائلة وتقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار للعام المقبل وعشرة مليارات دولار في السنوات الست أو السبع المقبلة، وإن هذه مجرد تقديرات أولية.
من جهته، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس: “ما زالت منظمة الصحة العالمية ملتزمة بتلبية الاحتياجات الصحية الماسة لسكان غزة الآن وبعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ وبدعم إعادة بناء المنظومة الصحية في غزة. وهذا عمل ضخم. لا يصلح للتشغيل سوى أقل من نصف عدد المستشفيات في غزة”.
وتظهر تقديرات الأمم المتحدة أن إعادة إعمار قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، ستحتاج إلى مليارات الدولارات.
كما أظهر تقرير مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أن العديد من المستشفيات تهدمت أثناء الحرب، بحيث لم تعد تعمل سوى 17 وحدة فقط، من أصل 36 وحدة، وبصورة جزئية في يناير.