أعادت بغداد في اليوم السابق أكثر من 150 أسرة عراقية من مخيّم الهول في شمال شرق سوريا الذي يأوي أفراد عائلات عناصر من تنظيم الدولة.
وقال مسؤول أمني لوكالة فرانس برس: “وصلت أمس الأربعاء 153 عائلة من مخيّم الهول وأصبحوا في مخيم الجدعة” في ريف مدينة الموصل بشمال العراق.
وكانت مديرة مخيم الهول جيهان حنان أفادت أن هذه المجموعة المكونة من 505 أشخاص هي السادسة التي تغادر منذ مطلع العام الجاري المخيم الذي تديره القوات الكردية في شمال شرق سوريا.
وأثارت عودة أقارب المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة من سوريا جدلًا في بداية الأمر في العراق الذي خاض حربًا ضد التنظيم لثلاثة أعوام انتهت أواخر 2017 بدحر التنظيم بعد سيطرته على حوالى ثلث مساحة البلاد.
مخيم الهول
ويضم مخيم الهول الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بدعم أميركي، آلاف العوائل النازحة أغلبهم من عائلات عناصر تنظيم الدولة فروا من العراق بعد عام 2017 إثر استعادة الموصل ومناطق أخرى من سيطرة مسلحي التنظيم.
وترفض الأوساط الشعبية عودة عائلات عناصر تنظيم الدولة المتورطة بالمشاركة بقتل مدنيين في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار أثناء سيطرة التنظيم على تلك المناطق بين عامي 2014-2017.
ورغم التحديات، أعرب العراق عن اعتزامه إعادة جميع مواطنيه من مخيم الهول، وهو التزام رحبت به كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة في حين يظهر العديد من الدول الغربية ترددًا في القيام بالمثل.
وتخضع جميع أفراد العائلات العائدة إلى العراق الى تأهيل نفسي داخل مخيم الجدعة، يهدف إلى ضمان أنهم لا يشكلون أي خطر، بالإضافة إلى فحوص أمنية بحسب ما يقول مسؤولون.
وقالت جيهان حنان إن مخيم الهول لا يزال يستضيف 37 ألف شخص، بينهم 14500 عراقي، كاشفة أن “أكثر من أربعة آلاف شخص عادوا إلى العراق منذ بداية العام”.
وأوضحت أنه “بموجب الاتفاق بيننا وبين الحكومة العراقية ستكون هناك رحلتان إلى العراق شهريًا”.
العراق يستنكر خفض التمويل
وكان مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي استنكر مؤخرًا التخفيضات الكبيرة في تمويل المساعدات الأميركية التي قررها دونالد ترمب واعتبر أنها تعيق جهود بغداد لإعادة رعاياها من مخيم الهول.
وكانت دوروثي شيا القائمة بأعمال السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، قالت قبل شهرين إن مساعدات بلادها لإدارة وتأمين معسكرات في شمال شرق سوريا تضم سجناء مرتبطين بتنظيم الدولة “لا يمكن أن تستمر إلى الأبد”.
وأضافت أمام المجلس المكون من 15 عضوًا: “تحملت الولايات المتحدة الكثير من هذا العبء لفترة طويلة للغاية. وفي نهاية المطاف، لا يمكن أن تظل المعسكرات مسؤولية مالية أميركية مباشرة”، في إشارة إلى مخيمي الهول وروج للنازحين.
ويُنظر إلى تلك المخيمات على نطاق واسع باعتبارها أرضًا خصبة للتطرف وبأنها تشكل مصدر قلق أمنيًا للدول الإقليمية، وخاصة العراق.
ولطالما طالبت سلطات المخيم بقيادة قوات سوريا الديمقراطية الدول باستعادة مواطنيها في المخيم الذي يستضيف آلاف الأجانب.
وقال مسؤولون عراقيون إن بلادهم استعادت أكثر من 10 آلاف شخص لكن لم يبد إلا عدد قليل من الدول الغربية اهتمامًا باتباع نفس النهج. وقالت سلطات المخيم إن هناك نحو 16 ألف سوري من بين المتواجدين حاليًا في المخيم.