يدشن العرب، الاثنين، عرسهم الكروي الكبير، وذلك على استاد «البيت» في الخور بالريان، حيث تجمع مباراة الافتتاح بين المنتخب القطري، المضيف، ونظيره الفلسطيني، في مواجهة تحمل أبعاداً رياضية وإنسانية معاً. المباراة لا تمثل مجرد انطلاقة بطولة، بل لحظة تاريخية للكرة العربية، تجمع بين بطل آسيا الحالي صاحب الطموحات القارية والمستقبلية، والمنتخب الفلسطيني الذي يخوض البطولة وسط تحديات استثنائية تعكس الواقع الإنساني المعقد الذي تمر به فلسطين.

ويدخل منتخب قطر، بطل آسيا مرتين متتاليتين، البطولة وهو في أفضل حالاته الفنية تحت قيادة الإسباني جولين لوبيتيغي، الذي اعتمد مشروعه على دمج عناصر الخبرة مع وجوه شابة قادرة على التحرك بسرعة وإحداث الفارق في خطَّي الوسط والهجوم، ومن أبرزهم أكرم عفيف الذي سجل وصنع 11 هدفاً من أصل 14 في «كأس آسيا» الأخيرة، إضافة إلى الحارس مشعل برشم، ولاعبَي الوسط عاصم مادبو وعبد العزيز حاتم، وكثير من عناصر الخبرة مثل أحمد فتحي وطارق سلمان.

هذه التركيبة تمنح «العنابي» ثقلاً تكتيكياً وقدرة على إدارة المباريات تحت ضغط الخصم والجمهور.

على الجانب الآخر، فتح لوبيتيغي الباب لدماء جديدة أثبتت جدارتها بالدوري المحلي، مثل خالد علي ومحمد خالد والهاشمي الحسين وأيوب محمد؛ مما يعكس أن التفكير في «كأس العرب» لا ينفصل عن مشروع طويل الأمد يستهدف الاستعداد لـ«مونديال 2026». ومع ذلك، يغيب عن القائمة بعض الأسماء المؤثرة، مثل خوخي بوعلام والمعز علي، بالإضافة إلى المصابين أحمد الراوي وأحمد الجانحي وبيدرو ميغيل، وهو ما يضيف تحدياً أمام المنتخب القطري للحفاظ على نسقه العالي منذ البداية.

عنصرا الأرض والجمهور سيكونان من أبرز عوامل دعم قطر؛ إذ أثبتت الجماهير القطرية قدرتها على تحويل المباريات إلى مناسبات ضاغطة تصنع الفارق، كما حدث خلال «كأس آسيا 2023» أمام أوزبكستان وإيران.

منتخب فلسطين يدشن المشوار بمواجهة أصحاب الأرض (الشرق الأوسط)

ومع ضمان التأهل إلى «كأس العالم 2026»، يدخل «العنابي» البطولة بمعنويات مرتفعة، ويأمل أن يضيف لقب «كأس العرب» إلى سجله، ليؤكد هيمنته على الكرة العربية ويستكمل مشروعه الفني تحت قيادة لوبيتيغي، الذي أظهر قدرة عالية على تحسين منظومة الدفاع والضغط العالي، إلى جانب اللعب المباشر عبر الأطراف، والاستفادة من سرعة اللاعبين في التحول السريع من الدفاع للهجوم.

أما المنتخب الفلسطيني، فيدخل المباراة الافتتاحية في ظهوره السادس بـ«كأس العرب»، وسط ظروف استثنائية تعكس التحديات الإنسانية والسياسية التي تمر بها البلاد.

الفريق الفلسطيني نجح في التأهل لـ«كأس العرب» بعد فوزه على ليبيا بركلات الترجيح في الملحق الفاصل، ويأمل الوصول إلى أبعد مدى في البطولة الإقليمية.

المدرب إيهاب الجزار استدعى 23 لاعباً، بينهم عدي الدباغ مهاجم الزمالك، وحامد حمدان لاعب بتروجيت، المصريين، إضافة إلى القائد مصعب البطاط، وياسر حمد المدافع، مع وجود لاعبين أثارا جدلاً وتعاطفاً كبيراً مؤخراً، هما حارس المرمى عبد الهادي ياسين والمدافع أحمد طه… هذان اللاعبان يمثلان قصة تحد وإصرار على تمثيل فلسطين رغم الصعوبات الإدارية؛ مما يمنح الفريق الفلسطيني روحاً معنوية إضافية.

تاريخ المواجهات بين قطر وفلسطين محدود نسبياً، لكن المواجهة الأخيرة في «كأس آسيا» أعطت طابعاً تنافسياً، حيث التقى المنتخبان في دور الـ16 وانتهت المباراة بفوز قطر بهدفين مقابل هدف؛ مما يعكس التفوق الفني للعنابي، لكنه لا يقلل من قوة الطموح الفلسطيني والرغبة في تقديم أداء مشرف على أرض البطولة.

وعلى «استاد أحمد بن علي» يلتقي المنتخب التونسي ونظيره السوري، في مباراة تحمل في طياتها أبعاداً فنية وتاريخية مهمة لكل طرف.

المنتخب التونسي يدخل البطولة بطموحات كبيرة؛ إذ يسعى لإعادة كتابة التاريخ والفوز باللقب العربي لثاني مرة بعد أن توج به في النسخة الأولى من البطولة عام 1963 في لبنان.

في المقابل، يدخل المنتخب السوري المباراة وهو يسعى لتجاوز أخطاء الماضي وتقديم أداء مشرف، خصوصاً بعد غياب طويل عن الأدوار المتقدمة في «كأس العرب». آخر إنجاز بارز لسوريا كان في نسخة 1992 التي أقيمت على أرضه، حيث وصل إلى الدور ما قبل النهائي قبل الخسارة بضربات الترجيح أمام مصر، كما سبق أن كان وصيف البطولة في 3 مناسبات سابقة أعوام 1963 و1966 و1988.

شاركها.
Exit mobile version