فنّد موقع “مسبار” المختص في مكافحة الأخبار والمعلومات الكاذبة صحة الادعاءات بشأن تهديد ضابط في الجيش العراقي لأهالي الموصل بالعقاب إذا رفعوا صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري أحمد الشرع.
وانتشر مقطع فيديو للضابط العراقي على حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي حديثًا، ادّعى أغلبها الأمر نفسه.
وبالتحقّق من الادعاء وجد موقع “مسبار” أنه مضلل، إذ يعود مقطع الفيديو إلى عام 2022، وليس لتهديد ضابط في الجيش العراقي لأهالي الموصل بالعقاب إذا رفعوا صورة الرئيس التركي ونظيره السوري حديثًا.
العقاب لمن يرفع صور أوجلان
ونُشر مقطع الفيديو المتداول أول مرة في 12 فبراير/ شباط 2022، ويُظهر قائد الفرقة 20، العميد الركن أثير الربيعي، وهو يرفع العلم العراقي في سنجار، بعد إزالة صورة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان. كما توعد الربيعي بمعاقبة أي شخص يرفع صور أوجلان في المنطقة.
جرى تعديل الفيديو وإضافة اسم أردوغان إلى كلمة الضابط العراقي – مسبار
وأفادت وسائل إعلام، بأن قوات الجيش العراقي واصلت خلال عام 2022 عمليات إعادة الانتشار في مدينة سنجار وضواحيها، رغم النفوذ الكبير لمسلحي حزب العمال الكردستاني في المنطقة.
وجاء ذلك التحرك ضمن مساعي الحكومة العراقية لبسط سيطرتها على المدينة آنذاك، التي شهدت تصاعدًا في التوترات بين القوات العراقية ومسلحي الحزب المعارض لأنقرة.
وأثار مقطع الفيديو في فبراير 2022، والذي يظهر فيه العميد الركن أثير الربيعي، ردود فعل واسعة في العراق، إذ اعتبره البعض تأكيدًا على دور الجيش في فرض هيبة الدولة وإنفاذ القانون.
ورغم توقيع اتفاق بين بغداد وأربيل في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 لتطبيع الأوضاع في سنجار وإخراج الجماعات المسلحة منها، فإن المنطقة استمرت في مواجهة تحديات بسبب رفض مسلحي حزب العمال الكردستاني والمجموعات المسلحة المرتبطة بالحشد الشعبي تنفيذ الاتفاق.
الحملات الإلكترونية تؤجل زيارة الشيباني 3 مرات
وفي 14 مارس الجاري، استقبل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين نظيره السوري أسعد الشيباني، في أول زيارة رسمية له إلى بغداد بعد سقوط نظام الأسد.
تسببت حملات الجيش الإلكترونية في زيارة الشيباني إلى العراق 3 مرات – غيتي
وفي لقاء صحفي نُشر في 24 مارس، أشار الوزير العراقي إلى أن الزيارة تأجلت ثلاث مرات بسبب الحملات الإعلامية والجيوش الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وخلال اللقاء، أكد حسين على احترام العراق لسيادة سوريا وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مشيرًا إلى أن التطورات الأمنية والسياسية في سوريا لها تأثير مباشر على العراق، خاصة في ظل وجود قوات أجنبية متعددة على الأراضي السورية، بما في ذلك القوات التركية، الروسية، الأميركية، والفرنسية، إضافة إلى الجيش الإسرائيلي.
كما شدد الوزير العراقي على أهمية التنسيق مع الحكومة السورية الجديدة لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة، وعلى رأسها خطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي لا يزال نشطًا ويمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، وأكد أن التعاون المشترك ضروري لتعزيز الاستقرار الإقليمي والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه المنطقة.
وتقع سنجار ضمن المثلث الحدودي بين العراق وسوريا وتركيا، وهي جزء من محافظة نينوى، بينما تحدها محافظة الحسكة السورية من الجهة الأخرى.
وعلى مدار السنوات الماضية، كانت المدينة مركزًا لنشاط حزب العمال الكردستاني، الذي أنشأ قوات محلية تتولى مهام أمنية، من ضمنها تجنيد السكان.