بطابعها المميز، وأنماطها العتيقة، حضرت تفاصيل العمارة السلمانية، في القاعة التي احتضنت القمة الخليجية الأميركية التي عقدت (الأربعاء) في الرياض، وامتدّ اللون الطيني في أفق القاعة، فيما انتشرت النقوش التقليدية في زوايا الخلفية التي ظهرت خلف القادة المشاركين في القمة عند التقاط الصورة التذكارية الجماعية.
ومن قاعة الاجتماع، إلى الصورة الجماعية التي ضمّت القادة المشاركين، إلى قاعة المؤتمر الصحافي الذي ظهر فيه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بنهاية القمة، تزيّنت القاعات باللون الطيني، المستوحى من البيئة السعودية المحلية، ونمط البناء التقليدي، وبتفاصيل من العمارة السلمانية التي استلهمت مفرداتها وعناصرها التصميمية من البيئة النجدية، حيث برزت الأقواس والمثلثات، كأشكال هندسية واسعة الاستخدام في العمارة السلمانية.
وتُعد العمارة السلمانية أسلوباً عمرانياً ينتهج الحفاظ على الموروث الثقافي مع الاستجابة لأطوار التحديث، والمواءمة بين الأصالة والحداثة، من خلال تصاميم عمرانية تستلهم التراث السعودي، إضافة إلى أنها أسلوب عمراني ينتهج الحفاظ على الموروث الثقافي بالاستجابة لأطوار التحديث، والمواءمة بين الأصالة والحداثة، من خلال تصاميم عمرانية تستلهم التراث السعودي العتيق.
ويتناغم الطراز السلماني، مع الهوية المعمارية المحلية لمدينة الرياض، وتعود تسميته إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أسس لهذا النمط العمراني من خلال العديد من المباني والمنشآت العامة التي شهدتها العاصمة السعودية من خلال الدمج بين المعاصرة والحفاظ على التراث والأصالة في الوقت نفسه.
ومن المشاريع التي تتضح فيها العمارة السلمانية بالعاصمة الرياض، منطقة قصر الحكم، ومركز الملك عبد العزيز التاريخي، وحي السفارات، ومبنى وزارة الخارجية، وقد أطلقت السعودية مبادرة «ميثاق الملك سلمان العمراني» التي تمثل ذراعاً لتأصيل العمارة السلمانية داخل السعودية وخارجها، وهي مبادرة استحدثتها هيئة فنون العمارة والتصميم ضمن استراتيجيتها الشاملة لنشر مفاهيم عمران مدينة الرياض خلال تولي الملك سلمان بن عبد العزيز إمارتها، والتعريف باستراتيجياتها والأسس التي تقوم عليها.
وتحرص السعودية على مشاركة عناصر ثقافية متعددة من هويتها الوطنية في المناسبات العامة، الأمر الذي يعكس التزامها بقيمة الاحتفاء بموروثها المحلي، ومن ذلك نمط العمارة التقليدية التي تروي في تفاصيلها قصصاً عن هوية السعودية، وعمقها الثقافي، وارتباطها بالماضي مع توجه رصين نحو المستقبل، مثل استخدام المواد المحلية جنباً إلى جنب مع أحدث التقنيات، ودمج العناصر التراثية مع الخطوط الحديثة بأسلوب يجمع بين البساطة والرقي.
وشهدت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية، العديد من النوافذ التي احتفت بالموروث المحلي، ومن ذلك الجولة التي اصطحب فيها الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الأميركي، في الدرعية، حيث زارا حي الطريف التاريخي، المسجّل ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وشاهدا عرضاً تراثياً من الفن الشعبي السعودي، كما تم التقاط صورة تذكارية من أمام قصر سلوى، أحد القصور التاريخية الذي كان مركزاً للحُكم في عهد الدولة السعودية الأولى.