فاجأت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الخميس إسرائيل بقصف مدينة تل أبيب برشقة صاروخية، بعد يومين من تجدد العدوان على قطاع غزة.
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها بغارات جوية عنيفة وعلى نطاق واسع استهدفت مدنيين، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى.
وجاء إطلاق الصواريخ بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي، الخميس، بدء عدوان بري على محور الساحل في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
القسام تطلق صواريخ تجاه تل أبيب
وردًا على مجازر إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام في وقت سابق الخميس عن قصف مدينة تل أبيب، وسط فلسطين المحتلة، برشقة صاروخية.
ودوّت صفارات الإنذار في تل أبيب وسط إسرائيل ومدن وبلدات محيطة بعد ظهر الخميس.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: “تم تفعيل الإنذارات في عدة مناطق بوسط البلاد، إثر عمليات إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة”.
وأضاف لاحقًا: “في أعقاب الإنذارات في منطقة غوش دان (تل أبيب الكبرى)، تم رصد إطلاق ثلاث قذائف صاروخية اخترقت أراضي البلاد من جنوب قطاع غزة”.
وادعى أن “سلاح الجو نجح في اعتراض قذيفة، بينما سقطت القذيفتان الأخريان في مناطق مفتوحة”.
بدورها، أفادت القناة “12” العبرية الخاصة بأن “إطلاق صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى أدى إلى وقف إقلاع وهبوط الطائرات في مطار بن غوريون”.
وتابعت: “بعد وقت قصير عادت حركة الطائرات إلى طبيعتها”.
ما رسائل القسام من قصف تل أبيب برشقة صاروخية؟
وفي هذا الإطار، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي من غزة أحمد عبد الرحمن، أن قصف تل أبيب من قبل القسام كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن توقيت القصف مهم جدًا خاصة أنه يأتي في اليوم الثالث من تجدد العدوان الذي أسفر عن مئات الشهداء والجرحى.
وفي حديث للتلفزيون العربي من غزة، رأى عبد الرحمن أن المقاومة انتظرت الوقت المناسب، وبعض الإجراءات على الأرض، لتقوم بعملية القصف.
وأضاف أن إطلاق الصواريخ يثبت أن المقاومة استعادت قدرتها، وربما كما تقول الاستخبارات الإسرائيلية، أنها استعادت قدرتها على التصنيع، من خلال تدوير الأسلحة الإسرائيلية التي لم تنفجر.
وتابع عبد الرحمن أن إطلاق الصواريخ اليوم يدل على أن المقاومة استعادت جزءًا كبيرًا من عافيتها، خصوصًا ورش تصنيع الصواريخ، مشيرًا إلى أن المقاومة قد تعطل الحياة في إسرائيل.
وفيما أشار إلى أن عملية إطلاق 3 صواريخ لا يمكن أن تغير المعادلة أو أن توقف العدوان المستجد على قطاع غزة، لفت عبد الرحمن إلى أن العملية تحمل رسالة سياسية.
وأردف أن هناك حراكًا كبيرًا يدور الآن في خلف الكواليس، من خلال جهد كبير تقوم به الدوحة والقاهرة بشكل خاص، كما أن هناك مساعٍ أميركية مع أن واشنطن ساندت القرار الإسرائيلي بتجديد الحرب على غزة.
وتابع: “لكن الولايات المتحدة خلف الكواليس تحاول أن تصل إلى اتفاق يحفظ ماء وجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي قال إنه يريد أن يوقف الحروب، وإنه يريد أن يطلق سراح الأسرى لا سيما مزدوجي الجنسية الأميركية الإسرائيلية.
ويمثل هذا التصعيد الإسرائيلي، الذي قالت تل أبيب إنه يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/ آذار الجاري.
ورغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدمًا في المرحلة الثانية، استجابةً لضغوط المتطرفين في حكومته.
وكان نتنياهو فقط يريد تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لضمان إطلاق أكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين بغزة، عوضًا عن الدخول في المرحلة الثانية منه، التي كانت تعني إنهاء الحرب تمامًا والانسحاب الكامل من القطاع.