تستعد إسرائيل، اليوم الثلاثاء، لمناقشة مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني، في وقت اعتبر فيه منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنَّ “لا عذر” لإسرائيل لرفض الاتفاق المحتمل الذي يتم بوساطة أميركية وفرنسية.
وقال بوريل على هامش اجتماع مجموعة السبع قرب روما: “نأمل أن توافق حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار المقترح من الولايات المتحدة وفرنسا”، مؤكدًا “لا أعذار ولا مطالب إضافية بعد الآن”.
مناقشة الاتفاق قبل المصادقة عليه
وفي هذا الإطار، قالت هيئة البث الإسرائيلية: إنّ “المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) سيلتثم بعد ظهر اليوم الثلاثاء لمناقشة مسودة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله تمهيدًا للمصادقة عليه”.
وأضافت هيئة البث: “يعتزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان من قبل الكابينت فقط، وليس من الحكومة”، حيث لا يستلزم الاتفاق مصادقة الكنيست الإسرائيلي، بحسب الهيئة الرسمية.
وتابعت: “من المتوقع أن يجري نتنياهو محادثة مع رؤساء البلديات في الشمال (الحدودية مع لبنان) ويدلي ببيان لوسائل الإعلام”.
معارضة إسرائيلية للاتفاق مع لبنان
وأعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، اعتزامه التصويت ضد الاتفاق المحتمل مع لبنان، متجنبًا التلويح باستقالته من الحكومة، وفق ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
من جانبه، أفاد مراسل التلفزيون العربي من حيفا، أحمد دراوشة، بأن معارضة بن غفير للاتفاق تأتي ضمن “المزايدات السياسية” الدائمة على مثل هذه الاتفاقات.
وأوضح أن معارضة الاتفاق المحتمل مع حزب الله تأتي أيضًا من سكان البلدات والمستوطنات الإسرائيلية الذين كانوا يستمعون، طوال الفترة الماضية، إلى اعتزام حكومتهم إنشاء منطقة عازلة على مساحة تتراوح بين 10 و12 كلم داخل الحدود اللبنانية، وهو ما لم يحدث.
وأشار مراسل التلفزيون العربي إلى أن رئيس بلدية المطلة وصف هذا الاتفاق المحتمل بـ”الخداع”.
ومن المقرر أن ينعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” بعد عصر الثلاثاء، من أجل مناقشة اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان والمصادقة عليه.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، “فمن المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يومًا في غضون 36 ساعة”. ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي، لم تسمه قوله: إن “الاتفاق هش”.
وأضاف المصدر وفق هيئة البث: “هذه ليست نهاية الحرب، هذا اتفاق لوقف إطلاق النار سيتم اختباره يوميًا، يمكن أن يكون يومين، ويمكن أن يكون أيضًا عامين”.
وأشارت الهيئة إلى أن “رئيس الوزراء نتنياهو قبل الاتفاق بعد تلقيه ضمانات أميركية تشمل تزويد إسرائيل بأسلحة كانت محظورة مؤخرًا على خلفية الحرب على قطاع غزة”.
آلية مراقبة الاتفاق المحتمل
وحول مراقبة الاتفاق، قالت الهيئة إن إسرائيل “وافقت في نهاية المطاف على مشاركة فرنسا في آلية مراقبة تطبيق الاتفاق على أن يكون لباريس دور ثانوي مقارنة مع دور واشنطن، ومن المحتمل أن تشارك بريطانيا أيضًا في آلية المراقبة فيما يحاول الوسطاء الأمريكيون تجنيد دول أخرى”، دون تحديد أسماء هذه الدول.
وذكرت أنه “وفقًا للاتفاق سينسحب حزب الله إلى الشمال من نهر الليطاني، وذلك وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي جاء مع نهاية حرب لبنان الثانية عام 2006”.
وقالت: “بعد شهرين من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ستبدأ مرحلة مناقشة التعديلات الحدودية حيث سيعين كل من لبنان وإسرائيل ضابطًا رفيعًا من كل جانب، للإشراف على تنفيذ الاتفاق”.
وأضافت: “يؤكد الجيش الإسرائيلي الاحتفاظ بحرية التصرف في لبنان إلى جانب التفوق الجوي وفي حال رصد تهديد فوري يمكن لإسرائيل شن هجوم لإزالته”.
وأما بالنسبة للتهديد غير الفوري مثل “بناء جديد أو نفق”، قالت الهيئة إن إسرائيل “ستلجأ إلى آلية المراقبة بقيادة الولايات المتحدة للمطالبة بإزالة التهديد من قبل قوات حفظ السلام الدولية اليونيفيل التي تنتشر في جنوب لبنان وإذا لم يتم تنفيذ ذلك ستتدخل إسرائيل لإزالة هذا التهديد بنفسها”.
ولفتت إلى أنه “مع توقيع الاتفاق لن تدعو إسرائيل سكان البلدات الشمالية (المستوطنات) للعودة إلى منازلهم على الفور بل ستنتظر مدة هدوء لحوالي شهرين قبل ذلك”.
ونقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية، لم تسمها، إنه “بناء على معلومات استخباراتية، فإن حزب الله سيحاول تكثيف إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل قبل الإعلان المتوقع عن وقف إطلاق النار”.
وقالت هيئة البث: “وفي الوقت نفسه يستعد سلاح الجو الإسرائيلي لمواصلة هجمات واسعة في لبنان بهدف استغلال الوقت المتبقي لاستهداف مواقع أخرى لحزب الله في الضاحية الجنوبية في بيروت ومنطقه البقاع ومناطق أخرى”.
وأمس الإثنين، أعلن البرلماني اللبناني قاسم هاشم، عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، وأن إعلانه قد يكون خلال 36 ساعة “بعدما أصبح شبه مكتمل”.