بدأت في الرياض الأحد محادثات بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين للبحث في هدنة جزئية محتملة في الحرب مع روسيا، وذلك عشية مفاوضات بين الوفدين الروسي والأميركي تعقد أيضًا في السعودية، وتوقع الكرملين أن تكون “صعبة”.
من جهته، أظهر ستيف ويتكوف موفد الرئيس الأميركي دونالد ترمب تفاؤلًا الأحد، قائلًا: إنه يتوقع إحراز “تقدم حقيقي” خلال هذه المحادثات.
وعلى فيسبوك، قال رئيس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف: “بدأنا الاجتماع مع الفريق الأميركي في الرياض”، مضيفًا “يتضمن جدول الأعمال مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنى التحتية الحيوية”.
وتدفع واشنطن وكييف، في الحد الأدنى، نحو وقف مؤقت لضربات تستهدف منشآت الطاقة التي تضرّرت على نحو كبير بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الهجوم الروسي.
مباحثات أميركية أوكرانية في الرياض
ووفق عمروف “يتضمن جدول أعمال” الاجتماع “مقترحات ترمي إلى حماية منشآت الطاقة وتلك الأساسية”.
وسبق أن أبدت أوكرانيا “استعدادها لهدنة “عامة” غير مشروطة، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتقدم جيشه على الأرض رغم تكبده خسائر كبيرة، يبدو أنه يمارس لعبة الوقت ما دام جنوده لم يطردوا القوات الروسية من منطقة كورسك الحدودية.
وشددّ الكرملين على أن الاتفاق بين واشنطن وموسكو يقتصر على وقف أعمال القصف التي تطال منشآت الطاقة لدى الطرفين.
اجتماع أميركي روسي في السعودية في 18 فبراير الماضي – غيتي
وبادر المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى خفض سقف التوقّعات المرتبطة بالمحادثات المرتقبة، قائلًا للتلفزيون الروسي الأحد: “هذا موضوع معقد للغاية ويتطلب الكثير من العمل”.
وأضاف “لسنا سوى في بداية هذا المسار”، أي مسار تسوية النزاع الذي اندلع إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
وفي مؤشّر إلى التباينات في وجهات النظر، يترأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف، في حين قرّر بوتين إيفاد مبعوثين أدنى رتبة هما سناتور ودبلوماسي سابق ومسؤول في جهاز الأمن الداخلي.
إحياء اتفاق تصدير الحبوب؟
ومن نقاط الخلاف الأخرى ما قاله بيسكوف الأحد عن أن المسألة “الرئيسية” للمحادثات بين الأميركيين والروس ستكون “استئناف العمل” باتفاق الحبوب في البحر الأسود، من دون الإشارة بتاتًا إلى اتفاق محتمل بشأن وقف محدود أو غير مشروط للقتال.
وأتاحت مبادرة البحر الأسود التي كانت سارية بين صيفي 2022 و2023 لأوكرانيا تصدير حبوبها الأساسية لتغذية العالم، رغم انتشار أسطول روسي في المنطقة.
وانسحبت موسكو عام 2023 من الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، متهمة الغرب بعدم الوفاء بالتزاماته بتخفيف العقوبات على صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة.
وأكّد بيسكوف “نعتزم الإثنين مناقشة موافقة الرئيس بوتين على استئناف العمل بما يسمى مبادرة البحر الأسود، وسيكون مفاوضونا مستعدين لمناقشة الفروقات الدقيقة حول هذه المشكلة”.
وصرّح ويتكوف لقناة فوكس نيوز: “أعتقد أنكم سترون في السعودية الإثنين تقدمًا حقيقيًا، لا سيما في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل”.
معارك يومية
وفي موازاة الجهود الدبلوماسية، أعلن الجيش الأوكراني الأحد عن استعادته قرية صغيرة في منطقة لوغانسك الشرقية، في تقدّم نادر لقوّاته في المنطقة التي سيطرت عليها روسيا في شكل شبه كامل منذ 2022.
في المقابل، أعلن الجيش الروسي الذي يحرز تقدّمًا ميدانيًا كبيرًا، السيطرة على بلدة سريبنيه في الشرق الأوكراني.
وليل السبت الأحد، تعرّضت العاصمة كييف لهجوم روسي “مكثّف” بواسطة المسيّرات، بحسب السلطات المحلية.
وفي أعقاب هذا القصف الجديد، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه على ممارسة “ضغوط” على موسكو من أجل “وضع حد” للنزاع، في حين ندّد وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا بـ”الإرهاب المنهجي” الروسي الذي “يقوض جهود السلام”.
وتسعى أوكرانيا ردًا على الضربات التي تستهدف أراضيها يوميًا منذ أكثر من 3 سنوات، إلى زعزعة السلسلة اللوجستية للجيش الروسي من خلال استهداف مواقع عسكرية أو منشآت للطاقة مباشرة على الأراضي الروسية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية من جانبها صدّ 59 مسيّرة أوكرانية ليل السبت الأحد.
وفي منطقة روستوف الروسية (جنوب-غرب)، قتل رجل في ضربة لمسيّرة على سيّارته، بحسب الحاكم الإقليمي الروسي يوري سليوسار.