باكستان: القضاء على 13 مسلحاً بعملية استخبارية بإقليم خيبر بختونخوا

نفذت قوات الأمن الباكستانية، الأربعاء، هجوماً على مخبأ لمسلحين بعملية استخبارية في المنطقة المضطربة بإقليم خيبر بختونخوا بشمال غربي البلاد، بالقرب من الحدود الأفغانية؛ ما أدى إلى تبادل إطلاق نار كثيف أسفر عن مقتل 13 من مقاتلي حركة «طالبان باكستان»، على حد قول الجيش.

لاجئون أفغان مع أمتعتهم يصلون للترحيل وهم ينتظرون في شاحناتهم على الحدود الباكستانية – الأفغانية في تورخام 16 سبتمبر 2025. وتخشى مصادر دبلوماسية وأمنية أن يؤدي ارتفاع هائل في أعداد المهاجرين الذين أجبرتهم باكستان وإيران على العودة إلى أفغانستان الفقيرة إلى تأجيج تشدد تنظيم «داعش» (أ.ف.ب)

ووصف الجيش في بيان المتمردين الذين قُتلوا بالـ«خوارج»، وهو مسمى تطلقه السلطات كثيراً على عناصر حركة «طالبان باكستان»، وفق تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الخميس.

ووقعت المواجهة في مدينة ديرا إسماعيل خان في إقليم خيبر بختونخوا. وذكر الجيش أن المسلحين قد شاركوا في تنفيذ هجمات سابقة، من بينها تفجير انتحاري بجوار بوابة مركز شرطة في ضواحي المدينة عام 2023 أسفر عن مقتل 23 من أفراد الأمن. وتمت استعادة الأسلحة والذخيرة من مخبأ المسلحين، حسب ما جاء في البيان. كذلك زعم الجيش أن المتمردين الذين قُتلوا كانوا مدعومين من دول الجوار الهند.

جدير بالذكر، أن إسلام آباد توجه اتهامات إلى الهند طوال الأشهر القليلة الماضية بدعم كل من «طالبان باكستان» والانفصاليين البلوش في جنوب غربي البلاد، الذي يشهد وجود حركة من التمرد، وهي تهمة تنفيها نيودلهي. وشهدت باكستان تزايداً في وتيرة العنف المسلّح خلال السنوات القليلة الماضية، أعلن انفصاليون وعناصر بحركة «طالبان باكستان» المسؤولية عن أكثرها. الجماعة منفصلة عن حركة «طالبان» الأفغانية، لكنها متحالفة معها، وازدادت جرأة منذ استعادة حركة «طالبان» السلطة وحكم أفغانستان عام 2021. ويُعتقد أن كثيراً من قادة ومقاتلي حركة «طالبان باكستان» قد لجأوا إلى أفغانستان منذ ذلك الحين.

تحدث العاملون في مجال الصحة مع فتيات محليات (وسط) خلال حملة تطعيم ضد فيروس الورم الحليمي التي أقيمت لحماية الفتيات المراهقات من سرطان عنق الرحم في كراتشي 24 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قالت الشرطة ومصادر أمنية باكستانية إن غارة جوية على منطقة حدودية نائية أسفرت عن مقتل 23 مدنياً على الأقل الاثنين، في منطقة تشهد تصاعداً في أعمال العنف.

وقال ضابط شرطة كبير في المنطقة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن «الطائرات استهدفت أربعة منازل دُمرت بالكامل»، من دون تحديد الجهة المنفذة.

وأكد ضابط أمن في بيشاور حصيلة القتلى، مؤكداً وجود عشرات المخابئ التابعة لحركة «طالبان باكستان» في المنطقة.

واتهم نائب معارض الجيش بتنفيذ الغارة الليلية في إطار عملية لمكافحة الإرهاب، لكن لم يصدر أي تصريح رسمي من الحكومة أو الجيش.

أشخاص يتفقدون موقع انفجار بعبوة ناسفة بدائية الصنع استهدف قطار «جعفر إكسبريس» بمنطقة دشت – بلوشستان الثلاثاء 24 سبتمبر 2025 ما أدى إلى خروج 4 عربات عن مسارها وإصابة ما يقرب من 12 راكباً (إ.ب.أ)

وقال إقبال أفريدي، النائب في البرلمان عن منطقة خيبر، حيث وقعت الغارة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إن طائرات تابعة لقوات الأمن هي التي قصفت. ضرباتها أدت إلى مقتل 23 شخصاً».

كثفت حركة «طالبان باكستان» في الأشهر الأخيرة عملياتها ضد قوات الأمن في المناطق الجبلية الحدودية مع أفغانستان.

وأوضح مسؤول رفيع في شرطة بلدة تيراه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن سبع نساء وأربعة أطفال بين القتلى، دون أن يحدد الجهة التي نفذت الهجوم.

تقع تيراه بالقرب من الحدود الباكستانية – الأفغانية، في منطقة تضم كثيراً من معاقل حركة «طالبان باكستان».

وبعد ظهر الاثنين، تجمع نحو ألفي شخص في بلدة قريبة احتجاجاً على الغارة.

حركة «طالبان باكستان» تدربت في أفغانستان وتشترك في العقيدة نفسها مع «طالبان» الأفغانية التي عادت إلى السلطة في كابل في 2021.

شاركها.
Exit mobile version