«وول ستريت» تتراجع بهدوء قرب أعلى مستوياتها التاريخية

شهدت «وول ستريت»، يوم الخميس، هدوءاً نسبياً، حيث سجلت الأسهم الأميركية، وحتى الذهب، تحركات طفيفة قرب أعلى مستوياتها التاريخية.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.1 في المائة، متراجعاً عن أحدث مستوى قياسي له على الإطلاق، ومحققاً مكاسبه الثامنة خلال تسعة أيام. وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 21 نقطة، أو أقل من 0.1 في المائة، حتى الساعة 9:35 صباحاً بالتوقيت الشرقي، في حين استقر مؤشر ناسداك المركب تقريباً، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

كما سجل الذهب ارتفاعاً بنسبة 0.1 في المائة عن أحدث مستوى قياسي له بعد موجة صعود قوية، خلال العام الحالي، في حين حافظت عوائد سندات الخزانة الأميركية على ثباتها النسبي. وتشهد السوق بعض التذبذب بعد ارتفاعات كبيرة، مدفوعة أساساً بتوقعات تخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد.

وارتفعت أسهم شركة «دلتا» للطيران بنسبة 6.4 في المائة، بعد إعلانها أرباح فصل الصيف التي فاقت توقعات المحللين، كما قدّمت الشركة توقعات أرباح سنوية تجاوزت تقديرات السوق.

وأشار جلين هاوينشتاين، رئيس شركة «دلتا»، إلى تسارع واسع في اتجاهات المبيعات، خلال الأسابيع الستة الماضية، بما في ذلك رحلات العمل المحلية، وهو ما أسهم في دعم أسهم شركات الطيران الأخرى، حيث ارتفعت أسهم الخطوط الجوية الأميركية بنسبة 3.3 في المائة، والخطوط الجوية المتحدة بنسبة 5.3 في المائة، والخطوط الجوية الجنوبية الغربية بنسبة 3.3 في المائة.

وتحمل هذه التقارير، الصادرة عن الشركات، أهمية كبيرة، إذ تمنح المستثمرين نافذة على قوة الاقتصاد، خاصة مع تأخر الحكومة الأميركية في نشر بيانات اقتصادية رئيسية نتيجة الإغلاق الحالي. فعلى سبيل المثال، لم تُصدر الحكومة، الأسبوع الماضي، تقرير مطالبات البطالة، وهو التقرير الذي عادةً ما يؤثر بشكل مباشر على تداولات «وول ستريت»، يوم الخميس.

من جهة أخرى، ستحتاج الشركات لتحقيق نمو ملحوظ في الأرباح لتبرير المكاسب الكبيرة التي شهدتها أسعار أسهمها منذ أدنى مستوياتها في أبريل (نيسان) الماضي، حيث ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 35 في المائة، ما يجعل تقييم السوق يبدو مرتفعاً، مقارنةً بأرباح الشركات، ولا سيما في قطاع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الذي شهد ارتفاعات حادة.

وارتفع سهم شركة «بيبسيكو» بنسبة 1.3 في المائة، بعد أن أعلنت أرباح الربع الأخير التي فاقت توقعات المحللين، مشيرةً إلى تحسن زخم أعمالها في قطاع المشروبات بأميركا الشمالية.

على الجانب الآخر، تراجع سهم «تسلا» بنسبة 1.1 في المائة، بعد أن بدأت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة تقييماً أولياً لنظام القيادة الذاتية الكامل بالشركة، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

وقفز سهم «أكيرو ثيرابيوتكس» بنسبة 16.8 في المائة، بعد إعلان شركة «نوفو نورديسك» الدنماركية، الشركة المصنِّعة لدواء «ويغوفي» لإنقاص الوزن، استحواذها على شركة تطوير الأدوية، التي تتخذ من سان فرنسيسكو مقراً لها، وقد يصل سعر الصفقة إلى 5.2 مليار دولار، إذا حصل المنتج الرئيسي المرشح على موافقة الجهات التنظيمية الفيدرالية.

كما ارتفع سهم «إم بي ماتيريالز»، المتخصصة في تعدين ومعالجة المعادن النادرة في كاليفورنيا، بنسبة 5.2 في المائة، بعد أن أعلنت الصين قيوداً على صادرات هذه المواد الحيوية لصناعة كل شيء؛ من الإلكترونيات الاستهلاكية، إلى محركات الطائرات.

في الأسواق العالمية، تباينت المؤشرات في أوروبا وآسيا، حيث ارتفعت أسهم شنغهاي بنسبة 1.3 في المائة، بعد استئناف التداول بعد عطلة، وقفز مؤشر «نيكي 225» الياباني بنسبة 1.8 في المائة، مسجلاً أحد أكبر التحركات على المستوى العالمي. وارتفعت أسهم مجموعة سوفت بنك بنسبة 11.4 في المائة، بعد إعلانها صفقة بقيمة 5.4 مليار دولار، للاستحواذ على وحدة الروبوتات، التابعة لشركة الهندسة السويسرية «إيه بي بي».

وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجَل 10 سنوات قليلاً إلى 4.14 في المائة، مقارنةً بـ4.13 في المائة بنهاية تعاملات يوم الأربعاء.

شاركها.
Exit mobile version